آخر الموثقات

  • لا يجوز الجمع بين الصلاتين في السفر!
  • بالمختصر..
  • العرض في البطن و المرض في العين و إيقاف الدواء فيه العون!! 
  • أنت مهرجاني
  •  إلا منك أنت 
  • مكسورة في صمت
  • لست بريئة
  • أوجاع معلم على المعاش 
  • تغريد الكروان: ذاتك .. هدهدها
  • الندم لا يغير الماضي
  •  النقد علم وفن
  • الإنسانية والموت عنوان يرادف "الحياة" - ليندة كامل - دراسة نقدية 
  • شعر مستعار
  • الكاحول و صراع الحيتان
  • العاشق يرى لا يسمع
  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سامح رشاد
  5. مسابر وأغوار - رواية

   ___مسابر وأغوار____

الروح من حيث هي عتبه الوجود

_______توطئه__________

الروح.. الموت.. الحياه

مسابر ثلاثه حيرت العلماء من قديم الازل

كلما تعددت نظريات الفهم لها اذدادت المسابر غوراً وانغراساً

وكلما تطلعوا وجدوا أنفسهم مازالوا يسيرون في درب مظلم

الروح والحياه. لايمكن الفصل بينهم ولا يمكن الاستدلال على إحداهما دون الآخر

اما الموت فهو النقيض المعاكس..

__________تمهيد _____________

أن الإنسان الذي أعرض عن الطبيعه و آمن بوحدانيه الخالق على يقين تام

و أن أتّباع كل شئ في كل جهه للمشيئه الإلهيه و القدره الربانيه في كل أمر من أمور حياته

وفى كل شأن من شئونه و في كل حال من احواله فقد آمن

بحقيقه عظيمه جداً تكمن في سر قد بيّن بوجه مُقنع قاطع و واضح

غايه الوضوح في بيان( وهو على كل شئ قدير) من هذا المنطلق

فإننا اسندنا وجودنا الي القدير الأزلي فأنه يخلقنا بقدرته التي لاحدّ لها

بأمر واحد من العدم و الفناء في آن واحد

وأننا إن لم نسند أنفسنا الي الواحد بل اسندناها إلى الطبيعه و الأسباب الماديه

يلزم حينئذ ان نجمع المواد الموجوده في بدنا من أقطار العالم بمقاييس حساسه

لأن الأسباب الماديه تجمع فتركب فقط.

و من المصدَّق بين أهل العلم أجمعين أن الأسباب لا تخلق من عدمإلا أن يكون المسبب واحد

قادر.. هو الله عز وجل

____تمهيد٢______

 

الله موجود وجوداً مجرداً عن الماده

هل يمكن أن نعرف المقصود بكلمه الله وكيف يمكن تصور وجوده.

وإن لم يكن الله عله الموجودات فكيف وجدت

وهل وجدت بعله ام لا. وما هي علتها إن لم تكن الله.

هل وجد الوجود مصادفه دون موجد

ام يقوم وراء وجوده عقل كلي مدبر ذكي

تساؤلات فرضت نفسها على الإنسان منذ أن بدأ يفكر..

المقصود بكلمه الله

الإله هو عز وجل و الجمع لهذا اللفظ آلهه

والأصل من أله يأله أي تحير

وهو وصف لحاله العبد إذا وقع فى عظمه الله وجلاله.

الله اسم لا تطرح منه الألف وليس مما يجوز اشتاق الفعل منه كما جاء في الرحمن الرحيم

كيف يمكن تصور الله

كثيرون في كل زمان لم يقتنعوا بوحوده

وفى كل زمان كانت لهم مقاله يقيمون عليهم

 قناعاتهم.. وفي نظرهم جميعاً هو فكره

 اخترعها الأقوياء ليمتصوا نقمه الضعفاء

وقالوا.

إنه جرعات من الأيفون تعطى للبؤساء كل يوم

 عده مرات لكي يمتنع تطلعهم إلى الأعلى حيث يتربع التحكمون لأنه في غدٍ في غير هذه الدار

 كلما أوهموهم سوف يبدل الله كل شئ فيمنح

 الفقراء نعيماً لا يبلى ويصبُّ على الأغنياء

 شواظاً من نار لاينطفئ

أن الله و الدين في نظر هؤلاء هما وهم رافق

 الإنسان منذا ان بدأ يستثمر أخاه الإنسان.

ولم يقبل أرباب هذا المذهب

أن تبقى نظراتهم حبيسه الفكر المكتوب بل دفعوا بها إلى قياده الإنسان ايديولجي شديد تسلح بماديه متمرده.

وعلى الرصيف المقابل كان المؤمنون بالله

 يجتمعون على الدوام ففي كل عصر كانت

 الدعوه إلى اليقين بالله تملأ القلوب

جماعات الفلاسفه و الحكماء و الرسل و الأنبياء كانوا يشرقون على ظلمات الإنسانيه مثلما تشرق الشمس فيضيئون حلكات النفوس و يبعثون إطمئنان اليقين في للصدور المعذبه و ظل هديرهم الإلهي يملأ فضاء العصور.

ومن قبل أن يعرف الإنسان كيف يأمل و ماذا يلبس واين يسكن ألجأته ضروره للبقاء إلى العباده.

انطلق من بدايه السببيه من منطلقات ماديه

 خاضعاً لتلك القوى التي وجد بالممارسة أن لها

 تأثير حاسماً دائماً على أمنه وطعامه و شرابه

وجميع الأشكال المنبثقه منها إلا بعد رحله مديده

 تخللها عثرات فكريه لا تحصى فأول مااسترعى وعيه ارواح اجداده الموتى

_______الباب الأول ______

                 الروح

مدخل...

الروح و الجسد في القرآن الكريم جواهر الذات الإنسانيه تتم بهما الحياه ولا نخفي أحدهما في سبيل الآخر

وعقيده الروح من ضمن العقائد الغيبيه التي نلتمس منها الفضيله كأنها من مسلمات الحس وان وجب على العقل الإنساني الإيمان بعلمه القليل عنها

.

ليس في القرآن فصام بين روح وجسد او انشقاق بين عقل و ماده بل العقيدهالاسلاميه تشهد على هدايه واحده تحسن بالروح كما تُحسن بالجسد.

القرآن الكريم ينقذ العقل من نقائض التفكير و الحيره في حقائق الدين.

والفرق بعيد بين الإيمان الذي يلغي العقل و الإيمان الذي يعمل فيه العقل.. إن الإيمان هنا نتيجه لعمل العقل مع الاخضاع للغيبيات وليس لإهمال العقل و التسليم للغيبيات دون التفكير

والعقل يستطيع أن يعلم بضروره الإيمان لأن إنكار هذه الضروره نقيضه عقليه وليس بنقيضه للدين و العقيده.

فالموجود الذي ليس له حدود لا يحيط به ادراك العقل المحدود.

والعقل اذا قال بضروره الإيمان على هذه الصفه و بهذا الحق لم يكن قد ألغى عمله وأبطل وجوده بل هو يبلغ بذلك غايه عمله. فهو عقل زاد عليه إيمان..

الله سبحانه وتعالى قد كرم الإنسان أعظم تكريم وعلمه ما لم يعلم. وعلمه الاسماء كلها ولم يُعلمها للملائكه.

فالإنسان دون المخلوقات له من القدرات ما لا يتوفر لغيره لان له كل صفات الروح بقدر حجمه وإن الإنسان قد تجسد مداركه الحسيه بحدود جسده فان أصله وباطنه الروحي غير محدود

وإذا كانت المعرفه الغيبه لله وحده سبحان و تعالى فهذا لايزيد الإنسان إلا إيماناً

و هذا لأن الله حقيقه علميه بكل المقاييس بوصفه سبحانه مصدر العلم

و العلم والروح صنوان فلا غيب فيهما و لا تنجيم بل شهاده وعلم وحضور وادله و ثبوت.

والحديث عن ماهيه الله عز وجل تعني تناول قضيه الوجود في البدايه و الخلق و التكوين. لان الله سبحانه  أصل الوجود وأصل  الخلق واصل التكوين.و لا يرقى اليه التفكير  او التخيل

في ذاته..

و لأن الوجود مصدر العلم فلقد قام على حقائق علميه تأصيل هذه الحقائق لا يقوم على فراغ بل يستند إلى الحقائق الثابته و المحسوسه و الملموسة بكل المدارك الحسيه..

________الروح و مستقره.________

قال ابن القيم عن لسان العلماء. الارواح متفاوته في مستقره في البرزخ بتفاوت..

فمنها ارواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي ارواح الأنبياء وهم متفاوتون في منازلهم كما رآها النبي عليه الصلاه و السلام في ليله الإسراء.

ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرحفيالجنه حيث شاءت وهي ارواح بعض الشهداء ليس جميع الشهداء

ومنهم من يكون محبوس على باب الجنه و منهم من يكون مكبوساً في قبره كحديث صاحب السملع التي غلّها(سرقها من الغيمه قبل القسمه)

ثم استشهد فقال الناس هنيئاً له الجنه فقال النبي ص و الذي نفسي بيده إن الشامله التي غلها لتشغل عليه ناراً في قبره.

ومنهم من يكون مقره باب الجنه كما في حديث ابن عباس(الشهداء على بارق نهر بباب الجنه في قبه خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنه بكره وعشيه)

ومنهم من يكون محبوس في الأرض لم تعل روحه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت روحاً سفليه أرضيه فإن الأنفس الأرضيهلاتجمع الأنفس

السماويه كما لا تجامعها في الدنيا وقد يكون المفارق العلويهللار اح المناسبه لها فالمرء مع من يحب في البرزخ.

ومنها ارواح تكون في تنور الزواني و الزناه و ارواح في نهر تلقم الحجاره و تسبح فيه فليس الأرواح شقيها و سعيده مستقر واحد.

____الروح و مفارقه الجسد ______

و الروح بعد مفارقتها للجسد يكون الموت.. و تبقى هي مدركه تسمع من يزورها  وتعرفه و ترد عليه السلام و تحس لذه النعيم وألم الجحيم.

يقول ابن تيميه وقد استفاضت الأخبار بمعرفه الميت بحال أهله وأصحابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه و أنه

يرى و يدري ما يفعل عنده ويسر بما كان حسناً ويتألم بما كان قبيحاً

ومعلوم أن معرفه الأموات لزوارهم الأحياء معرفه ورؤيه روحانيه لا قلبيه ولا بصريه لذهاب مجال الحواس البدنيه منهم

بمجرد الموت.. ولو بقيت أجسام الأنبياء كرامه لهم..... وبعد مفارقه الجسد يكون الموت وتبقى هي مدركه

فهل تموت او لا يقول ابن القيم اختلفوا في الارواح هل تموت بموت الأبدان و الأنفس او لا تموت؟ فقالت طائفه الارواح لا تموت ولا تبلى.

وآخرى قالت الارواح على صور الخلق لها أيد و ارجل واعين وسمع وبصر ولسان

وقالت جماعه. للمؤمنثلاثه ارواح وللمنافق و الكافر روح واحده.

و آخرون قالوا للأنبياء خمسه ارواح وللصديقين مثلهم أيضاً.

وقال بعض الناس الارواح روحانيه خلقت من الملك ت فإذا صفت رجعت إلى الملكوت..

عرض تفصيلي للرأي القائل بأن الروح مخلوقه حادثه-----

وانها توصف بالوفا و القبض و الإمساك و الإرسال وهذا شأن المخلوق المحدث المربوب قال الله تعالى(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ

الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰإِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر٤٢)

والانفاس هاهنا هي الارواح قطعاً

فهذه الروح المقبوضههي النفس التي يتوفاها الله حين موتها وفي منامها التي يتوفاها ملك الموت وهي التي تتوفاها رسل الله و هي التي يجلس الملك

عند رأس صاحبها و يخرجها من بدنه كرهاً ويكفنها بكفن من الجنه او النار و يصعد بها إلى السماء فتصلي عليها الملائكه او تلعنها وتوقف بين

يدي ربها فيقضي فيها أمره ثم تعاد إلى الارض فتدخل بين الميت وأكفانه فيسأل و يمتحن و يعاقب و ينعم (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ

إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد٢٢)

الروح جسد ام لا.. في بحث الإمام الرازي أقام حججاً عقليه و سمعيه على أن الروح ليست جسداً. ومما قاله في هذا الشأن هو لا يفرق بين الروح و النفس..

الحجه الأولى. قوله تعالى(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر١٩)

الحجه الثانيه(أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ..) (الانعام٩٣)

فهذا تصريح بأن الإنسان شئ واح وهو المبتلي بالتكاليف الإلهيه و الأمور الرباني و الموصوف بالسمع و البصر و مجموع البدن ليس كذلك وليس عضواً من

أعضائه كذلك فالنفس شئ مغاير لجمله البدن و مغاير لأجزاء البدن وهو موصوف بكل هذه الصفات وقد سبق أن اوضحنا ان الروح تتعلق بالبدن فهي جوهر غيره وعجيب بعد كل هذا أن

يقول ان الرسول توفاه الله دون أن يعرف الروح...

________مراتب الروح _______

يقول حجه الإسلام الإمام الغزالي.

الروح البشريه تنقسم إلى خمسه مراتب

١= هي مرتبه الروح الخيالي وهو الذي يستثبت ماأوردتهالحواس ويخزنه لديه و يحفظه عنده ليعرض على الروح العقلي الذي يوجد فوقه عند الحاجه إلى ذلك وهذا الروح

الخيالي لا يوجد عند الصبي الرضيع في أول نشأته و لذلك يولع بالشئ ليأخذه فإذا غاب عنه نسيه ولم تنازعه نفسه اليه.

وهذا يوجد عند بعض الحيوانات دون البعض فهو لا يوجد في الفراشات المتهافته على النار ولذلك يقذف بنفسه على النار لشغفه بالياء فيظن ان السراج كوه مفتوحه الي الضوء النهاري ولكن الكلب إذا

ضرب بالعصا ورأى العصا مره أخرى حاذزها وهرب منها.

2=هي مرتبه الروح الحساس وهو الذي يتلقى ما تورده الحواس الخمسه وكأنه أصل الروح الحيواني وأوله إذ به يصير الحيوان كائناً حياً وهذا الروح موجود عند الصبي الرضيع

٣=مرتبه الروح العقلي الذي يدرك به الإنسان المعاني الخارجه عن الحس و الخيال وهو الجوهر البشري الخالص و معارفه الكليه إذا ترجح نور العقل على نور العين..

٤=الروح العقلي وهو الذي يحصل العلوم و المعارف العقليه المحض فيوجد بينها تأليفات و ازدواجات و يستنبط منهاالمعارف.

٥=هي مرتبه الروح القدس النبوي وهو الروح الذي يختص به الانبياء و بعض الأولياء وفيه تتجلى لوائح الغيب و أحكام الآخرى وحمله المعارف لملكوت

السموات و الارض(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى٥٢)

وقال ابن القيم تتعلق الروح بالبدن في خمسه أحكام متغايره

١..تعلق الروح بالبدن في بطن الام جنيناً

٢..تعلق الروح بالبدن بعد خروجه إلى وجه الارض

٣..تعلق الروح بالبدن في حال النوم فلها به تعلق من وجه و مفارقه ون وجه

٤..تعلق الروح بالبدن في البرزخ فإنها و إن فارقته و تجردت عنه فإنها لم افارقه فراقاً كلياً بحيث لايبقى لها الآفات إليه البته.

٥..تعلق الروح بالبدن يوم البعث وهو اكمل انواع تعلقها بالبدن ولا نسبه لما قبله من انواع التعلق اليه إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتاً و لانوما.

____الاختلاف بين الروح و النفس  ___

اختلاف بين الاراء انحصر في مذهبين

١.النفس و الروح هما اسمان لمسمى واحد واحتجوا أصحاب هذا الرآي بالآيات التاليه

. فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (النور ٦١)

: كُلُّ نَفْسٍۢذَآئِقَةُٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُٱلْغُرُورِ(ال عمران١٨٥)

... يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (النحل١١١)

...  وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (النازعات ٤٠) وما أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ(يوسف٥٣)

فالروح أطلقت على البدن سواء أكان منفردًا أم كان مع النفس

وقال احد ائمه المعتزله (الجبَّاءي) الروح جسم وهي غير الحياه ويعتدُ بقول أهل اللغه(خرجت روح الإنسان)

٢.النفس غير الروح------------

يحيا الإنسان بمقومات ثلاثه هي الحياه/النفس/الروح

تبدو كلِ منها مستقل أثناء النوم.

حيث تبقى الروح و الحياه مع البدن في سبات عميق وتغادر النفس لتتقلبُ في الأحلام ثم تعود إليه في طرفه عين

فإذا أراد الله إن يميت الإنسان أثناء نومه أمسك تلك النفس

اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰإِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر٤٢)

وقال احد شيوخ المعتزله ( ابو الهذيل)

النفس هي معنى غير معنى الروح و الروح هي الحياه و الحياه عرض. و الإنسان يكون في حاله النوم مسلوب النفس دون الحياه و الروح..

إن صح احد القولين.

فالاجابه القاطعه -------

خير اجابه. وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء٨٥)

اما المصير المنتظر  دار حوله جدال ايضاً

الارواح لاتموت لأنها روحانيه خلقت من الملك ت فإذا صفت عادت إلى الملك.. و ينبغي التفريق بين الروح ألتي أيد الله بها عيسى عليه السلام فهذه روح إلهيه لا يجري عليها الموت

ولكن الجميع متفقون على أن وراء البدن أمراً آخر هو الذي يقع عليه الموت ألا وهو النفس القابله للوفاء

الروح و الجسد في القرآن الكريم

المنطق اللغوي للروح

الروح هي النفس يذكَّر و يؤنث و الجمع ارواح

وفى القرآن و يسألونك عن الروح

ومعناها هو ما به حياه النفس

وسبب إنزال الايه. هو أن اليهود سألوا النبي عن الروح فنزلت الايه جوابا

و المراد بالروح

. الروح هي كلمة ذات طابعٍ فلسفي يختلف كثيرٌ من الباحثين والدارسين في تحديد تعريفٍ موحدٍ لها، أو تحديد ماهيّة الروح ، لكن أجمع الكثيرون على أنها ذاتٌ قائمةٌ بنفسها ذات طبيعةٍ معنويّة غير

محسوسة أو ملموسة، وعلى الرغم من هذا الإجماع بقي الأمر محلّ شك، أمّا البعض الآخر فإنّه يَعتبر الروح مادةً (أثيريّة أساسيّة)، وهي من الخصائص المعجزة الفريدة في جميع الكائنات الحيّة.إنّ الروح

حسبما ذكرت الأديان والفلسفات المختلفة مخلوقة من جنسٍ لا يوجد

له نظير في العالم المحسوس ، وإنّ هذه الروح هي أساس الوعي والشعور والإدراك، واستناداً للمعتقدات الدينيّة فإن الروح تختلف عن النفس، ويعتقد البعض بأنّ النفس هي عبارة عن جسد وروح مجتمعين،

وهناك آخرون يرونَ أنه لا وجود للنفس من الأساس، ولكنهم يؤمنون بخلود الروح بعد موت الجسد.

_____الروح في القرآن ________

الروح...

هو الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياه

وقد اطلق الروح في القرآن على جبريل

في قوله يوم يقوم الروح و الملائكه صفا....

الروح في القرآن الكريم

وردت كلمه الروح في أربع وعشرين سوره وذلك بالصيغ التاليه

{يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} (غافر١٥)

للدلاله على معنى الوحي.

{أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} (المجادله٢٢)

للدلاله على القوه و الثبات

{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}(الشعراء)

للإشاره على جبريل عليه السلام

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}(الإسراء٨٥)

في الجواب على اليهود

{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} (النساء١٧)

للدلاله على المسيح عليه السلام

{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (الحجر٢٩)

للإشاره الي آدم عليه السلام

{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (التحريم١٢)

لعيسى و مريم عليهم السلام

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} (الفجر٢٧_٢٨)

{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} (يوسف٥٣)

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (ال عمران158)

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰإِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الزمر٤٢)

الروح بمعانيها في القرآن مخلوقه من الله و من أمره. ولا يزال الجدل بين العلماء قائماً حول بدء خلق الروح

هل كانت قبل خلق البدن/او بعده/او قبله..

فنتج عن ذلك الجدل فكر متعدد. و امتلأت بحجج الفريقين عشرات المؤلفات

فالذين قالوا بتقدم خلق الروح على خلق الأبدان احتاجوا بالايتين ١١ و١٧٢ من سوره الاعراف{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} 11

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} 172

جاء الخلق وجاءت بعدها عمليه التصوير في الايه ١١ من سوره الاعراف

وبما ان فعلي الخلق و التصوير ابتداءا بلام القسم وحرف التحقيق ووردا بصيغه التوجيه الي الي الجمع المخاط ( كم)  فقد هم أصحاب هذا الرأي ان المقصود هو الجنس الإنساني..

اما الخلق فهو التقدير و تقدير الله هو عمله و مشيئته.

اما التصوير هنا فهو الإثبات في اللوح المحفوظ.

و الرأي الآخر قال بخلق الارواح بعد الابدان

تقدموا بحجة عديده منها.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات١٣)

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء1)

توجه الخطاب الإلهي في الاتين الي الإنسان الكامل من روح وبدن فدلَّ على جملته مخلوقه بعد خلق الأبوين اللذين هما اصل النوع الإنساني

ومثل ما اختلف أصحاب هذا الرأي مع القائلين بسبق خلق الأرواح على الأبدان

اختلفوا فيما بينهم على علاقه الروح بالنفس

فهم جميعاً قرأوا في القرآن عن النفس مثلما قرؤا عن الروح فوقع التسأول الذي تحول إلى اختلاف و الذي انحصر بدوره في مذهبين

اولهما   النفس و الروح هما اسمان لمسمى واحد

الثاني   النفس و الروح كيانان مستقلان

وقد كانت الروح مجال التفكير عند الإنسان الأول على الصوره التي اجملناها

كما كانت نقاشاً بين المفكرين وأصحاب الرأي منذ الأزمنه وشغل بها الفلسفه و رجال الدين  محاولتين تعريفها و شرح حقيقتها فقد كانت الفرق بين الجسد الحي و الجسد الميت

و المرجح ان المصريين القدامى هم أول من تناول الروح تناول موضوعي مدفوعين الي ذلك  بعقيدتهم في الحياه الثانيه

استبيان__________

وردت عمليه الخلق ووردت بعدها التصوير

الخلق هو فكره الايجاد التي تناولت الروح

و التصوير هو تحويل الفكره الي شكل مادي

وهما من النعم التي عددها القرآن ترغيبا في قبول دعوه الانبياء

.. و الخلق هو التقدير. تقدير الله هو عمله و مشيئته في تخصيص كل شئ بمقدار.

وأراد الله أن يُشهد خلقه على أنفسهم دالاله على أن الشهود الذين هم بنو آدم لم يشهدوا تلقائياً بل كشف الله لهم عن أنفسهم. لكي لا تبقى بين أيديهم حجه بالادعاء عدم العلم

ان الله أخرج ذريه آدم من ظهره واشهدهم على أنفسهم وعرَّفهم بنفسه وأخذ منهم ميثاق على ربوبيته فتمت له بذالك الحجه عليهم يوم القيامه...

وبقتضى ذلك فإن الإنسان مرَّ بنشأتين.

١.. نشأه الارواح التي قيض الله لها أن تشاهد وحدانيته

وتشهد على نفسها فتقر له بالربوبيه

٢... نشأه الدنيا التي تحجب الإنسان عن ربه بما امتلأت به من متع الارض

وقال ابن القيم في كتابه  الروح.

الارواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلف و ماتناكر منها اختلف.

الجنود المجنده لابد أن تكون مخلوفه

ووضعها وحدها دليل على استقلالها عن البدن وتكون سابقه له في الوجود..

و الميثاق بأتفاق أهل العلم. إنما أخذ على الارواح دون الأجساد لأنها هي التي تعقل ويقع عليها العقاب او الثواب.

اما الأجساد فهي اموات صماء لاتعقل و لا تفهم

الارواح كونها موقع الشهاده بما جاء في سوره ال عمران في الأيه رقم ١٦٩. ..... وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

وذلك حيث تكون الأجساد قد بُليت وضلت سبلها في الأرض.... .

الله سبحانه وتعالى قد كرم الإنسان أعظم تكريم وعلمه ما لم يعلم. وعلمه الاسماء كلها ولم يُعلمها للملائكه.

فالإنسان دون المخلوقات له من القدرات ما لا يتوفر لغيره لان له كل صفات الروح بقدر حجمه وإن

الإنسان قد تجسد مداركه الحسيه بحدود جسده فان أصله وباطنه الروحي غير محدود

وإذا كانت المعرفهالغيبه لله وحده سبحان و تعالى فهذا لايزيد الإنسان إلا إيماناً

و هذا لأن الله حقيقه علميه بكل المقاييس بوصفه سبحانه مصدر العلم

و العلم والروح صنوان فلا غيب فيهما و لا تنجيم بل شهاده وعلم وحضور وادله و ثبوت.

والحديث عن ماهيه الله عز وجل تعني تناول قضيه الوجود في البدايه و الخلق و التكوين. لان الله سبحانه  أصل الوجود وأصل  الخلق واصل التكوين.و لا يرقى اليه التفكير  او التخيل

في ذاته..

و لأن الوجود مصدر العلم فلقد قام على حقائق علميه تأصيل هذه الحقائق لا يقوم على فراغ بل يستند إلى الحقائق الثابته و المحسوسه و الملموسة بكل المدارك الحسيه

إن القرآن المعجز البيان يفيد معاني إشاراته باساليبه وهيئاته فلكل آيه طبقات كثيره من معانيها تكون جميع معانيه مفيده ولا ينحصر على معنى او معنيين كالكلام الحاصل بفكر الإنسان الجزئيو دلالتهالشخصيه.

___ الروح في الكتاب المقدس ____

العهد القديم____

الروح هي الريح او الهواء. أ

واختلاف الريح يتناسب مع اختلاف ارسالها

فالريح العاصفه تدمر وتخَّرب

والريح الهادئه تتسلل بين أوراق الأشجار وتحمل أنفاس الاشجار

مما يملأ الصدور غبطه وانشراح

الروح هي التنفس

الذي يستمد الكائن الحي نسماتها الرقيقه من الجو وبها تستمر الحياه واذا توقفت لأي سبب فرت الحركه من الحي وتحول الي حطام

ونسمه التنفس في الإنسان هي من الله الذي نفخ فيه نسمه الحياه فصار ادم

( نفساً حيه) تكوين 7/٢

هي في الإنسان ملكه

هي التعبير عن الانفعالات المختلفه من حزن و فرح وخوف وأمل ويأس... كونها مالكه

وهي تشكل جوارح الانسان

والروح تسكن الإنسان وتعبَر عن انسياقه في الحياه

فإن كانت شريره انطوت فالجسد فأصبح شرير

وإن كانت طيبه أصبح الجسد طيب

و العهد القديم يبين في نصوص الفرق

فالروح الشريره تنسب الي غير الله( وأرسل الرب روحاً ردياً بين أبي مالك وأهل شكيم بأبي مالك) (قضاه 2/٣٩

و الروح الطيبه و الخيره نسبت الي الله( ويحل عليه روح الرب وروح الحكمه) (اشعيا 2/١١

والله يقيم روحه في البسطاء وحولهم الي شخصيات قياديه خارقه.

مثل شمشون و جدعون و شاول

ويقيم بروحه في الملوك فيسبغ عليهم الجلال القدسي

ويفجر مواهبه في المسَّيا فيتميز بها حكمهً وفهماً وقوه وتواضعاً وخوفاً من الله

ويحل على الملوك فيصبح الواحد منهم نبياً

ويحل على الشعب حيث يفيض عليه إفاضه الغيث الذي يعيد الحياه.. للارض والزرع غتنبت في النفوس تلقائي لسماع صوت الله وحاجه شديده إلى التضرع لكي يبقى الله الى جانب الشعب...

إنك يارب أنت ابونا وإن لم يعرفنا ابراهيم ولم يدر بنا بنوإسرائيل.. انت يارب أبونا.. لماذا اضللتنا يارب عن طرقة إرجع إلى عبيدك(أشعياء ٦٣/16/17)

والروح يعمل مع الكلمه سوياً فما يتكلم النبي إلا لأن الروح استولى عليه. فالكلمه تنفذُ إلى الداخل مثلما ينفذ السهم...

اما الروح فإنها تتسرب يشكل غير محسوس من الداخل. الكلمه تُسمع و تنير...

_______الروح في الأنجيل__________

ان روح الله قد تقترن يروح الإنسان لتبعث فيها الصلاح وتدفغها إلى الصلاه لذلك يرى بولس السؤال..

انه يصعب التقرير بطريقه قطعيه عمَّا إذا كانت كلمه روح تعني روح الإنسان أم روح الله وخصوصاً عندما يقول كونوا حارَّين في الروح عابدين الرب(روميه١٢/11)

او عندما يحدد نشاط الإنسان في خدمه الله فيقول {في كل شئ تظهر أنفسنا كخُدام الله في صبر كثير في شدائد في ضر رأت في ضيقات في ضربات في سجون في أسهاد في اصوام في علم أناه في لطف في الروح القدس في محبه بلا رياء} ( كورنثوس٦/4_5_6)

وروح الله لا ينفصل عن الآب و الإبنفمعهما يكشف عن ذاته في يسوع المسيح و لكن الروح لا صوره له و لا إسم و يختلف التعبير عنه من لغه إلى آخرى وهو في جميع اللغات مقتبس من الظواهر الطبيعيه كالهواء و التنفس..

الريح تهبُّ حيث تشاء و تسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي و لا إلى أين تذهب و هكذا كُل ون ولد من الروح) (يوحنا٣/8)

وبما انه لا يعمل إلا من خلال شخص ومكان وجوده في الشخص لايمكن تحديده ولكن يمكن الجزم بأنه متحرك و سحرك من باطنه...

لقد حضر الروح القدس حينما قام يوحنا بعماده المسيح إذ كان لابد من حضوره لكي يتم الحوار بين الآب و الابن إلا أن وجوده كان وجودا صامتاً فهو لم يقم بأي عمل مساعد لعمل الابن وصوته لم يظهر بجانب صوت الاب واقتصرت مهمته على تحقيق اللقاء.

كان ظهور الروح القدس حين عماده المسيح  ظهوراً احتفالياً بتنصيبه كمسَّياَّ  و لم يكن اول تواجد له مع المسيح بل كان يقيم معه في رحم امه...

في حين أنه لم يحل في جسد يوحنا إلا قبل ولادته بثلاثه أشهر

والروح القدس يقود تصرفات يسوع و يوجهها فيه

يواجه إبليس وبه يتلقى كلمات الله ويقوم بالمعجزات و الخوارق ....

ويتميَّيز حضور الروح القدس مع يسوع في أنه كان مقيماً معه لا يريم فكانت تصدر المعجزات بسهوله وتلقائيه فائقه وتبدو كأنها حركه من حركات الإنسان العاديه في حين أن سبق

من ملهمي بني إسرائيل ومن تلاه من رسل العودهواسأقفتها العظام كانوا يحسون دوماً أنهم خاضعون لقوى أرقى منهم تتحكم بهم و توجههم وحينما كان يهبط الروح استجابهلدعاء منهم او إنقاذاً لموقف لهم لا يلبث أن يغادر بعد إنجاز المهمه.

أما يسوع فكما كان الآب معه في كل حين كان الروح معه لا يغيب عنه لحظه واحده

لذلك كان يقول{كان ما للآب هو لي} (يوحنا١٦/15)

{الذي ارسلني هو معي و لم يتركني لأئي في كل حين أفعل ما يرضيه}(يوحنا٨/29)

وبعدموته كان الروح محصوراً في حدوده و دائره نشاطه البشري وبعد أن أرتفع الي يمين الله جمع القوى البشريه وفاض عليها الروح

و بالروح الممنوح منه ولدت الكنيسه كخلفيه جديده مثلما يولد اي مولود من الله وقوته قام التلاميذ بتلك الخوارق التي عدَّدها سفر أعمال الرسل الذي يعتبر بمثابه إنجيل الروح...

أستبيان____________

روح الرب هو //كيان مستقل// له شخصية وكيان يصفه الكتاب المقدس بأفعال: يحس بالحزن، يعزي ، يشفع ، له مواهب يعطيها ، يفحص ويشهد ويذكّر ، يحمل الانسان ، يمكن التكلم معه والتنبؤ بقوته. يتواجد في مكان معين. ويصفه الكتاب بأنه متحد مع الآب والابن.

اسم (روح) لا يعني بالضرورة لا كيان أو كيانا بغير هيئة هلامي أو شفاف ولا شكل له. فالكتاب يقول “وعَنِ المَلائكَةِ يقولُ: «الصّانِعُ مَلائكَتَهُ رياحًا، وخُدّامَهُ لهيبَ نارٍ» … أليس جميعُهُمْ أرواحًا خادِمَةً مُرسَلَةً للخِدمَةِ لأجلِ العَتيدينَ أنْ يَرِثوا الخَلاصَ!” عبرانيين( ١: ٧ و١٤(

يستخدم الكتاب المقدس كلمة (روح) بصيغة مفردة للفرد ولجمع الأحياء من البشر على السواء. فإن كانت روح الانسان كيانا مستقلا، لماذا لا يقول إذا (أرواح كل بقية الشعب) ؟ (عزرا ١:١ وارميا ٥١: ١١).......

___الروح في منظور بعض الفلاسفه____

.... مفهوم الروح عند الفلاسفه.......

يقسم الفلاسفة على مر العصور الروح الى درجات واشكال وانواع منهم من يقسمها بتاثير ديني ومنهم من يقسمها حسب هواه أو بالاعتماد على العقل (الذي لا يقبل بالامور الغير حسية ولكن يعترف بوجودها)

ارسطو.....

اعتبر بأنّ الروح هي محور الوجود الأساسي، لكنه لم يعتبرها مستقلةً عن الجسد أو أنها شيئاً غير ملموس؛ حيث اعتبرها مرادفةً للكينونة، ولكنه لم يعتبرها كينونةً مستقلة تسكن الجسد، وعلى هذا الأساس فإن أرسطو قد أنكر خلود الروح

أفلاطون........

الروح هي الأساس لكينونة الإنسان، وهي المحرّك الأساسي له؛ حيث اعتبر بأن الروح تتكون من ثلاثة أجزاء هي النفس والعقل والرغبة، واعتقد بأن النفس هي المتطلبات الشعوريّة أو العاطفيّة، أما الرغبة فهي متطلبات الجسد، وضرب مثال العرب

التي يقودها حصانان لتوضيح هذا المقصد، فالذي يُحرّك الحصانين من وجهة نظره هما قوتا النفس والرغبة، ووظيفة العقل هنا حفظ التوازن للعربة

رينيه ديكارت......

الروح فقد قال بأنّ مُحاولات الإنسان لمعرفة ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله الوصول لنظر

تقع في منطقة محددة في الدماغ.

عمانو يل كانت.....

لمعرفة ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله للوصول لنظرةٍ شاملة حول طريقة التفكير، أي إنّ العقل الذي يُحاول الوصول لتفسير على أسسٍ عمليّة سيواجه العديد من التساؤلات حول الأمور غير الملموسة والمجهولة

....... الروح عند بعض الشعوب القدامى  وبعض الفرق.......

عند المصريين القدماء...

استنادا إلى المعتقدات الدينية لقدماء المصريين فإن روح الإنسان مكون من 7 أقسام:

رين، هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.

سكم، وتعني حيوية الشمس

با، وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.

كا، وهو القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الاعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقة كا للجسد.

آخ، وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كاوبا بعد الموت

آب، وهو "قطرة من قلب الأم

شوت أو خيبيت وهو ضل الإنسان..

الروح في الهندوسيه.....

يمكن اعتبار الجيفاJiva في الهندوسية مرادفا لمفهوم الروح وهي حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية وهناك مصطلح هندوسي آخر ويدعى مايا ويمكن تعريفها كقيمة جسدية ومعنوية مؤقتة وليست

خالدة ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية ويبدو إن المايا شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى واستنادا على هذا فإن الجيفا ليست مرتبطة بالجسد أو اي قيمة ارضية ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة

ينشأ الجيفا من عدة تناسخات من المعادن إلى النباتات إلى مملكة الحيوانات ويكون الكارما (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل اليه الجيفا

بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة موشكا والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة النيرفانا (الانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل) في البوذية

هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman ويمكن تعريفه بالجانب الخفي أوالميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة ويمكن اعتبار أتمان كجزء من البراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان

هناك اختلاف وجدل عميق بين الهندوسيين انفسهم حول منشأ وغرض ومصير الروح فعلى سبيل المثال يعتقد الموحدون (أدفايدا) من الهندوس إن الروح سيتحد في النهاية مع الخالق الأعظم بينما يعتبر الغير موحدون (دفايتا) من الهندوس الروح لاصلة له على الإطلاق

بالخالق الأعظم وإن الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق

معنى الروح في البوذيه....

استنادا إلى العقيدة البوذية فإن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير باستمرار وإن الأعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي واجتماعي وسياسي.

استنادا إلى البوذية فإن الكائنات تنقسم إلى خمس مفاهيم:

الهيئة (الجسمانية)، الحواس، الإدراك، الكارما (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) والضمير

وهذه الأجزاء الخمسة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، وهو معرض بالتالي للـ"لا-استمرارية" وعدم التواصل،

يبقى الإنسان يتحول مع كل لحظة جديدة، رغم اعتقاده أنه لا يزال كما هو وإنه من الخطأ التصور بوجود "أنا ذاتية"، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية

هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.

عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس، الإدراك، الكارما والضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن

من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا...

الروح عندالصابئةالمندائيون.....

للإنسان روحاً ونفساً ، وإنَّ النفس هي هبة الله للإنسان التي فيها من سنا وجلال موطنها الأصلي ونوره وكماله وجماله وسلامه لإعانتها من شرور الأرض ومغرياتها ، تكون عُرضةً للحساب . أما الروح التي حلّت جسدَ الإنسان

مع نفسه فهي التي تدفعُ الإنسان إلى الشر والفساد والمخالفة ، لأنها مجموعة من الخلايا الحية والغرائز والعادات المختلفة التي حملت معها كلَّ ما في عالم الظلام من خبث ومكر وكذب وشر ورياء وفساد وإغراء للخطيئة والمعصية

الروح عند الصوفيه

الروح مخلوقة، والحق أجرى العادة بأن يخلق الحياة للعبد، ما دام الروح في جسده، والروح لطيفة تَقرب للكثافة في طهارتها ولطافتها. وهي مخلوقة قبل الأجساد بألوفٍ من السنين. وقيل: إن أدركها التكليف، كان للروح صفاء التسبيح، ضياء المواصلة، ويُمن التعريف بالحق.

قال بعضهم: حقيقة الروح: جسم لطيف مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الأرطب، وقال صاحب (الرموز في فتح الكنوز) على حديث: " من عرف نفسه فقد عرف ربّه " قد ظهر لي من سر هذا الحديث ما يجب كشفه ويستحسن

وصفه، وهو: أن الله، سبحانه، وضع هذا الروح في هذه الجثة الجثمانية، لطيفة لاهوتية، في كثيفة ناسوتية، دالة على وحدانيته تعالى وربانيته، ووجه الاستدلال من عشرة أوجه:

الأول: أن هذا الهيكل الإنساني لَمَّا كان مفتقرًا إلى محرك ومدبر، وهذا الروح هو الذي يدبره ويحركه، علمنا أن هذا العالم لا بد له من محرك ومدبر.

الثاني: لَمَّا كان مدبر الجسد واحدًا؛ علمنا أن مدبر هذا العالم واحد لا شريك له في تدبيره وتقديره. قال تعالى :{ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا }[الأنبياء: 22].

الثالث: لَمَّا كان لا يتحرك هذا الجسم إلا بتحريك الروح وإرادته؛ علمنا أنه لا يتحرك بخير أو شر إلا بتحريك الله وقدرته وإرادته.

الرابع: لَمَّا كان لا يتحرك في الجسد شيء إلا بعلم الروح وشعورها، لا يخفي على الروح من حركة الجسد شيء، علمنا أنه تعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

الخامس: لَمَّا كان هذا الجسد لم يكن فيه شيء أقرب إلى الروح من شيء؛ علمنا أنه تعالى قريب إلى كل شيء، ليس شيء أقرب إليه من شيء، ولا شيء أبعد إليه من شيء، لا بمعنى قرب المسافة؛ لأنه منزه عن ذلك.

السادس: لَمَّا كان الروح موجودًا قبل الجسد، ويكون موجودًا بعد عدمه؛ علمنا أنه تعالى موجود قبل خلقه، ويكون موجودًا بعد عدمهم، ما زال، ولا يزال، وتقدس عن الزوال.

السابع: لَمَّا كان الروح في الجسد لا تعرف له كيفية؛ علمنا أنه تعالى مقدس عن الكيفية.

الثامن: لَمَّا كان الروح في الجسد لا تعرف له كيفية ولا أينية، بل الروح موجود في سائر الجسد، ما خلا منه شيء في الجسد. كذلك الحق سبحانه موجود في كل مكان، وتنزه عن المكان والزمان.

التاسع : لَمَّا كان الروح في الجسد لا يحس ولا يجس ولا يُمس، علمنا أنه تعالى منزه عن الحس والجس والمس.

العاشر: لَمَّا كان الروح في الجسد لا يُدرك بالبصر، ولا يمثل بالصور، علمنا أنه تعالى لا تُدركه الأبصار، ولا يمثل بالصور والآثار، ولا يشبه بالشموس والأقمار،{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }[الشورى: 11]. هـ.

ان الله سبحانه أبهم علم الروح فى ظاهر رسوم العلم وبينها لاهل المكاشفة من الانبياء والاولياء بانه اراهم الروح باوصافهافى المكاشفة وذلك سرّه عندهم وهم يكتمونه لقلة ادراك افهام الخلق ولا يعلمون ماهية وجودها وكيفية خلقها قط لان الله قال : { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }.

قوله: { ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } إنما هو لتعريف الروح معناه إنها منه من عالم الأمر والبقاء لا من عالم الخلق والفناء، وإن قوله: { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } ليس للاستبهام، كما ظن جماعة أن الله تعالى أبهم علم الروح على الخلق واستأثره لنفسه حتى قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن

عالماً به جل منصوب حبيب الله ونبيه صلى الله عليه وسلم من أن يكون جاهلاً بالروح مع أنه عالم بالله وقد منَّ الله عليه بقوله : { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }[النساء: 113]

أحسب أن علم الروح ما لم يكن يعلمه، ألم يخبر الله أنه علَّمه ما لم يكن يعلم، فأما سكوته عن جواب سؤال الروح وتوقفه انتظاراً الموحي حين سألته اليهود فقد كان لغموضه يرى في معنى الجواب دقة لا يفهمها اليهود لبلادة طباعهم وقساوة قلوبهم وفساد عقائدهم، وقال:{ وَمَا

يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } [العنكبوت: 43] وهم أرباب السلوك والسائرون إلى الله.

وقيل: الروح لم تخرج من الكون لأنها لو خرجت من الكون لكان عليها الذُّل، فقيل: من أىشىء خرجت؟ قال: من بين جماله، وقدس جلاله بملاحظة الإشارة غشاها بجماله، وردّها بحسنه واشتملها بسلامهِ، وحياها بكلامه فهىمتقة من ذُلّ الكون.

وحديث: " من عرف نفسه... " الخ، قال النووي: غير ثابت، وقال السمعاني: هو من كلام يحيى بن معاذ الرازي. والله تعالى أعلم.

وسئل أبو سعيد الخراز عن الروح، أمخلوقة هي؟ قال: نعم. ولولا ذلك لما أقرت بالربوبية.......

______الباب الثاني ________

_________الموت _______

الموت كالحياه من حيث أنه حدث مُحير للإنسان لا يُعرف ماهيته ومن ثم فهو يمثل الحيره و القلق.

فهو بمثابه حدث هام في ملحمه الكائن الحي وخاصه الإنسان

الموت يقوم على نحو لايمكن تجنبه او التوقع بميعاده

ليس هناك طريق ننظر فيه إلى مسار حياتنا و مضمونها دون أن تقوم في تفكيرنا إمكانيه أن يظهر لنا الموت في اي نقطه من نقاط طريقنا.

حقيقه أن بقاء الشخصيه في الموت يتطلب تصورا محددا للموت وطبيعه الوجود الإنساني..

ولو أعتبرنا الموت حاله تستبعد الحياه استبعاد كاملا فإننا نجد أنفسنا في إشكال تصوري من نوع خاص.

نحن لايمكن لنا ادراك اللون الاسود في حاله غياب الضوء غيابا كاملا

بالتالي لانمارس او نجرب للموت عندم تنتهي الحياه بل نحن ببساطه لا نمارس او نجرب.

فامجال الرؤيا لدينا له حدود.

وعلى الرغم من اننا لانستطيع أن نمارس الموت ولم نضعه مجال للتجربه إلا اننا نعلم انه نهايه المطاف في الحياه

وعلى العكس لوكانت الحياه بلا موت بلا نهايه للفظناها باسم آخر غير الحياه.

فالموت جزء من الحياه بل هو الجزء الأهم. فعند بلوغ أحدنا الموت تنقطع الحياه بالنسبه له وتبداء حياه آخري

و سنحاول إيضاح. ماذا بعد الموت.. ثمه حياه آخري؟

وجود حياه بشكل لا نعرفه؟

....... تعريف الموت.........

هو حالة توقف الكائنات الحية نهائيا عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكير والحركة وجميع النشاطات الحيوية)

ومع اختلاف الثقافات و الديانات تتعدد تعاريف الموت

فمنهم من يرى الموت حاله تصيب الكائن الحي لفتره معينه

ثم يعود ليمارس حياته لكن في صوره كائن آخر

ومنهم من يقر بأن الأموات لا يرجعون الي ما كانوا عليه

وآخري ترفض فكره الموت وتتدعي بأن الموت رحله تنتصف الحياه

ومنهم يرى الموت هو إنقطاع الروح عن الجسد فلايطلقون على من غادروا الحياه اسم اموات بل هي عقوبه من الله بأن يسلب روحه لفتره ثم يعيدها الي الجسد بعد انتهاء فتره العقوبه.

و آخرون ينادوا بأن الموت هو موت الجسد دون الروح

وان الجسد هو مجرد قميص ترتديه الروح

هذا ماسنبينه في بحثنا..

 __الموت من خلال الديانات السماويه ____

١__الموت في الكتاب المقدس

كان الرأي في العهد القديم أن الموت هو النهاية الطبيعية للحياة، فكانت غاية الإسرائيلي هي أن يعيش طويلًا في ملء الصحة، وأن يخلف الكثير من النسل، وأن يموت في سلام، وأولاده وأحفاده ملتفين

من حوله. وفي العهد القديم الكثير من الاعتراضات على الموت المبكر (كما في حالة حزقيا الملك – 2 مل 20: 1-11)، فكان الموت المبكر يبدو أنه نتيجة دينونة من الله.

ومع أن الموت هو الخاتمة الطبيعية للحياة، إلا أنه كان على الدوام أمرًا غير مقبول، فالموت يقطع الإنسان عن المجتمع، كما عن مواصلة خدمة الله. وقد يمنح الله عزاءً في مواجهة الموت (مز 73: 23-28)، ولكن قلما يذكر وجوده مع الأموات إلا في الأسفار المتأخرة (مز 139: 8)، فلم يكن الموت يعتبر بابًا إلى حياة أفضل.

وقد دخل الموت إلى العالم بسقوط الإنسان في الخطية، إذ كان الأمر الإلهي: "أما شجرة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 3: 17). وكانت عقوبة التعدي على ناموس موسى

"القطع من الجماعة" أي الانفصال عنها بالموت، كما أن عصيان وصايا الله كان يمكن أن يؤدي إلى الموت المبكر (تث 30: 15- 20، إرميا 21: 8، حز 18: 21- 32).

وأول إشارة واضحة إلى قيامة الأموات -في العهد القديم- هي الواردة في نبوة دانيال (12: 2)، وإن كان ثمة تلميح إلى ذلك في سفر أيوب (19: 25 و26).

كثيرا ما يشبِّه الكتاب المقدس الموت بالنوم.‏ (‏مزمور ١٣:‏٣؛‏ يوحنا ١١:‏​١١-‏١٤؛‏ اعمال ٧:‏٦٠‏)‏ فكما ان الغارق في نوم عميق لا يعي ما يحدث حوله،‏ كذلك الموتى لا يعلمون شيئا.‏ لكن الكتاب المقدس يعلِّم ان الله قادر

ان يوقظهم كما لو انهم نيام ويعيدهم الى الحياة.‏ (‏ايوب ١٤:‏​١٣-‏١٥‏)‏ وبالنسبة الى الموتى الذين يقيمهم الله،‏ لا يكون الموت نهاية كل شيء.‏

ا/ المفهوم التاريخي للموت في التوراه..

في البدء خلق الله السموات والأرض..

هذا الإقرار البسيط يتضمن في ذاته العلامات المميزهللديانهاليهوديه. وقد يمكن إرجاع تفرد اليهود من بين ديانات وثقافات العالم الي هذه الجمله.

فقولهم في البدء بمعنى انه كانت هناك بدايه.

ومع الزعم أنه كانت هناك بدايه مطلقه فإننا نتخلى عن كل محاوله لإثبات سياده القوانين الوحده لأنها تصبح بلا دلاله او مغزى فلكي يكون اي شئ في إطار القانون فلابد أن يكون قائما في سلسله من الحوادث التي تأتي قبله و بعده وفقا بقالب يمكن تمييزه و فهمه.

وان اليهود أنفسهم كثيراً ما وجدوا أن من المستحيل عليهم الرضا بالمعنى الحرفي.. ففي قرون تاليه كتب معلم تلمودي روايهآخرى لهذه البدايه التي تشير إليها العباره قائلا.

في البدايه)) وقبل الفي عام من السماء و الأرض خلقت أشياء سبعه التوراه التي كتبت بنار سوداء على نار بيضاء لترقد في حجر الإله والعرش الإلهي الذي أقيم في السماء و الجنه على يمين الرب و النار على الجانب ال

أيسر و الحرم السماوي أمام الرب مباشره وعلى محرابه جوهره.. والصوت الذي يصيح عاليا عودوا أنتم يا أبناء الناس

..

و الرب  يمارس إذن حكمه على شعبه في الأساس بأن يستبقي الفارق بين ما هو إنسانى و ما هو إلهي.

و الموت هو يقيم هذا الفارق ويدعمه ولكن يجب أن نعاود التأكيد أن الموت لا يجب أن يكون فهمه على أنه عقاب لكون الإنسان إنسانا بل هو عقاب فقط عندما يرفض البشر أن يعيشوا في حدود إنسانىيتهم.

والموت يأتي من يد الرب ومن الرب وحده فليس للموت قوه ذاتيه وليس هناك ايه قوى عامله في الموت ومستقبله عن الرب

وان الموت قوه إعاده تحريك و شحن ديناميكيه التاريخ..

اما كل الوفيات الشخصيه التي يقص عنها ادب التوراه فإنها جميعا تروى مع إبراز معنى أن حياه المتوفى كانت قد اكتملت

وأنه عاش حياته حتى حدودها الملائمه...

.. المسيح حررنا من سلطان الموت حينما أتخذ طبيعتنا المعرضه للموت لقد اشتهى بمثابه معموديه رقد اضطرب أمام الموت وأرتعشت نفسه أمام قبر لعازر وابتهال الي الاب القادر على انقاذه من الموت ولكنه في النهايهقبل هذه الكأس المره(يوحنا١٢/٢٧لوقا٢٢/42مرقس١٠/38)

وكان موت المسيح خصباً مثل حبه الحنطهالملقاه في الارض(12/24)

موت المسيح يشكل موتاً للموت حيث كنا باستبعادنا للخطيئه امواتاً ام الان فنحن أحياء قمنا من الموت وتحررنا من الأعمال الميته وبذلك يتخذ الموت الجسدي المسيحي معنى جديذا إذا لم يعد قدراً حتمياً نستسلم له أو قضاه إلهياً نتقبله او

حكماً تستوجبهالخطئيهفيموت المسيحي من أجل المسيح سافكاً دمه للشهاده فإن موته يشكل إراقهتتخذ قيمه الذبيحه في نظر الله

______الموت عند الإنسان القديم _____

كان لدى الإنسان القديم فكره المقارنه بين النوم والموت

برزت في بلاد النهرين حضارات متنوعة كان لها أثر في نشأت حضارات الشرق الأدنى القديم، وتعد الحضارة السومرية من أقدم الحضارات التي أبدعت في شتى مجالات الحياة،

الحضارة السومرية:

تطلق تسمية بلاد سومر على القسم الجنوبي من بلاد النهرين، وتمتد من شمال مدينة الديوانية إلى الخليج العربي جنوباً، وهي تشمل حالياً محافظات القادسية وذي قار والمثنى والبصرة، وسمي سكان هذا القسم بالسومريين

نسبة له، وكلمة (سومر) تعني في اللغة السومرية (أرض سيد القصب أو الأحراش)، والمقصود بسيد القصب هنا الإله (انكي) عند السومريين وهو نفسه الإله (أيا) عند البابليين وهو إله الماء والحكمة

ويعد السومريون من أقدم الشعوب العريقة التي استطاعت وضع لبنات الحضارة الأولى في تاريخ الإنسانية عموماً، وفي تاريخ جنوب بلاد ما بين النهرين بصورة خاصة، ويبدأ أثر السومريين بالظهور في بلاد النهرين منذ وقت

مبكر يرقى إلى أوائل الألف الرابع قبل الميلاد، ففي هذه المدة ظهرت الأدوار الحضارية في بلاد سومر إذ شمل (دور العبيد) (4000-3500 ق.م) (سمي نسبة إلى تل العبيد إلى الغرب من أور بـ 8كم)، و(دور الوركاء) (3500 –3100 ق.م)

(سمي نسبة إلى مدينة الوركاء (أورك القديمة) في الناصرية)، و(دور جمدة نصر) (3100 – 2900ق.م) (تل النصر الذي يقع شمال شرق كيش)

تعد فكرة الموت وما بعده والخصب أحد أهم مميزات السومرية، ولم تقتصر أهميتها بكونها استمرت سائدة لقرون طويلة في بلاد النهرين حسب، بل اعتنقتها أغلب الحضارات التي برزت في العراق القديم كالأكديين والبابليين والآشوريين، وكانت

كل حضارة من هذه الحضارات تضيف إليها من أفكارها وممارساتها الخاصة ما يكفل لها الاستمرارية والتطور، وامتد تأثيرها في الفكر الإنساني للأقوام الأخرى في الشرق الأدنى القـديم، لاسيما الأقوام التي كان لها تماس واتصال مباشر أو غير مباشر مع سكان بلاد النهرين كالكنعانيين والحيثيين

ويبدو أن انتباه إنسان العالم القديم بصورة عامة وإنسان بلاد النهرين بصورة خاصة (بحكم أثر موقعه الجغرافي على ظروفه السياسية) إلى نوعية الموت كان لها أثر في طريقة التعاطي مع الموت، إذ لم يرفض الموت الذي يأتي بسبب الحرب أو القتال إلا أنه

بدأ يبحث عن أسباب الخلود عندما رأى الموت يأتي من دون قتال لسبب يجهله أو لا حول له ولا قوة تجاهه، إذ أن كلكامش في حروبه المستمرة ضد أعدائه لم يخشى الموت ولم يفكر في أسباب الخلود، إلا أن أفكاره تغيرت جذرياً عندما شاهد صديقه أنكيدو يموت أمامه من دون قتال..

ونجد في الأساطير الأفريقية... أفكاراً تخص الموت وطلب الخلود تؤدي إلى النتيجة نفسها، وطريقة طلب الخلود تختلف عما ورد في أساطير بلاد النهرين، إذ جاءت بصيغ متعددة منها: أن البشر أرسلوا رسولاً إلى الإله الذي يوافق على طلبهم في حياة أبدية، إلا أن الجنس البشري يخسر هذه

الهبة الإلهية، وتحاول هذه الأساطير الأفريقية أن تفسر سبب هذه الإخفاقة المهمة في حياة البشرية، ومنها أن الرسول الذي حمل الرسالة للإله حرف ما ورد في الرسالة وبذلك تحم

ل

مسئولية موت الإنسان إلى ذاك الرسول، ويتحمل الرسول المسئولية مرة ثانية في تفسير آخر لسبب موت الإنسان وهذه المرة يكون الرسول بطيئاً فيرسل الناس رسولاً آخر وراءه الأمر فيغضب الإله من نفاذ صبر الإنسان فيسترد ما وهبه من خلود، ويكون الرسول في بعضها خبيثاً فيقدم

عمداً رسالة كاذبة، والملفت للنظر أن في أساطير أخرى يتدخل عدو لبني البشر في آخر لحظة ليحرم الإنسان من صفة الخلود والفكرة الأخيرة موجوداً في الكتب السماوية، والشيطان هو الذي يتدخل في حرمان الإنسان من الجنة وليس الخلود، ويبدو أن هذه الأساطير تأثرت بأساطير بلاد النهرين

وبالكتب السماوية، ولا عجب لأن حضارة بلاد النهرين لم تقتصر تأثيراتها على حضارات الشرق الأدنى القديم حسب بل أثرت في الكثير من حضارات العالم القديم.

وأمام العجز الذي شعر به السومري في مواجهة الموت لجأ إلى وسائل ما وراء الطبيعة، والتي تحتل مكاناً وسطاًَ بين السحر والدين، أمراً ضرورياً من أجل البقاء والمحافظة على الحياة نتيجة لخوفه المستمر من الموت، إذ كان الموت أهم وأعظم ما أثارته الطبيعة في الفكر السومري وعبر عنه

بالسخط المكتوم وإحساس دفين بالظلم، إذ لم يجد السومري مسوغاً للموت، فأصبح الموت لديه شراً، ويأتي عدم ضمان حياة أفضل بعد الموت أو على الأقل مشابهه للحياة الدنيوية

على رأس الدوافع التي جعلت العراقيين القدامى ينظرون إلى الموت نظرة مشوبة بالكره والخوف فضلاً عن توقعهم من استحالة الخروج من عالم الأموات وهذه النظرة استمرت عبر العصور وإلى يومنا هذا، إذ ما برح الموت وعالم الأموات يشغل جانباً مهماً من تفكير الإنسان، وبذل الإنسان المعاصر

جهوداً كبيرة من أجل كشف أسرار الموت ومحاولة إطالة عمر الإنسان متخذاً كل الوسائل العلمية والفلسفية والتفسيرات البيولوجية، إلا أن كل تلك المحاولات لم تجد الطريقة التي يمكن تجنب الموت من خلالها.

ومن الأساطير الأفريقية التي توضح أصل الموت أسطورة ناما بين الهوتنتوت التي جاء فيها أن القمر أرسل القملة يوماً لتعد الإنسان بالخلود، وكانت الرسالة تقول كما أموت وفي مماتي أحيا، كذلك أنت ستموت وفي مماتك تحيا وصادف الأرنب البرى القملة في طريقها، ووعد بنقل الرسالة غير أنه

نسيها وأبلغ البديل الخاطئ لها: (كما أني أموت وفى مماتي أفنى، كذلك أنت ستموت وفي مماتك تفنى)، فضرب القمله غاضباً الأرنب البرى على شفته التي ظلت مشقوقة منذ ذلك الحين...

٢__الموت في القرآن الكريم__

هو تحول جزئي في حركه الحياه الكليه

والخلق يختص به الله وحده لأنه فعل أحدي لإله واحد وهذا ما يميزه عن سواه فالله يخلق مخلوقاته خلقاً.

فكل ما سوى الله مخلوق والله وحده هو بديع السماوات و الأرض.

( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )(يس٨٢) القرآن لايرى الموت حاله قائمه بذاتها ولا يحدث عنها إلا من خلال عمليه الخلق الإلهي التي استمرت منذ بدئها بلا انقطاع

(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (الروم ١١)

هذا الارتجاع إلى الله الذي يتمثل بنقل المخلوقات من الدثور الي النشور هو دلاله على تأزيل الكون وعلى خلوق المخلوق المسترجع إلى الله. اي رجوع للعود منه إلى الحياه الدنييويه التي تنتهي الي الموت مهما امتد الأجل بل هو بقاء في جنب الله.

والانسان لايصبح قائماً بالفعل إلا بعد أن يمر في أفران الدنيا يُخلق و يموت وينشر ثم إلى خالقه يعود.

(قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا) بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيل(عافر١١)

هذه الايه دليلا واضحاً على حياه البرزخ وهي الفتره الزمنيه الفاصله بين حياه الدنيا وحياه الآخره.

وما ورد في مطلع الايه خطاباً إيضاحياً بيانياً من الله فهو يتضمن البيان بأن المخلوقات  كانت امواتاً وهي صفه مشتقه من الموت والموت هو الحاله التي كان عليها الإنسان قبل ولوج الروح إلى جسده المادي في حين ان الاماته لا تكون إلا بعد الحياه.

اما في سوره الروم الايه رقم ١١ بدء للخلق وعودته بعد الموت و الرجعه فإنما هي جميعاً تأكيد على ما ورد في الايتين السابقين في ان ذلك جميعه من تقديرات الله و اوامره وقد تكررت هذه الأحكام في آيات عديده من القرآن فأضيف إليها ان الأرض هي الماده الأولى التي تكونت منها الكائنات وهي المنبع الإلهي الذي يحوَّل المخلوقات بعد الموت إلى ماده أوليه تحتضن في احشائها قوه التخلق.

ارتباط الخلق بالخالق..

(وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا) (مريم9)

(إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)(يونس ٤)

(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (العنكبوت19)

(هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) (الإنسان1)

قال بعد المفسرون النفوس تذوق بعض الموت و لاتموت.

وقال الشيخ محمد عبده

البدن يموت ولا شعور له ولا يذوق الموت بعكس النفوس

وفى الحديث. خُلقتم للبقاء لا للفناء

وهذا يعني ان الموت هو نقل للمتوفي من دار الفناء إلى عالم البقاء وعلى ان يموت هو رحله في عالم الوجود و توسيع للحياه وامتداد لها.

....... الموت عند بعض الفلاسفه ....

_____افلاطون______

الذي عَّرف الموت بأنه إنفصال الجزء غير الجسدي في الكائن الحي وهذا الجزء المنفصل من الإنسان معرض لتحديد اقل من الجزء المادي.

و الروح في رأيه تأتي إلى الجسم من عالم ألهي أعلى من الوجود. و الولاده هي النوم و النسيان بالنسبه للروح التي ما تولد في الجسم حتى تنتقل في حاله الإدراك العظيم والشعور الكامل إلى حاله اقل ادراكاً و شعوراً

فالموت بهذا المعنى هو إستيقاظ و تذكر تعود به الروح إلى سابق عهدها.

فأفلاطون يرى أن الروح التي إنفصلت عن الجسد بالموت تفكر وتعقل وتدرك الأشياء في طبيعتها الحقيقيه اسرع مما كانت عليه أثناء تجسدها...

_______وأرسطاليس______

يرى أن النفس خالده ولا يقع عليها الموت وأن الحواس هي مصدر المعارف وان  الماده ليست حقيقه وإمكانيتها تنحصر في الإنتظار دون تحديد زمنى حتى يعطيها الروح شكلاً خاصاً حسب فكره من تلك الأفكار وأن الله

هو صوره العالم او طبيعته الفطريه ووظائف وأغراض و الروح صوره الجسم و العلل جميعاً ترتد إلى العله الأولى التي لا عله لها.

.... وفى التيبت...

وضع عدد من علمائها كتاب الموتى وحظروا تداوله العلني فظل في الخفاء حتى تسرَّب إلى الجمهور  فظهر من عالم المجهول وتم تدوينه..

لقد عبَّر التبيتيون في هذا الكتاب عن عقيدتهم في الموت فقالوا

إن البكاء على الميت حرام وخطيئه في حقه لأنه يقلقه في دخوله إلى مراحل الحياه الآخري فلابد ان يهيئ نفسياً على دخول حياته الجديده.

______الباب الثالث_____

 

الحياه....

هناك تفاوت عجيب بين علوم الجماد وعلوم الحياه فعلوم الفلك و الطبيعه تقوم على آراء يمكن التعبير عنها بسداد انها تنسج حول هذا العالم نسيجاً رائعاً من الحصاءات و النظريات.

و الذين درسوا الحياه قد ضلوا طريقهم في غاب متشابك الأشجار فهم  يمكثون تحت عبء اكداس من الحقائق التي يستطيعون ان يصوفوها و لكنهم يعجزون عن تعرفها او تحديدها في معادلات

جبريه فمن الأشياء التي تراها العين في عالم الماديات سواء أكانت ذرات ام نجوم صخوراً لم سحب صلب ام ماء أمكن استخلاص خواص معينه كالثقل و الأبعاد و السرعه وليست الحقائق العاليه.

ولكن علم الكائنات الحيه بصفه عامه والانسان بصفه خاصه لم يصب مثلهذا التقدم وانه لايزال في المرحلهالوصفه.

وليست هناك طريقه لفهم ماهيه الحياه لكننا ممكن وضع أنفسنا في عمليه تحليليه

ان علم التشريح و الكيمياء وعلم النفس وكثيراً من العلوم الانسانيه

أظهرت للإنسان رسماً بيانياً في منظور الإنسان

إلا أن هذه العلوم وغيرها ماتزال قيد الحياه الميته كلما اقتربت من معرف ماهيه الحياه العامهوالحياه الخاصه بالكائنات الحيه.

فالشخص الروحي و الشخص المادي يقبلان نفس التعريف الذي يطلق على معنى انني أحيا وإنني اعيش دون المتوغل في كيف و لماذا ومن أين والي أين

ومن انا وما ماهيتي وما الطبيعه وما السماء

وواقع الأمر أن جهلنا مطبق فأغلب الأسئله التي يلقيها على أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب لان هناك مناطق غير محدوده في دنيانا الباطنيه و مازالت تظل بلا معرفه فنحن الان لانعرف اجابه عن اسئله كثيره

فمثلا... اننا بعيدين جدا عن معرفه ماهيه العلاقات الموجوده بين الهيكل العظمي و العضلات و الأعضاء ووجود نشاط عقلي وروحي و العوامل التي تحدث التوازن العصبي و مقاومه التعب و الكفاح ضد الأمراض

واي شكل مسئول عن تبادل الشعور و الخواطر و لاشك مطلقاً في ان عوامل النشاط الفسيولوجيه و العقليه هي التي تقرر السعاده او التعاسه

فقد يعزى جهلنا في الوقت ذاته الي طريقه حياه أجدادنا و إلى طبيعتنا المعده و إلى تركيب عقلنا ولكن مهما يكن من الأمر لقد كان على الإنسان أن يعيش وهذه الضروره طالبته بقهر العالم الخارجي إذ لم يكن له مفر من الحصول على الغذاء و المأوى...

إن جهلنا بأنفسنا ذو طبيعهعجيبه فهو لم ينشأ من صعوب الحصول على المعلمات الضروريه او عدم دقتها اندرتها بل بالعكس انه راجع الي وفره هذه المعلومات و تشوشها بعد أن مدرستها الإنسانيه على نفسه خلال القرون الماضيه

.. توجد بين الآراء العديده التي تتعلق بالبشر آراء لاتزيد على كونها مجرد تركيبات منطقيه إنتاجها عقلنا و نحن لانجد في العالم الخارجي اي كائن حي تنطبق عليه هذه الآراء كلياً اما الآراء الآخرى فلات يد على أن تكون نتيجه التجارب..

فإذا عرف الإنسان بأنه كائن مكون من ماده ووجدان وروح فان هذا الرآي لا معنى له لأن العلاقات بين الشعور و الماده و الروح لم توضع بعد الحقل التجريبي لعدم ثبوت ماهيتها في بعد ارآء العلماء

ولكننا ان استلمنا العقل للفطره التي خلقنا عليها الله تعالى

فالاجابه لا تحتاج إلى تفكير. بل لابد التسليم لا اراده الخالق دون معرفه أدنى أسباب الخلق لكن في المنظور المادي للحياه يمكن لنا طرح عده اسئله

ان فحص المعلومات المتعلقهبالآنسان فحصاً دقيقاً ينتج قدراً كبيراًمن المعلومات الايجابيه وهكذا نتمكن من اعداد جدول كامل عن وجوه النشاط الحيوي للآنسان

لايمكن لنا فصل الإنسان إلى أجزاء واذا عزلت أعضاءه لما بقى على قيد الحياه

على الرغم ان علم الإنسان يستخدم جميع العلوم الآخرىوهذا سبب بطئه وصعوبته

_______النشاط العقلي في الكائن_______

يبدي الجسم وجوه نشاط آخرى مع ما يبديه من النشاط(الفسيولوحي)

هذا ما سوف نتحدث عنه في الباب الرابع

وذلك في آن واحد وطلق على هذه الوجوه اسم النشاط العقلىوتعبر الأعضاء

عن نفسها بالعمل الآلي و الحراره والظاهر الكهربائيه و البدلات الكميائيه القابله للقياس بواسطه الفنون الطبيعي و الكيمياء

اما العقل و الشعور فيكشف عن وجودهها بواسطه آجراءات آخرى مثل تلك التي تستخدم في فحص النفس و دراسه السلوك الإنساني وادراك الشعور مرادف التحليل الذي نجربه لآنفسنا.

النشاط العقلي ينقسم إلى عده أجزاء منها ما هو فطري ومنها أخلاقي وذوقي وديني وليس بأرتبطهمبالروح ببعيد بل يكاد العقل هو جزء من الروح

فالقاعدهالثابته لنا أن العقل و الجسم لا يمكن دراسه إحداهما والغفلهعن الآخر فهما في رباط ومهما حاولنا ان ندرس كلٍ على حدا نفشل.

فالنشاط العقلي هو المحرك الوظيفي الجسد و المسئول الاوحد على التحكم في سلوكيات الكائن الحي.

ان النشاط العقلي ظاهر وغير ظاهر في وقت واحد في الحكومه المتدفقه لحالاتنا الشعريه الأخرى انه وسيله من كياننا وهو متغير مثلنا أيضاً ويمكننا ان تقارنه بشريط سينمائي يسجل المراحل المتعاقبه لقصه

على سطح يختلف في درجه حساسيه من نقطه لآخرى

فالعقل يبرز مرئيات فوق الشاشه دائمه التغيير لحالاتنا المتأثرهلآلامنا و مباهجنا لحبنا وبغضنا ولكي ند س هذه الناحيه من أنفسنا فآننا نفصلها صناعياً عن الكل غير المنظور وفي الحقيقه ان الشخص الذي يفكر

ويلاحظ و يتعقل يكون في وقت واحد سعيداً او تعساً مضطرباً او مطمئناً ومن ثم تتخذُ الدنيا مظهراً مختلفاً في نظره تبعاً للحالات المؤثر والفسيولوجيه التي تتحرك في مؤخره الشعور.

_______النشاط الروحي وقذف الحياه____

ليس بين المسائل أصعب من مسأله الروح ومهما حاول الآنسان جاهداً ان يطأ ارض معرفتها خر مجدداً الي الاعلم.

كما ذكرنا في الباب الأول تعريف الروح وعلاقتها بتعدد الاسئله وأيضاً كثره الاجوبه التي لاتسند الى اجابه قاطعه. سنحاول تعريف الروح وعلاقتها بالافاقالغيبيه.

فلو ان الروح كان من الأمور السهله لما كان أحد الاسئلهالمتحده للرسول ص من ماكري المشركين اليهود

ولكن هذا الغموض طالما دفع العلماء و الباحثين أكثر مما أيأسهم الي معرفه حقيقه الروح وذلك لسبق عملهم ان الله تعالى قد كلف المؤمنين من عباده بأستمرار البحث و النظر و المعرفه

اعلم ان الله تعالى خلق هذا المُلك مرآه لذاته لا يظهر الله تعالى بذاته إلا في هذه الملك وظهوره في جميع المخلوقات إنما هو بصفاته فهو قطب الدنيا و الآخره وأهل الجنهوالنار و الاعراف اقتضت الحقيقهالآلهيهفي علم الله تعالى

ان كانت الروح فكره وجود الروح بوصفها قوه لا ماديه تمثل عنصر الحياه و الحركه في الجسد تلقاها الآنسان البدائي كما قدمنا.

يمتدُ الإنسان في الزمن مثلما يمتدُ في الفراغ إلى ما الوراء لحدود جسمه

وحدوده الزمنيه ليست اكثر دقه و لا ثباتاً من حدود الاتساعيه فهو مرتبط بالماضي و المستقبل بالرغم من أن ذاته لاتمتد خارج الحاضر وتأتى فرديتنا.

و عناصر الذات موجوده قبل اللحظه و مبعثره في أنسجه ابوينا و أجدادنا

ومن المعروف ان الصفات التي يكتسبها الفرد إبان مجرى حياته لا تنتقل إلى احفاده ومع ذلك فان البلازما ليست ثابته فقد تتغير تحت تأثير الوسيط العضوي ويمكن ان تعدل بواسطه المرض او الدم او الطعام.

ويبقى لنا تسأال مهماً هو المنشأهالاوليهمن قذف الحياه للجسد وجعله فطري

في شتى العوالم بشتى اللوانتجد نفس التركيب الفيسولوجيدون الأخذ بالاعتبار  عن ما كسبه طيله حياته.

تجد نفسك أمام امرين التسليم لخالق مبدع

أو للطبيعه

سقطت جميع النظريات التى نادت بتطور الكائن الحي واستمداد ماهيته من الطبيعه و الماده.

أصبح الأمر لخالق مبدع عالم مُصنع.هو الله

_____ماهيه الخلق عند اخوان الصفا__

الأخلاق الفطريه..

و يقصدون بها الأخلاق التي تضاف إلى نفس الجنين منذ يوم وجوده في رحم امه الي يوم ولادته بتأثير قوى روحانيات الكواكب وتعاقبها عليه شهراً بعد شهر ١ أما التعريف الذي ذكروه لها أنها تهيؤ ما في كل عضو

من أعضاء الجسد يسهل به على النفس إظهار الأفعال أو عمل من الأعمال او صناعه الصنائع او تعلم علم من العلوم او أدب من الآداب او سياسه من غير فكر

..

والله تعالى خلق النفوس وأم ها بأسباب تحفظ عليها البقاء و منها الأخلاق الفطريه و الحواس المختلفه و الشعور أو الاحساس و الأفعال الإراديه و الأعمال الأختياريهإلا أن الشهوات المركزه في النفوس و القوى المعاينه لها هي الأصل

و تعتبر من أهم العوامل المؤثر في اخلاق الإنسان و من هنا اهتم الاخوان بتفصيل الحديث عنها و الإنسان عند الاخوان خلق قابلا لجميع الأخلاق والله سبحانه حين ركز الشهوات في جبلته و الأخلاق الناشئه عنها فإنما كان ذلك من

أجل بقاء النفوس على حالاتها و يسهل على الإنسان إظهار جميع الأعمال و السياسات إذ ان إظهار كل هذه الأمور بخلق و أداه واحد...

و تبعاً الي تقسيم النفس إلى عاقله وغاضبه و شهواني فإن من الأخلاق او الخصال المركزه ما ينسب إلى النفس النباتيه الشهوانيه و يكون عنها ضروب اللذات الحسيه وما يتصل بها..

المراجع و المصادر..

القرآن الكريم

الكتاب المقدس باللغه العربيه مصر

مقارنه الأديان  احمد شلبي الجزء الرابع ط٢

قصه الحضاره. وول ديورانت

كتاب الروح. لابن قيم الجوزيه

لغز الموت. مصطفى محمود

بوذا الأكبر. محمد عبد السلام

تناسخ الأرواح. مصطفى الكيك

فلسفه التربيه عند اخوان الصفا. ناديهجمال الدين

الروح والخلود. عبد العزيز جادو

مابعد الحياه. كولن ولسن

الملل و النحل. للشهرستاني

الكون و الإنسان. بسام ضفدع

جدليات الطبيعه. فريدريك إنجليز

 

فهرست الموضوعات

توطئه.             

تمهيد.

تمهيد٢

كيف يمكن تصور الله.

الباب الأول.

الروح.

الروح و مستقره.

الروح و مفارقه الجسد.

مراتب الروح.

الاختلاف بين الروح و النفس.

الروح في القرآن الكريم.

الروح في الكتاب المقدس

العهد القديم.

الأنجيل.

الروح في منظور بعض الفلاسقه.

معنى الروح في البويه.

الروح عند الصوفيه.

 

الباب الثاني

 

الموت

تعريف الموت.

الموت من خلال الديانات السماويه

الموت في الكتاب المقدس.

الموت عند الإنسان القديم.

الموت في القرآن الكريم.

الموت عند بعض الفلسفه.

 

الباب الثالث

 

الحياه

النشاط العقلي للكائن.

النشاط الروحي و قذف الحياه.

ماهيه الخلق عند اخوان الصفا.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع