وبدأ البركان يغلي ويفور...
المهمه....
كان منطوق مهمتي الأولى التي استلمتها من قائدي العظيم المقدم اح/ رجب عثمان في الساعه الحاديه عشره من مساء يوم ٣٠ سبتمبر عام ١٩٧٣ هو كالآتي.....
السريه الأولى ومعها اسلحه دعمها تعمل كمفرزه متقدمه للكتيبه ولصالح الفرقه الثانيه المشاه تقتحم قناه السويس وتتقدم شرقا وتسبق العدو وتستولي علي تبه السبعات وتمنع احتياطي العدو المدرع من الوصول إلى الشاطئ الشرقي لقناه السويس وتقوم تدميره واحداث اكبر خسائر في اسلحته ومعداته وقوته البشريه...
كان ذلك هو المنطق وأرجو منكم يااسيادي ان تضعوا في الاعتبار اخر كلمتين في المهمه
(وقوته البشريه)
بعدما نفذ جنودي وضباطي المهمه بنجاح باهر وكانت كتيبتي لم تعبر بعد فجلست على تبه السبعات انتظر وصولها واذا بثلاثه أفراد من العدو كانوا يهربون من جحيم النيران الذي كانت تصبه المدفعيه المصريه على النقطه القويه المعديه رقم ٦ والتي كانت خلفي بمسافه حوالي ٢كم وغير متوقعين وجودنا خلفهم أصابهم الخوف والفزع والرعب الشديد وحاولوا الهرب من بين انيابنا ولكن جنودي البواسل قبضوا عليهم واحضروهم لي ووقف الثلاثه امامي والله يشهد علي مااقول فالأول كانت اذناه يرتعشان بشده فابتسمت له ووضعت يدي على اذنه لكي تكفان عن الرعشه فلم يستجيبا فنظرت الي احد جنودي المحيطين بي وبهم فسحبه من ياقه افاروله ومضى به بعيدا....... بس خلاص اما الثاني ففتشته واخرجت من احد جيوبه محفظه من الجلد القديم وباليه جدا وفتحتها فلم أجد بها سوي خطاب مكتوب بالعبريه وورقه مطويه اربعه طيات وكل طيه منهم بها أرقام كثيره وكان من يهود اليمن يتكلم العربيه سألته عن الأرقام في أول طيه من الورقه فإجاب انها ديون عليه لمتجر البقاله وأرقام الطيبه الثانيه فأجاب انها ديون عليه من لعب الورق(القمار) وأرقام الطيه الثالثه فأجاب بأنها ديون عليه لكانتين الوحده ثم في النهايه سألته عن أرقام الطيه الرابعه فأجاب بأنها ديون عليه زملائه لانه استلفها منهم فطويت الورقه كما كانت ووضعتها مره اخرى في المحفظه ووضعت المحفظه في جيبه ثم نظرت اليه نظره طويله ثم قلت له احنا بقى هانريحك من كل الديون اللي عليك ونظرت الي احد جنودي فسحبه من ياقه افاروله ومضى به بعيدا........ بس خلاص
اما الثالث فبمجرد وقوفه أمامي سقط على الأرض ميتا بدون ان المسه لمسه واحده....
(ايام الكرامه والعزه والفخر)
،،،،،،،،،،،، انتهت