آيات الرجاء في القرآن الكريم أكثر من أن تحصى ، والأسماء الحسنى التي جللت أكثر آي الذكر الحكيم بدءا وختاما ، وفي ثنايا الآي ، لهى مجلى كبير للرحمة الإلهية في أعظم تجلياتها ، مما يفتح باب الرجاء واسعا في عفو الله مهما تباعدت بنا الخطى وغشيتنا الذنوب .
وبشتد بنا الرجاء حتى يبلغ منتهاه حين نستمع إلى الله تعالى يقول " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا "
الله على الحنو وعلى الاحتواء وعلى الحب…
سأصبر يارب لحكمك وأنا راض
بل وأنا حامد شاكر محب
أنا بك يارب لابنفسي وتبرأت من كل حولي وقوتي حتى أحظى بالمعية وأكون بعينك.
سأصبر يارب عسى أن تنعم علي بهذه الجنة في الدنيا، جنة ومقام " فإنك بأعيننا "
ويعين على بلوغ هذا المقام " كثرة التسبيح على الدوام ، آناء الليل وأطراف النهار ، وعند الكرب والضيق خاصة ، ولذا ختمت الآية " فإنك بأعيننا " بقوله تعالى :
" وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم " "
التسبيح المتواصل إذن مجلبة للعناية والرعاية والمعية ، والمحبة والرحمة ، كما أنه منجاة من كل كرب وضيق " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
وبالصبر مع التسبيح يتحقق العبد بمقام " فإنك باعيننا " ويعيش الجنة في الدنيا
بلغنا الله وإياكم .