(1)
إنتصفَ اللّيلُ بشكلٍ غيرِ مُعلَن
حينَ كُنتُ أهرولُ نحوكِ يا لَيلَى،
صدقَ النّاسُ حينَ قالُوا مجنُونٌ
فكيفَ لي باللّه عليكِ ألاَّ أُجنَّ أمامَ عينَاكِ؟
أُكفكفُ دمُوعي البَاردةَ من بُؤسِ الدَّهرِ
فقَط حينَ أراكِ،
و لا يستَقيمُ القَصيدُ بقَلمي إلاّ إذا كُنتِ مقصدَهُ.
كيفَ لا يكُونُ مجنُوناً من يُخاطبُ الدَّمعَ :
إنّي يا دمعِي إن رأيتُها قد أطلَقَت لي
من ثَغرهَا بَسمةً
مَسحتُكَ بأطرَافِ البَنانِ أبداً ..
فليَشهد قومِي و قَبيلتِي
أنّي دُونهَا لن أهوَى
فهيَ قِبلتِي و مُصلاَّيَ
دُونَ معَابدِ الدُّنيا و جَوامعِهَا.
ويحَكَ يا قَلبِي
تهوَى من لا أمَلَ في هَواهُ
و تُلقي بنَفسكَ في درُوبِ اللّيالِي البَاردَة
و ذِكريَاتِ أبرِيلَ المَقيتَة ..
أخشَى عليكَ أيُّها الشّاعرُ
من إفراغِ المَزيدِ من عُلبِ السّجائِر
و تلوِيثِ السّماءِ بخطِيئةِ الحُبّ!
إنّها ليلَى يا عَزيزِي،
مُتصوِّفةٌ صعبةُ المنَالِ
و دمعةٌ تنزلُ بِحُرقةٍ من شُرفةِ الحيَاة،
إنّها غيمةٌ
تَسيرُ
تَسيرُ
ولا تعبَأُ بكَ أيُّها المنفِيُّ البَئيسْ.
(2)
أهواكِ يا ليلَى
بلاَ شرطٍ ولا قيدٍ
فقَط ببَسمةٍ و نَظرةٍ
فقَط بصُورةٍ أو اثنتَانِ
أُسكتُ بهمَا جُوع قَلبِي إليكِ
في ليَلي نُوفمبَر المُعتمَة ..
سَلبتِ منّي كلَّ شيءٍ بغَمزةٍ
حتّى الشِّعرُ صارَ ملكَكِ،
كيفَ لكِ كلُّ هذا السِّحرُ
و كيفَ لي أسيرُ خلفكِ كطِفلٍ صغيرٍ
صغِيرٍ جدًّا .. و يُحبُّكِ.
أهواكِ يا وردَتي
بلاَ قيدٍ و لاَ شرطٍ
أهواكِ بلاَ أمَلٍ،
فكُلُّ شيءٍ صارَ مُستحيلاً و مُبهماً
و أنَا لازلتُ أسِيرَ الكَلمَات،
و الكَلماتُ .. خادمٌ و فيٌّ بينَ يَداكِ.
(3)
أَي ليلَى
هُدايَ و لَيلايَ
هوَايَ و مَنفايَ
وطنِي البَعيد جدًّا
وطنِي الذِي كُلّما اقتَربتُ نحوَهُ
جَفانِي
و قَالَ أنّني لستُ وطنيًّا بما فيهِ الكِفاية ..
أي لَيلَى
يا بَائعةَ الحُبّ في كؤُوسٍ من مُوسيقَى،
يَا ساقيَتي من خمرِ النّعيمِ العَذب
يَا وردَتي
أينَ السّبيلُ إليكِ
يا جُرحيَ العَميق؟