أمس الخامس عشر من سبتمبر يوافق الذكرى الحادية عشرة لوفاة الدكتور خالد جمال عبد الناصر. كنت في جينيف حين بلغني خبر وفاته. حينها تركت كل ما في يدي وسافرت على أول طائرة إلى مصر فقط لكي أحضر العزاء ثم أعود الى حيث أتيت بعد بضعة ساعات.. ورغم علمي بمرضه ومعاناته في الأشهر الأخيرة من حياته لم أكن أفقد الأمل في شفائه وخروجه من تلك المعاناة سالما.. فقد كان شخصا قويا متفائلا ذا إرادة صلبة .. يحمل من صفاة أبيه وزعامته الكثير .. وفي هذا السياق، كنا نتجاذب أطراف الحديث حول ضرورة مشاركته السياسية.. وكان في البداية متحمسا ثم ما لبثت الفكرة تخبو عنده وتخرج من دائرة اهتمامه رويدا رويدا حتى اختفت تماما تحت وطأة المرض .. كان خفيف الظل يميل إلى الدعابة والضحك.. يدخن بشراهة ويأكل قليلا وينتفض واقفا عندما يقبل عليه أحد لتحيته وكان يبدي إهتماما خاصا بالبسطاء دون تَكَلّف أو ادعاء . رجل عاش على سجيته ودودا متواضعا بسيطا رغم عظمة ومجد أبيه وتوفي في ذات الشهر الذي توفي فيه أبيه عن إثني وستين عاما متجاوزا عمر أبيه بعشر سنوات..