آخر الموثقات

  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  • ثروة المعلم الحقيقية
  • خليليات: رحم الله الاستاذ الدكتور محمود أبو الفتوح
  • الوزيرة والحجاب و العالم الجليل
  • تغريد الكروان: اعرف نفسك أولًا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة زينات مطاوع
  5. الزواج في فلسفة العقاد القرآنية

على باب الوصل وأرض الأواصر والوشائج والمواثيق، والنفوس الحيارى بين الصراع المحتد بين جيشيّ وحدة المرأة والتعدد؛ ينثر (العقاد) بذور الهداية في صحراء القلوب، ويمنحها طينة عمره الخصيب؛ حتى إذا أينعت وترعرعت ذرتها رياح الزمن، وجري بها نهر العمر الفريد إلى اللانهاية؛ فشقت فلسفته القرآنية عن الزواج ليالي أيامهم الخاوية وأزالت عنهم عباءة الوحشة،

ومنحتهم خفقة عفية لن تموت بين ذوبان النفس في رحلات الهنا والحزن المرير، ومعاني جميلة يدرك من خلالها المرء أن الزواج علاقة إنسانية

وليس علاقة روحية بين ملكين، أو علاقة بين حيوانين. 

 

يقول العقاد في كتابه "الفلسفة القرآنية:

" فمن إنكار الواقع والمصلحة أن نجعل الزواج علاقة بين ملكين، ومن إنكار الواقع والمصلحة أن نجعله علاقة بين حيوانين. وإقامة الشرائع على إنكار الواقع من طرفيه نقض للشريعة من الأساس، وإنما تقوم الشريعة على أساسها حين تبنى على الواقع وتصلح للتطبيق في أوسع نطاق، فتعترف بتفضيل الزواج الموحد، ولا تقضي بتحريم الزواج المعدد؛ لأن تحريم ما دون الكمال يوقعنا في مغالطة لاشك فيها، وهي أن الناس جميعًا كاملون، ويستطيعون العيش على سنة الكمال.

وهكذا صنعت شريعة الإسلام، اعترفت بأن الزوجة الواحدة أدنى إلى العدل والإحسان، وأباحت تعدد الزوجات"

 

الزواج، علاقة إنسانية لم يستطع خيال الشعراء أن يُزين بها أرض الواقع، ويجعل منها علاقة رومانسية ملائكية تقوم على القداسة والوفاء وتدوم مدى الحياة؛ لأنها من غزل الأحلام، والأحلام هي قطع من أرواحنا الثكلى التي عجز صدر الواقع عن احتوائها؛ فازدان بها البيان، وتمناها الجميع، ولكن الشرائع لا توضع للأحلام ولا للأماني وإنما للوقائع والمحسوسات، واتفاق الزوجان على حياة دائمة وقائمة على الوفاء والصدق والمساندة حتى النهاية لهو من الكمال الروحاني المفضل للزوجة الواحدة، ولكن الكمال الروحاني لا يُفرض بالقوة أو الجبر، بل يأتي من تلقاء القلب،

وليس الفضل في اكتفائه بزوجة واحدة لأنه لا يستطيع التزوج من اثنتين أو ثلاث، ولكن الفضل في أنه يستطيع ولا يفعل؛ لأن روحه امتلأت، وقلبه اكتفى، وسعادته اكتملت؛ فعُميت روحه ونفسه عن العالمين!

 

في رحلتك مع (العقاد) وكلماته تشعر بأريج الفلسفة يحط ترحاله عند رأسك، ورضاب المعاني يمطر بداخلك ثم ينهض مؤازرًا له في نصب خيمته على أرض قلبك، وموجات الشغف تجري بك في خفة ودلال حتى ترسو بروحك على شاطئ الرفعة.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع