أضواء على سورة يوسف_ عليه السلام _
يوسف الآن يفرح لاهتمام إخوته به فقد اصطحبوه معهم في نزهتهم - وما يدري أي نوع من الإخوة هم- تركوه هنالك في غيابة الجب وحيدا ينادي عليهم دون فائدة يستعطفهم دون إجابة ...... سلم الصغير أمره لله وذهب الكبار ليكملوا كذباتهم ذهبوا بقميصه لتزداد القصة تشويقا وإثارة وهكذا من يعتادون الكذب يسيقون الأدلة دون أن يطلب منهم ليكشف الله زيفهم وخداعهم......
يوسف الذي كتب الله له الخلاص يمكث الآن وحيدا دونما أب يمازحه أو يجالسه ويلاعبه كما تعود ...والكاذبون يلفقون التهمة للذئب دونما أن يطلب منهم دليل ......على كذبهم مما يؤكد ليعقوب شكوكه...... ويصبر الأب وهو يعلم مكرهم ... يحزن لفراق صغيره فلذة كبده فهو إنسان تعمل فيه عاطفة الأبوة عملها ...ولكن يثبته الله تعالى... هكذا المؤمنون في ابتلاءاتهم يصبرون اولا فيثبتهم الله ويربط على قلوبهم ....وتمر الأيام....
يباع يوسف لوزيز مصر لكن بعد أن تبادله البائعون غير مرة، ظاهريا انتهت هنا مرحلة أولى من الابتلاء فيوسف الآن في قصر العزيز ينعم بألذ الطعام ويلبس أحسن الثياب لكن في الحقيقة ...... بدأ توًا الابتلاء الأكبر يترجم الآن يوسف ما غرسه فيه أبوه.... عقيدة سليمة تظهر على الفتى وخلق جميل يأخذ قلب وعقل كل من يتعامل معه؛ هي التربية إذن ما تبقى مع الإنسان يواجه بها صنوف الحياة لا يملك الإنسان من أمره شيء ولكن الغرس الذي يغرسه الوالدان أهم ما يبقى مع الطفل أينما ذهب وفي الأصل رعاية الله وحفظه تكريما لصلاح الأب المكلوم الصابر رغم الفراق الموقن بوعد الله" وأعلم من الله مالا تعلمون"
التربية كلٌّ متكامل إذن ومهرها غال تقوى وصلاح وعقيدة تظهر سلوكيا حتى بدون الرقباء
يوسف الآن يتصرف على طبيعته بما حباه الله من جمال الخلق والخليقة يلفت نظر امرأة العزيز فيملك عليها قلبها فتراوده عن نفسه في أقرب فرصة تسنح لها !!!!ذلك الشاب الفتي الذي أوتيت له كل الظروف ليتماشى مع ما تريد يستعصم بالله يردها بما تفهم " قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي" يقصد زوجها...... ولكن الغواية كانت أكبر من أن تذكرها....