هاتكفاه ...النشيد الوطنى الاستعمارى!!
بقلم / د. احمد مختار ابودهب
لكل بلد نشيده الوطنى , و عادة ما يمثل هذا النشيد الوطنى نبذة او لفتات من تاريخ هذا البلد , لكن لا يوجد نشيد وطنى استعمارى احتلالى بشكل فج يفضح نوايا و حقيقة اصحابه مثل النشيد الوطنى الاسرائيلى ... "هاتكفاه" أو الأمـــــل !!
الامل ....اسمه كذلك , و لكن كم عجيب شأن هذا الامل الذى لا يمثل في حقيقة الامر الا مزيد من امال الصهاينة فى احتلال الارض ..فى مزيد من الدماء , من اجل تحقيق امال و احلام بنى صهيون , وحدهم دون غيرهم , فواهم من يتخيل انهم يريدون سلاما او تعايشا , فمنذ متى و لصوص الارض تتصالح مع صاحبها بينما لا زالوا يدنسوها , بل و يطمعون في المزيد !!
سماعي لـ "هاتِــكـفـاه" للمرة الاولي لم يكن مصادفة ابدا , اذ كان جزءا من دراستى للغة للعبرية "ضمن هوايتى في دراسة اللغات " و لثقافة المجتمع الاسرائيلى تحت مبدأ اعرف عدوك , و اى عنوان لاى مجتمع قبل نشيده الوطنى ؟
حين تستمع لهذا النشيد للوهلة الاولى , تجد مقدمة موسيقية غير حماسية , ناعمة نعوم الافاعي , قبل ان تفاجأ بالكلمات , و هذا نصها بالعبرية !!
כל עוד בלבב פנימה
נפש יהודי הומיה
ולפאֲתי מזרח קדימה
עין לציון צופייה -
עוד לא אבדה תקוותנו
התקווה בת שנות אלפיים
להיות עם חופשי בארצנו
ארץ ציון וירושלים.
بالطبع حروف و كلمات لم نعهدها نحن العرب , عدا دارسي او المهتمين بلغة بنى صهيون – فقليل منا من يستطيع تمييز حروفها , بينما يجيد الكثير منهم اللغة العربية , نطقا و دراسة ....و فتنـــا "- , و بعد ان تحاول استساغة مقدمته , تجد من يغنى بصوت مثل الفحيح - فعليا و ليس تعنتا - , و تبدأ كلمات النشيد الذى الفه الشاعر اليهودى الاوربى الشرقى "نفتالى هيرتس" عام 1886, تبدأ كلمات استيطانيه احتلاليه قديمه قدم الحقد اليهودى , و رغبتهم فى اغتصاب هذه الارض و القضاء على اصحابها !!
و دون الاسهاب فى تفاصيل او اسقاطات نفسية داخلى تجاه بنى صهيون , نجد ترجمة كلمات هذا النشيد كالتالى :
طالما في القلب تكمن،
نفس يهودية تتوق،
وللأمام نحو الشرق،
عين تنظر إلى صهيون.
أملنا لم يضع بعد،
أمل عمره ألفان سنة،
أن نكون أمّة حرّة في ارضنا،
ارض صهيون و اورشليم
الى هنا تنتهى كلمات النشيد الوطنى الاسرائيلى , التى تمثل جزء من قصيدة طويلة تصف تفصيليا ما يدعيه اليهود من معاناه , و حقوق فى هذه الارض المقدسة , و لكن يكفينا ان نتأمل هذه الكلمات لنفهم منها طموحات و اطماع هؤلاء , فواهم من يتخيل ان القدس يوما ما ستعود بتفاوض او بسلام , فها هو نشيدهم الوطنى يعلن صباح مساء ان القدس و الشرق املهم منذ الفين سنة , الفين سنة و لم يبدأ هذا الحلم فى التحقق الا من بضع و خمسين عاما مع نكبة 1948, فهل يتوقع احد ان تحرر القدس بتفاوض او معاهدات !!؟
ان املهم ايضا ان يعيشوا امة حرة "و فى ترجمة اخرى بلا خوف" فى ارضهم , و هل يتحقق العيش بحرية او بدون خوف و هم محاصرون باعداء اقوياء من جميع الجهات , اذا فهذا الامل يتطلب ان يقضوا على هؤلاء الاعداء "نحن العرب" او على الاقل يضعفون شوكتهم بالفتن و القلاقل و الحروب الاهليه كما يحدث الان !!
ان الكلمات واضحة و لا تحتاج الى مزيد من التوضيح او الاستنباط ,و لكن وجب علينا ان يعرف كل عربى عدوه جيدا , فلو عرفنا اعداءنا كما ينبغى لما كان حالنا كذلك , كما وجب ايضا التوضيح , حتى لا نستبسط قبول ان يعزف هذا النشيد الاستعمارى العدائى العلنى فى مباراة رياضية او لقاءات تجمعنا مع اصحابه تحت اى مسمى او اى بند , لان فكرة قبول الوقوف لهذا النشيد و سماعه فى حد ذاتها , تمثل فكرة قبول مبدأ المهادنة و التفريط فى الارض , و ان كان النشيد يتحدث عن جبل صهيون و القدس صراحة , فان العلم الذى يرفع اثناء عزف و غناء هذا النشيد بنجمته السداسية و خطيه الازرقين يكمل الصورة باطماع اسرائيل ليس فى القدس فقط , و لكن من النيل الى الفرات ...هذا ان لم يكن سقف الاحلام ارتفع حاليا بعد احوال العرب ليصبح من المحيط الى الخليج , فهلا عرفنا عدونا جيدا حتى لا نجعله يكمل بسهولة ...هذا الامــــــــل !!!!
د. احمد مختار حامد ابودهب
22 اغسطس 2017
المصادر
• النشيد الوطنى الاسرائيلى - ويكيبيديا
• هاتيكفاه - النشيد الوطني الاسرائيلي .. مترجم للعربية "يوتيوب"
•