عمر من الجوع، قادها لتوسل ناعم، لكنها اصطدمت بحاجز صلب يحيط بقلبه، فتح باب للشجار العنيف بينهما، وسألها بغضب:
ـ ماذا تريدين؟
أجابته بنبرة حزينة:
ـ أريـــدك
فأجابها بقسوة:
ـ وأنا لا أملك نفسي، وأخبرتك من قبل
فعادت تسأله برجاء:
ـ أشتاقك . ماذا أفعل؟
بجفاء:
ـ لكِ بأن تقبلي بالقليل الذي أستطيع منحه
هنا ثارت من الغضب، وقادها كبرياؤها لأفكار مجنونة، وصاحت به:
ـ وأنا أرفض الفتات
وبطريقة باردة أخبرها:
ـ سامحيني فأنا لن أستطيع، هذا أنا .. ولم أخدعك
أخذت تبكي بمرارة:
ـ إما أن أملك أو ..
نفد صبره، وقاطعها ثائرًا:
ـ أنتِ امرأة لا تنظر إلا إلى القشور، لستِ أنتِ من عرفتها وعاهدتها على البقاء، ولن أستطيع البقاء مع أنانيتك
فهمست بحسرة:
ـ لقد كان .. قلبـــي
فأولاها ظهره قائلًا:
ـ لقد أصبحتِ كالقيد، سأرحل، ولكن تذكرى أني حاولت البقاء رغم ....
قاطعته بصوت مُتهالك:
ـ لن أسامحك على حرمانى منك
وابتعدت عنه يسبقها أنين قلبها، وأمطار من الدموع الكثيفة، واستدرك هو ماحدث وأن النهاية تلوح بيديها لهما، وشعر بغصة في قلبه، فلحق بها وجذبها من يدها، فاعتقدت أنه سيواصل ذبحها، فرفعت رأسها بكل كبرياء قائلة:
ـ لا تتحداني .. فقد خسرتك .. وانتهى
ولكنه ابتسم وأزاح خصلات شعرها الناعمة:
ـ كيف أتحدى نفسى وأذبح روحي، ألا تعلمي أنكِ ملكتِ ما لم يملكه سواكِ
فنظرت إلى يديه وابتسمت:
ـ إذًا .. حذار أن تترك يدي حتى لو أرهقتك معي، فأنا ....
فوضع إصبعه على شفتيها:
ـ أنتِ طفلتي التي أعشق جنونها
وجذبها نحوه وأحاطها بذراعيه:
ـ هنا أمانك وملجأك