تعال ، تعال
تركت لكَ الليل
على أبواب المدينة
يقف متعباً على قدميه بإنتظارك
تركت يدي المضطرمةُ
هي الآنَ حانيةٌ مستطيعةٌ
لعناقٍ جادّ، وإن كانت باردةً
في سكونٍ ثلجيٍّ،
تركت لك وسط الطرقات روائحٍ
خفيفة الوسن
و ما طيّرتُ الفراشات
عن أساريركَ
وأصلاً لو كنتُ أعلم أن هذه
الايام طويلةٌ هكذا
ما صَلَيتُ نفسي
ما وزعت التمائم هائمةً في الأزقة
يوزعون ثواب الخطايا
على مساجد المسلمين
ما تركت هفهف ثوبي الشفاف
خلف أصابعك المشاغبة
تسبر مغاوري
ما تركت صدركَ
مقتولًا ومسكوبًا
غير مغسولٍ
على وجهي
ما تركت عصافير
قمصانك و إن طارت
أحصيتُ أزرارًا
ونامت تحتها
ألف فراشةٍ
مع النجوم إلى جسدي
ما كنت لألمع عينيّ بالملح
والعتمة كـ أنهر فضةٍ
ما كنت لأوقف الحنجرة
عن خلخلة الهواء
لنكتفي بالحب
وقد أضناه السهر
في أماسي الصيف الريانة
فهذا النهار المتحامل
قد يشيح قبل أن نلتقي
تعال وأسحب بهجة نوركَ
عن قمح ألواني
أخاف أن يشيح اسمك
في حنجرتي على وهلة
و لا تقلب فنجاني في الظلام
قد لا أكون قابلة للقراءة
وقد تستعصي عليكَ
دروب الطالع ،
تعال ونَم في غفوةِ حبّي
لـتبسطُ الحياةُ الجميلةُ
ذراعيْها الناعميْن اللذيْنِ يعانقانك
ولنصبحَ خالدينِ…
————————
ومنكَ يَلدُ الأزل