هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الأذى النفسي صعب.. ولا يسقط بالتقادم.. 
  • سألت الليالي
  • بيني وقلبي عَهدٌ ومِيثاق
  • عايشت ُ وجهك..
  • علوم الطب التجديدي
  • حوار مع زعفرانة ٨
  • لن نسمح للتاريخ بتكرار نفسه
  • تجربة النشر الأولى
  • صبر الأنتظار..
  • ميل هواك ِ ..
  • حوار مع زعفرانة "7"
  • تجاعيد على حجر من ذهب
  • رسالتك الأخيرة 
  • قريه السعداء 
  •  عايزه أقولكم سر
  • ستجبرون -2
  • اللا عشق
  • و مشت تتغنج
  • طفلة 
  • خيال
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د راقية الدويك
  5. "لا تكلني إلى نفسي طرفة عين"

 دي أهم منحة ربنا ينعم عليك بيها.. 

ميسيبكش لنفسك أبدا.. مش بس إنك تفكر غلط أو تقرر قرار مؤذي أو حتى تشوف الدنيا وحشة وظالمة وكل المعاني المكررة دي.. معية ربنا فيها حاجة أعظم من العصمة من الخطأ.. فيها العصمة من الشعور بالوحدة..وبعيدا عن كل ما يقال في الوحدة وشرها.. لإنها أحيانا بتكون ضرورة ووسيلة راحة.. بس لوقت محدد، ولسبب معين، لكن الوحدة بشكل مستمر فيها مشكلة أساسية، إنها ضد الفطرة.. ربنا خلقنا جماعات، وتطورنا الإنساني كله قايم على فكرة الاجتماع البشري.

 

فكَّر في أي حاجة بتعملها مستحيل تلاقيها لك لوحدك.. حتى المتع الفردية بتكون فردية عوضا عن إنك تعملها مع حد تاني.. لأنك ملقيتش الحد التاني دا.. يعني كان الأصل فيها إنها مع حد.. وجمالها الأصلي بيتم بصحبة حد.. لكن لما بتكون لوحدك بتحاول تشوف المتاح من الجمال دا وتقول ساعتها إنك مبسوط بالوحدة. 

 

حقيقي فيه ناس اتفرضت عليهم الوحدة.. لظروف شغل أو سفر أو مرض.. الناس دي هي اللي فهمت يعني إيه "لا تكلني إلى نفسي طرفة عين" وهي اللي بتدعي الدعوة دي بمعناها الأعمق.. لا تكلني إلى نفسي يعني متسيبنبيش أحس بالوحدة.. خليني معاك وجنبك.. فكرني بيك دايما واقبل ذكرى المستمر لك.. أنا بفكر فيك عشان أحس إني تحت عينك وفي رعايتك.

 

الفكرة دي رغم إن ممكن ناس كتير تقولها، لكن استشعار معناها الفعلي محتاج شرط أساسي.. إنك تكون فعلا مريت بتجربة الوحدة الحقيقية.. الوحدة اللي مكانش معاك فيها أي حد.. الوحدة الشديدة الطويلة اللي خلت الدعوة دي تطلع من جواك.. من غير ما تسمعها في برنامج ولا تقراها في جرنال.. الدعوة اللي اتجمعت في قلبك كفكرة نتجت من إنك غرقت في الحال المضاد لها.. لما كنت وحيد فعلا.. لما مالقيتش إلا نفسك بس معاك.. وانتو الاتنين متعذبين.

ضغط الوحدة وعذابها هو اللي بيكوِّن جواك ساعتها فكرة المعية والتلازم.. بينبتها في قلبك زي الزرعة في الصحرا.. الزرعة اللي طلعت بفعل الحرارة وقلة الميا.. نبتت بكل الظروف المعاكسة للإنبات.. لما الزرعة دي بتنبت في قلبك ساعتها بتطلب المعية الدايمة.. بتطلبها بجسارة قلب خلص مشواره كله ورجع يعيده تاني، وهو عارف مكان كل حجر وقعه، وكل سراب خدعه.. الوحدة اللي عيشتها مُرغم عشان كل أحوال الصحبة فسدت وفشلت وانتهت لألف سبب وسبب.. وميهمكش ساعة الفهم دا إنك ترمي لوم على حد أو حاجة.. أصلا ممكن محدش يكون له ذنب في وحدتك دي.. هي دنيتك اترسمت كدا.. اللي يهمك ساعتها بجد إنك تعرف إنت وصلت لفين.. ومحتاج إيه عشان مترجعش تمشي نفس السكة بنفس الآلام.. ساعتها بتقول "لا تكلني إلى نفسي طرفة عين" بمعناها الظاهر وهو إنك متسبنيش تايه أغلط واتلخبط واندم.. والأهم إنك هتقولها بمعناها الباطني الأصيل.. متسيبنيس لوحدي.. متسيبنبيش لنفسي.. أنا عذبتها كتير وأنا بدور لها على صحبة.. وجربت كل الصحبة.. وكل صحبة جالها يوم وانتهت.

 

ساعتها بقى سواء كنت فهمت بالعذاب والألم .. فهمت بالتأمل والتدبر.. فهمت بالاستغناء والزهد..المهم إنك فهمت.. ووصلت. 

ساعتها هتقول من قلبك.. 

لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

.. 

المفارقة في الأمر أن كلنا في يوم هنوصل للنقطة دي.. ماهو كل وحيد كان له في يوم صحبة حلوة.. المهم لما توصل يكون قلبك عرف هيقول إيه.

 

"حين تكونُ مُعاينةُ الوحدة هي عينُ المعيةِ الدائمة"

 

#راقية_جلال_الدويك

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2804 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع