أُميمَتِي،
أميرتِي النّائمة استيقَظت في صبَاحٍ ماطِر
كانَت السّماءُ تئنُّ حينَ رحَلتْ
و كُنتُ شارداً حينَ مدَّت يدهَا الحَمراء إليّ،
أُميمَتِي الآن راحلةٌ إلى حيثُ تَدرِي
و لستُ أدرِي،
في الحُلم أراهَا تمشِي بحِشمةٍ على رُوحي الحَزينَة
و تُلقي علَى قلبِي وردَة تأسُّفٍ
تسقطُ في المُنتصَف
و يُصيبُني شوكُها
فيسيحُ دمِي في الشّوارعِ و الممرّاتِ الضيّقة،
يتأمّلُني المَارّةُ
و يُلقِّبُني العَاشقُون بالشّاعرِ المجرُوح.
في حُلمِي أيضاً
رأيتُ أنّ اللّيل لن ينتهِي
حتّى لو أشرقَت ألفُ شمسٍ،
و أنّ "فان غوخ" كانَ على حقٍّ؛
ليسَ للألوانِ معنًى إن لم يكُن للبُؤسِ مُنتهَى.
رأيتُ أنّكِ ترحلِينَ بفرحٍ
فَفرحتُ / بكيتُ
بسمتُ / عبَستُ
و تكوّرتُ حولَ نفسي كطفلٍ صغِيرٍ
في دارِ أيتامٍ مُظلمةٍ.
أُميمَتِي أحبَبَت وطناً فسكنَ قلبُها إليهِ،
و أنَا أحببتُها
فأصبَحتُ بلاَ وطنٍ،
أُداري الدّمعَ بالكَلمَات
فلا تَنفعُني كلمَاتي المُتقشِّفةُ
في غُربتِي و مَنفَاي.