يحكي أن زهرة كانت تعيش في مشتل منمق وشاء صاحب المشتل أن ينقلها إلي بستان جديد .....
أخذها إلي البستان وكانت توجد علي بابه صبارة خشنة أشواكها حادة تحرس البستان ، دخلت الزهرة وأخذت تتجول بين أرجاء البستان في ألق وتتعرف عل سكانه وكلما نظرت إلي وردة في البستان وجدت في نفسها خيلاء بجمالها ورفعة منزلتها ،
كان هناك ثعبان خبيث يرنو لدخول البستان ليفسده ولكن كانت الصبارة تقف له بأشواكها الحادة ، حذرت الصبارة الزهرة من هذا الثعبان وسمومه ولكن الزهرة كانت لا تستمع لمحاذير الصبارة وكانت تراها زرعة حقيرة دميمة الشكل عديمة الفائده ،
وذات مرة خرجت الزهرة إلي الثعبان وأحبت أن تتحدث معه ، وأعجبت بألوانه الزاهيه ، قال لها الثعبان ـــ أنت زهرة جميلة وهذا البستان سكانه حقراء ويجب عليك تحقيرهم لأنك أجمل منهم منظرا وأعبق عطرا ، الثعبان بارع في استخدام السحر لذلك كان سهلا عليه أن يسحر للزهرة حتي جعلها تكره البستان ومن فيه ....،
تعودت الزهرة ألا تسمع كلاما إلا من الثعبان وتصف أصدقائها بأنهم حمقي وكذابون وأن الثعبان هو الصادق طيب القلب ، في يوم من الأيام غير الثعبان جلده وقال للزهرة : ما رأيك في هذا الثوب الجميل ؟!! إنه مثل لوني ..!!أعجبت الزهرة بجلد الثعبان والتفت به ...!!
فقال لها ما رأيك أن تدخلي البستان وتختالين بين سكانه ، ولأن الزهرة غبية سمعت كلام الثعبان ودخلت البستان تلبس جلد الثعبان وتزهو به ،
ألمح إليها بعض أصدقائها بأن هذا لا يليق بك ، لكنها احتقرت كلامهم وقالت لهم دعوني وشأني...
وذات مساء تصنع الثعبان أنه الزهرة ودخل البستان وقتل الصبارة غدرا وأحدث فسادا عظيما بين أهل البستان ...
خلاصة القصة : أحبت الزهرة الثعبان وعاشت في جلده وشربت سمومه وأصبحت مثله وفي النهاية ستلقي نفس مصيره .
محمود صبري