هاهيَ تُمطرُ من جَديدٍ
بعدَ العاشرةِ صباحاً
على الشّارعِ
و على قَلبي،
سائقُ الحافلةِ يتمهّل
مُستمتعاً بجَمالِ الطُّرقاتِ المُبلّلة،
الركّابُ غيرُ مستعجلُون
ولأوّلِ مرّةٍ
يُعجبهُم ذوقُ السّائق في المُوسيقَى.
كلُّ شيءٍ هادئٌ هذا الصّباح
لا أحدَ يصرخُ في البَاص
لا أحدَ يشتمُ الزُّحامَ
أو مُديرَ العَمَل،
لا عجُوزَ واقفةً تبحثُ بعينيهَا عن مكانٍ شَاغرٍ
لا صبيَّ يكسرُ الصّمتَ بالبُكاء،
فقط مزيداً من الهُدوءِ الغَريب.
أمّا أنَا
في آخرٍ مقعدٍ
أتابعُ كلّ شيءٍ بمَللٍ
لأنّي أحبُّ الضجيجَ و السُّباب،
أحبُّ أن يتشاجرَ أحدهُم مع السّائقِ
فتُوشكُ الحافلةُ أن تنقلبَ بنَا في قنطرةِ "الحسن الثاني"،
أحبُّ أن أسمعَ اللّعناتِ المُوجّهةِ للحُكومة
والأحزابِ جميعُها
يميناً و يساراً.
سأنزلُ في المحطّةِ القادمَة
فقد سئمتُ هذا الهُدوء المُرعب.