الباحث الاستثنائي: الشيخ محمد علي حلس
إمام ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
في يوم علمي بهيج تمت أول أمس الاثنين ١٢/١٦ /٢٠٢٤ مناقشة باحث استثنائي في أطروحة استثنائية، تقدم بها الباحث المميز جدا الشيخ محمد علي حلس لنيل درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله، في قسمنا الحبيب وكليتنا الرائدة: الآداب جامعة طنطا، وعنوانها "نظرية الضبط عند الأصوليين -دراسة تأصيلية تحليلية-
لقد برهن الباحث الأستاذ برسالته على أن الاجتهاد في هذه الأمة أصيل، وأنه لم يغلق ولن يغلق، حين حاول من خلال أطروحته أن يقدم تقييما لعلم الأصول بكافة أبوابه ومسائله، وهي محاولة جسورة وشجاعة تكاد تكون غير مسبوقة، كما قررت لجنة المناقشة والحكم.
نعم، أخذت اللجنة على الباحث بعض الملاحظات لهذه الجرأة غير المعهودة من قبل أمثاله من الباحثين، لتطرقه إلى مناقشة قضايا ادعي غلق باب الاجتهاد فيها، وماتبع ذلك من رفض تام لمجرد إعادة النظر والنقد والتقييم لما صنف واستقر في علم الأصول منذ دهور سحيقة، لكن الجميع قدر له جسارته وكفاءته العلمية الكبيرة والاستثنائية، قياسا بغيره من الباحثين.
وهذا قطعا لم يأت من فراغ، إذ هو حصاد أحد عشر عاما من الدأب والمدارسة، لم أغب خلالها قط عن الباحث كمشرفة وموجهة وقارئة ومقومة، ولم يغب هو عني ولاعن لقاءاتي العلمية المتكررة بفريقي البحثي عامة، لتدريبهم عمليا على كيفية البحث العلمي وفنياته الدقيقة، وكان له دور مقدر كذلك مع زملائه في إرشادهم والإجابة عن استفساراتهم ومراجعة كثير مما يكتبون غير ضان بعلم ولابجهد، لدرجة أن أطلقت عليه لقب "الباحث الأستاذ" أو "الباحث بدرجة أستاذ"
هذا مما يؤكد على أن مصر بخير وشبابها بخير، نعم …مصر ولادة بالفعل وتملك قوة ناعمة تكفي للنهوض بالأمة الإسلامية والعربية كلها كي يعاد إليها دورها الحضاري من جديد، فقط علينا أن نؤدي حق هذا البلد علينا وكذا حق ديننا وأمتنا في رعاية هذه المواهب الاستثنائية وفي إعدادهم، والقيام بواجبنا تجاههم . .
بكل أمانة أقول: مثل هذا الباحث الشاب يجب أن تعتني به وزارة الأوقاف المصرية ومراكز البحث العلمي والأزهر الشريف والمؤسسة الإفتائية، بل والدولة المصرية وأهل الاختصاص والمثقفين عموما…
وإليكم ماقاله الباحث تعبيرا عن فرحته وامتنانا لأستاذته وأصحاب الفضل عليه، نقلا عن صفحته الشخصية:
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات:
نوقشت اليوم رسالتي للدكتوراه (نظرية الضبط عند الأصوليين، دراسة تأصيلية تحليلية)، وقد أجيزت -بفضل الله- وحصلت بها على درجة (دكتوراه الفلسفة في الآداب، في اللغة العربية وآدابها، تخصص الدراسات الإسلامية)، من قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة طنطا، بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
وقد تكونت لجنة المناقشة من:
1- الأستاذ الدكتور/ زينب عبد السلام أبو الفضل، أستاذ الفقه وأصوله، بكلية الآداب، جامعة طنطا (مشرفا).
2- الأستاذ الدكتور/ محمد قاسم المنسي، أستاذ الشريعة، ورئيس قسم الشريعة الأسبق، بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة (مناقشا).
3- الأستاذ الدكتور/ عبد المنعم أحمد سلطان، أستاذ الشريعة، ورئيس قسم الشريعة، بكلية الحقوق، شبين الكوم، جامعة المنوفية (مناقشا).
أتوجه لهم بجزيل الشكر والعرفان على ما بذلوه من جهد، وما قدموه لي من نصح وتوجيه، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن يرفع به درجاتهم في الدنيا والآخرة.
وأخص بالشكر أستاذتي الدكتورة زينب، فقد صنعتني على عينها أكثر من أحد عشر عاما، تعلمت فيها منها ما لم أتعلم من غيرها، أنارت فيها ظلمة جهلي، وأوقدت فيها مشاعل فكري، وفتّحت فيها مغاليق عقلي، وحلّت فيها عني كثيرا من الأغلال، وعرفتني ما كنت أجهله من نفسي، من يعرفها يعلم أن التتلمذ لها شرف لا يحظى به كل أحد -فلله الحمد والمنة- ومهما قلت في شأنها فلن أوفيها حقها، بل أترك جزاءها لربها، أسأل الله عز وجل أن يوفيها أجرها بغير حساب، وأن يجزيها عني وعن إخواني خير الجزاء.
كما أتوجه بعظيم الامتنان إلى والدي الشيخ/ علي حلس -رحمه الله تعالى-، فهو صاحب الفضل في ذلك كله، فقد كان يشجعني منذ صغري على سلوك طريق العلم والفقه، وكان يصر كثيرا على ضرورة حصولي على الدكتوراه؛ ليرى فيّ ويحقق معي ما كان يتمناه لنفسه ولم يحققه –حيث لم تسمح له الظروف بذلك-، وقد سلكت هذا الطريق بعد وفاته؛ رغبة في العلم، وتحقيقا وامتثالا لرغبته ليس إلا، وها قد تحققت رغبته –بفضل الله- بعد وفاته بأكثر من ثمانية عشر عاما، وكم كنت أتمنى أن يشهد معي هذا اليوم!، رحمه الله رحمة واسعة، وجعل ذلك في ميزان حسناته، وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من شجعني وأعانني على اجتياز هذا الطريق الطويل الشاق ولو بالدعاء -أخص منهم أمي، وزوجتي، وأخي-، والشكر موصول إلى كل من شرفني بالحضور أو التهنئة من إخواني وأقاربي وجميع أحبابي.
ولا أنسى أن أتوجه بالشكر كذلك إلى كلية الآداب- جامعة طنطا على ما قدمته للباحثين من فرص وتسهيلات، وصحبة طويلة طيبة لم يشبها أيه مشاكل أو تعقيدات.
وبذلك تنتهي هذه المرحلة التي استمرت أكثر من ثلاثة عشر عاما في الدراسات العليا –تمهيدي، وماجستير، ودكتوراه-، وتبدأ مرحلة جديدة إن شاء الله -فما الدكتوراه إلا بداية طريق العلم لا نهايته-، أسأل الله عزو جل أن يعينني على إكمال الطريق، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ويتقبل مني، ويجعله في ميزان حسناتي، وأن يرفع به درجاتي في الدنيا والآخرة🤲.