هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تناول الستيرويدات : بناء العضلات علي حساب .... ؟!!
  • الضعيف .. جذاب!؟
  • ماذا لو .. هربنا
  • بين كذبة أبريل وشم النسيم 
  • جوزائيات
  • أسرني هو
  • السم الزعاف والترياق
  • لون الأيام
  • نجاح الشيطان
  • التاريخ ظالم ومظلوم 
  • هنا غزة (1)
  • مشاعر غريبة
  • النجاح يصنع لك الاعداء!  
  • حالات نفسية
  • ابنة النهار
  •  بين الحضور والغياب
  • أماااه
  • أروقة الحيرة
  • حافّةُ اللّيْل
  • عائدون كالحجيج يسعَونَ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة شريف ابراهيم
  5. أبجديَّةُ طفل
تصرخ في وجه طفلك، منبِّهًا ومحذِّرًا، من أن يُكرِّر فعل الخطأ من تكسيرٍ للأشياء، ومن ضربه لأخيه أو أخته، ومن عناده في فعل ما يهواه ولا يروق لك. هو كارهٌ لإرشاداتك وتوجيهاتك وتحذيراتك، وأحيانًا ينفر منك، ويكرر ما يفعله من تصرفات لا تعجبك، ويمارس سلوكيات يرفضها عقلك. هو عنيدٌ للغاية، وكلما غضبتَ يضحك هو لغضبك وانفعالك وكأنه يُخرج لك لسانه، وتعبيرات وجهه تقول لك: هاه! ماذا ستفعل؟! وما آخرك؟!
يريد أن يلهو ويلعب، عقله الصغير يصوِّر له رغبته في اكتشاف كل شيء حوله في العالم المحيط به مهما وقع من ضرر، الأهم عنده رؤية ما وراء الأشياء، فهذا «ريموت التلفاز»، يراك تضغط على مفاتيحه لتغيير القنوات ورفع الصوت أو خفضه، وبمجرد انشغالك عنه يمسكه ويرفع صوت الشاشة حتى تنزعج أنت من كمِّ الصخب الذي أحدثه، هو لا يبالي بك، بل يصل به الأمر إلى كسر «الريموت» ورؤية ما بداخله، وبالتالي يأتي انفعالك عليه باتساع عينيك مهددًا إياه ومتوعدًا، أو برفع سبابة يدك عند فمك ليلتزم الصمت، أو تعنيفه لفظيًّا، أو ضربه بوصفه حلًّا أخيرًا. وبعد عقابه، ينطفئ بريق عينيه، وتذهب البسمة من شفتيه، وتجده انزوى حزنًا، خافضًا رأسه بين يديه، رافضًا قربك منه وهو يعلم أن قلبك الضعيف سيسامحه؛ فيضطرك اضطرارًا لمصالحته، وعقلك الكبير لا يستوعب حداثة سنه وصغر عقله بالقدر الكافي، فتطلب منه ألا يعاود الخطأ مرة أخرى، ولكنه سرعان ما يعاود مراتٍ ومراتٍ، حتى يصل بك الأمر أحيانًا إلى مقاطعته.
طفلك مزعج وفوضوي للغاية، وهذا لا يلائمك بوصفك أبًا، لكن انتبِهْ إلى رغبته في معرفة كل شيء والوصول إليه مهما بلغ به الأمر من إحداث تلفيات، ووقوع أضرار، والتسبُّب لك شخصيًّا في مشكلات مع أمه أو إخوته أو الجيران مثلًا.
عليك النزول بمستوى عقلك الناضج إلى عقله الذي يفتقد كثيرًا من الوعي، عليك احتواؤه ومداعبته وملاطفته، وإذا بلغ بك القلق منتهاه من أفعاله؛ فليكُن ردُّ فعلك توبيخًا أو ضربًا بسيطًا أو حرمانه ممَّا يحب، حتى يعرف الصواب من الخطأ.
فعالمه الصغير يحتاج إلى أمان عالمك الكبير وحنانه، طفلك ما زال يتلمَّس أبجديات الحياة.
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2174 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع