يظل الصوفي الحق يترقى في المقامات حتى يصفو كالملائكة المقربين ، لأنه كلما ترقى درجة أفاض الله عليه من صفات جماله ما يجعله جميلا حقا ….يعيش الحب في أسمى معانيه ، حب الكون بما فيه ومن فيه لأنه مجلى لمحبوبه الأعظم ، الله جل وعلا .
يحب حتى أعدائه ويرحمهم بل ويعذرهم من أنفسهم ، وهناك ماهو أسمى من ذلك وأسمى ، إنه يدعو لأعدائه بما يدعو به لنفسه ، ويتمنى لهم الخير كما يتمناه لنفسه دنيا وأخرى …
ولكن أحقا ذلك ؟ أقول : نعم
ولئلا يوصف كلامي بعدم المعقولية ، أسوق لكم هذين البيتين لشيخي وشيخ والدي ، فضيلة الشيخ محمد خليل الخطيب رضي الله عنه وهو يترنم داعيا ، وقد بسط كفيه إلى ربه خاشعا متذللا يستنزل الرحمات والعطايا في الدنيا ، والشفاعة العظمى والجنة في الأخرى، لنفسه ومحبيه ومعاديه :
يقول :
أنلني والموالي (والمعادي)
أيا ربي كريمات الأيادي
وبلغنا شفاعة خير هادي
وأدخل جمعنا دار السلام
الله الله على العذوبة والصفاء
ترانيم ملائكية علوية
شيء مدهش هذه السماحة ٠