arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. العسل المر .. بريد الجمعه 11/4/2014

ما أشعر به، وأنا أكتب إليك رسالتى هو (العسل المر) فلم أجد أصدق من هذا التعبير لوصف ما مررت به فى حياتى من أحداث حتى وصلت إلى ما أنا فيه الآن من حيرة وقلق، واضطراب، وفقدان القدرة على التركيز، والتردد فى اتخاذ قرار حاسم يضع حدا لمعاناتى وآلامى. فأنا رجل فى سن الثامنة والخمسين، وأعمل وكيل مدرسة ثانوية فى محافظة لا تبعد عن القاهرة كثيرا، ومثل كل الشباب فكرت بعد تخرجى فى الزواج، واستقر اختيارى على فتاة احسست بأنها تناسبنى من كل الوجوه، ووجدتها كما تخيلتها مخلصة، ومتفانية فى أداء واجباتها المنزلية، وكانت النقطة السلبية الوحيدة التى لاحظتها عليها هى الشك فى المعاملات المادية، إذ تقيس الأمور بمقياسها الخاص وتفسر كل قرار شراء بقيمته المادية التى تراها، وتسأل عن كل جنيه، فهذا سعره مقبول، وذاك مبالغ فيه، وربما السبب فى هذا التفكير، وهذه النظرة هو أنها نشأت فى منزل واحد يجمع بين أمها وزوجة أبيها، وعايشت عن قرب محاولات كل منهما لاستمالة أبيها، وحديثها الدائم عن المصاريف والأولاد... ولم أسمح لمثل هذه الاشياء الصغيرة أن تعكر صفو حياتنا، فعشنا معا فى سعادة. ومرت الأيام وحملت زوجتى وأنجبت طفلا لم يعش طويلا، إذ لقى وجه ربه قبل أن يكمل عاما ونصف العام، فتضرعت إلى الله حامدا وشاكرا، ودعوته أن يهبنى ذرية صالحة تكون لى عوضا عن طفلى الراحل، وذخرا لى فى الدنيا وعونا فى الآخرة، متذكرا دائما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم، انقطع عمله، إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وتقدمت وقتها بطلب للحصول على شقة فى إسكان (الزواج الحديث) وقبلت الجهة المسئولة الطلب، ودفعت زوجتى المقدم وقدره الف جنيه، فكتبت الشقة باسمها، ولما طالت المدة دون أن تحمل من جديد اصطحبتها إلى أكثر من طبيب، فبينت نتائج الفحوص أنها لن تتمكن من الإنجاب مرة أخرى، فنزل الخبر علىّ كالصاعقة، وانطفأت شعلة السعادة التى رافقتنى عشر سنوات كاملة، قضيتها مع زوجتى، وأنا أنهل من نبع الحب، وخلية الحياة الزوجية عسلا حلو المذاق، فإذا به بعد هذه السنين وقد صار مرا كالعلقم، فالعش الهادئ الذى نعمت به، انقلب رأسا على عقب، ولم يعد ممكنا إعادته كما كان، ولقد فكرت فى الزواج الثانى أملا فى الإنجاب، وتقدمت إلى فتاة فى قرية مجاورة للمدينة التى أسكن فيها، وشرحت لأهلها ظروفى بالتفصيل ليكونوا على بينة من أمرى، ولم تمانع ابنتهم فى الارتباط بى، مادمت سأوفر لها سكنا مستقلا وستعيش بعيدا عن زوجتى الأولى التى جمعت كل منقولاتها، إلى الشقة التى سجلتها لها فى الشهر العقارى، وأقبلت على حياتى الجديدة، وكلى أمل فى النجاح، ورزقنى الله بولد وبنتين، وسيطر على زوجتى الثانية هاجس التفكير المادى تماما مثلما حدث مع الزوجة الأولى، فوجدتها حريصة على الاستحواذ على كل جنيه معى، فأردت أن أستثمر ما أدخره فى أى مشروع، وأخذت قرضا من أحد البنوك، واشتريت قطعة أرض زراعية بجوار المبانى فى قريتها، وأقمت عليها منزلا، وتبقى جزء من ثمنها فسددته فى نهاية العام بمكافأة الامتحانات، وفى العام التالى ذهبت إلى شمال سيناء فى مأمورية كرئيس لإحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، فانتهزت زوجتى الفرصة، واستخرجت أوراقا من الوحدة المحلية فى قريتها تفيد بأن هذه المبانى ملكها، وتحرر لها محضر لاستكمال البناء باسمها، وبعد عودتى من المأمورية وجدت هذه المفاجأة فى انتظارى، فحاولت تعديل الوضع، إذ لا يعقل أن تكون الأرض باسمى والمبانى باسمها، لكنها أصرت على موقفها وعنادها! ولم يمض وقت طويل حتى أقامت محلا للتجارة فى بيت أسرتها، وناقشتها فى هذه الخطوة كثيرا، وقلت لها : إن هذا المحل سوف يؤثر على رعايتك البيت والأولاد، فردت علىّ بأنها تدرك جيدا أن بيتها هو الأساس، ولن يتأثر بأى حال بمشروعها التجارى الذى ستقضى فيه معظم ساعات النهار بطبيعة الحال! ومع ذلك صدقتها بل وضمنتها فى قرض من البنك لتجهيز المحل، ولكن ما حدث هو العكس، إذ اهملت شئون الأسرة من النظافة وإعداد الطعام، ورعاية الأولاد، وقد فاتحتها فى ذلك وذكرتها بوعدها الذى قطعته على نفسها بعدم التقصير فى شئونى أنا والأولاد، وأن وضع المنزل الجديد غير قانونى، ورجوتها تصحيح الأوضاع، فلم تتركنى أكمل كلامى، وصرخت فى وجهى قائلة: مادمت غير مطمئن لى وخائفا منى، فلماذا إذن تعيش معنا؟... إخرج وأبحث لك عن مكان آخر وعش فيه، فرددت عليها بقولى: «والله أنا عايش مع أولادى وفى بيتى» ثم تركتها، وذهبت إلى عملى، وعندما عدت آخر النهار لم أجدها، فلقد جمعت معظم ملابسها، وأخذت الأولاد إلى بيت أسرتها، وبذلت جهدا كبيرا لاعادة المياه إلى مجاريها، لكنى فشلت بسبب تحريض أمها وخالاتها لها بالإصرار على أن يكون شرط الصلح هو أن أكتب الأرض المقام عليها المنزل الجديد باسمها، أو بأسماء الاولاد، فلم أقبل إملاء أى شروط علىّ، فرفعت ضدى دعوى طالبتنى فيها بنفقة شهرية، وحكمت المحكمة لها بخمسمائة جنيه، وللأولاد بألف جنيه، كما أن زوجتى الأولى تأخذ نفقتها هى الأخرى، وبحسبة بسيطة وجدت أن المتبقى لى من راتبى هو ثمانية وأربعون جنيها لا غير، فكيف أعيش بهذه الجنيهات؟ علما بأن اولادى يقطنون معى، ومنذ نحو شهرين فقط تركتنا ابنتى الوسطى، وذهبت للإقامة مع أمها، وطوال فترة غياب زوجتى لم أمنع أولادى من زيارتها، إذ أخاف أن أغضب الله، ويقتلنى الهم والحزن على ما وصلت إليه أحوالنا، وتشريد أولادنا بهذا الشكل، بعد أن كنت أجمعهم وأساعدهم فى شرح دروسهم، فالبنت الوسطى يتراجع مستواها، ولا تلقى أى رعاية أو اهتمام من أمها، وأخشى المزيد من تدهورها الدراسى إذا استمرت على هذه الحال... أما الولد والبنت الأخرى ، فأتابع مستواهما وتفوقهما وألازمهما فى كل تحركاتهما. وبعد كل ما جرى فإن السبيل إلى تدارك ما حدث هو أن تعود زوجتى إلى المنزل، وتقيم فيه مثل أى زوجة عادية، وأن توقع ورقة تقول فيها : أنها لا تملك الأرض ولا المبانى، وأن تفض موضوع المحل، وتقدم لى مخالصة من البنك بتسديد القرض الذى أخذته وضمنتها فيه، وبغير ذلك لن تهدأ الأوضاع بيننا.. فهل فى ضوء ما شرحته لك ترى أن هناك املا فى اصلاح ما فسد من علاقتنا؟... وكيف السبيل إليه؟.. وأرجو ألا تقل لى : استعن بأهل الخير وعقلاء عائلتها للصلح فأهلها مصممون على طلب ابنتهم ألا تعود إلى المنزل فى المدينة إلا إذا كتبت الأرض باسمها، أو بأسماء الأولاد، ولو فعلت ذلك تحت ضغط الإلحاح فسوف أضيع حق زوجتى الأولى، كما أننى غير مقتنع بأن أتنازل عما أملكه، وأنا على قيد الحياة، وأريد تطبيق شرع الله بالميراث بعد الوفاة، فبماذا تشير علىّ؟. ولكاتب هذه الرسالة أقول : ما تريده زوجتك الثانية هو أن تكتب المنزل الجديد باسمها، كما فعلت مع زوجتك الأولى، حيث سجلت شقة (الزواج الحديث) باسمها، فصارت حقا لها لا ينازعها فيه أحد، ولعل هذا هو السبب الذى دفع أهلها إلى تأييدها، فيما ذهبت إليه، وقد وضعت أربعة شروط للصلح، وهى أن تعود كما كانت زوجة عادية مثل كل الزوجات فتهتم بأمر زوجها وأولادها، وهذا شرط لا غبار عليه، والوضع الطبيعى لأى زيجة مستقرة، وأما أن توقع وثيقة أو تعهدا تعلن فيه أنها لا تملك المنزل الذى أقمته على أرض زراعية فى قريتها، فهنا اتساءل: ولماذا لا تصلان إلى حل وسط بترك الأوضاع كما هى، وأن تقبل هى وأهلها ذلك مادام المنزل سوف يؤول فى النهاية إلى أولادك، ولن يجحف هذا الحل حق زوجتك الأولى فى المنزل، حيث إنها أخذت ما يقابله فى الشقة المستقلة المسجلة باسمها... أما فض مشروع التجارة فى المحل الذى أقامته زوجتك الثانية فى بيت أسرتها، فقد يكون هذا الشرط صعبا، ولا يساعد على رأب الصدع الذى أصاب حياتكما معا، ويرتبط به القرض الذى ضمنتها فيه، فإملاء الشروط على هذا النحو الذى سردته يثير المخاوف والشكوك، ويزيد عمق الفجوة بينكما. إن (العسل الحلو) الذى نهلت منه سنوات، ثم تبدل طعمه مع تقلبات الحياة، وموقف زوجتك الرافضة العودة إليك إلا بالنزول على طلبها... أقول إن هذا العسل من الممكن أن تستعيده من جديد بقليل من الحكمة والإدراك.. ويذكرنى موقفك وخوفك مما قد تصير إليه الأمور، فيما بعد بقول برنارد شو (تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجا، ولا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجة) فلقد كنت تبحث عن الزوجة التى تنجب لك الأولاد، فلما وجدتها وتحققت أمنيتك، خفت من غدرها بك على النحو الوارد فى رسالتك، ولو وزن كل امرئ الأمور بهذا المقياس، فإنه سوف يشقى فى حياته، ويواجه متاعب جمة، ومن هنا فإن اللين فى خطابك مع زوجتك، والكلمة الطيبة عند لقائها، وابتسامة الرضا، والهدوء فى مناقشتك لما هو عالق بينكما من أمور... هذه العوامل مجتمعة تعيد إليك سعادتك المفقودة، وعليك أن تعى أنك لن تجد زوجة، ولا ولدا، ولا صديقا، ولا أحدا إلا وفيه ما يكدر، وعنده ما يسوء أحيانا، فإطفئ حر شره، ببرد خيره، وعش واقعك، ولا تسرح بخيالك بعيدا، فلن تكمل لك زوجة، وفى الحديث الشريف (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضى بآخر) فينبغى أن تسدد وتقارب، وتصفو وتصفح، وتأخذ ما تيسر، وتذر ما تعسر، وتغض الطرف أحيانا، وتتغافل عن الأمور البسيطة التى يزيدك تمسكك بها شقاء. وعلى زوجتك أن تعيد النظر فى موقفها، وتدرك أن أفعالها معك سوف تنعكس على أبنائها، فكل المشكلات القائمة، والكلام المتناثر هنا وهناك يرسب فى نفوسهم صفات سلبية عديدة، قد لا تظهر آثارها قريبا، ولكن نتائجها السيئة سوف تتراكم على المدى البعيد، فليحاول كل منكما أن يركن إلى صوت العقل والحكمة، ولا تحطمكما توافه الأمور، فكنوز الدنيا كلها لا تساوى شيئا بجانب ابنائكما الذين وهبكما الله إياهم، وكان فضله عليكما عظيما، والسعادة ليست بالتوسع فى المنازل وكثرة المال، فهذه الأشياء كثيرا ما تكون سببا فى الهم والنكد، وإنما يكمن سر السعادة فى انشراح الصدر والراحة والطمأنينة بذكر الله، والرضا بما أعطاه، فليكن هذا هو منهجكما فى الحياة بعيدا عن النظرة المادية التى شقت صف الأسرة وأوصلتكما إلى هذه الحالة من التفكك.. أسأل الله أن يجمعكما من جديد على الرضا والقناعة، وهو وحده المستعان.

لا تعليقات