بضعة أعوام مضت وقد وضعت حرب الربيع العربي أوزارها ولاحت في الأفق نتائجها، تقاطر عدد كبير من ذوي الرأي المتخصصين من سياسيين ودبلوماسيين واقتصاديين ورموز الإدارة والحكم من بلدان عديدة... لكي يقولوا كلمتهم في كل ما جرى ويجري في شرقنا الأوسط التعيس.
ورغم الحضور المكثف من الهيئات والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لم أكن على يقين بأن القادمين من الغرب جادون في رؤيتهم ونواياهم للتباحث حول المستقبل الاقتصادي والسياسي في البلاد العربية، وخصوصا في دول حوض البحر المتوسط الجنوبي باعتباره منصة تطل على أطراف قارتين إشتعلت فيهما النار بوقود تقليدي عرفناه جيدا زمن الاستعمار القديم ... الفوضى والإرهاب والجريمة المنظمة وتوظيف الدين في الصراع العرقي والمذهبي ..
كان الخطاب السائد للجميع يدور حول الفساد والديمقراطية المفقودة وقصور خطط التنمية عن مواجهة متطلبات العولمة والنظام العالمي الجديد، ولهم فيها بعض الحق.. لكني كنت أتبنى في حديثي فكرة واحدة ذات شقين إتخذت التجربة المصرية مثالا لها ولم يختلف عليها أحد وهي:
أن المؤامرة مهما استهدفت نظم الحكم فلن تغير عقيدة الشعوب وجيوشها الوطنية في مقاومة كل أنماط الاستعمار الجديد وكل من يتحالف معه من الخونة المحليين والعملاء ..
وأن خطط وبرامج التنمية المستعارة من رحم الفوضى الخلاقة رغم أسمائها البراقة لا تُملى على الدول قسرا إلا إذا فقدت هذه الدول هويتها وسيادتها على أراضيها ..
في النهاية مضى ربيعهم العربي بحسرة الفشل
وعاشت مصر حرة مستقلة