هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة داليا فاروق
  5. أمي القوية

كانت أمي امرأة قوية صاحبة قرار ومبدأ وقدرة على المواجهة والتغيير، لم يستعص عليها شيئ في رحلة حياتها، حملت المسؤولية صغيرة وظلت تحملها وتحملنا حتى مر بها العمر وأصابها المرض، كان من الممكن أن تعيش حتى مئة سنة لولا أنها اكتفت، وطلبت كلمة الختام ولو انها طلبت المزيد لاستجاب لها الله لكنها رغبتها في ملاحقة أبي الغالي إلى عالم هادئ بعيد عن صخب الممرضات وتضارب اقوال الأطباء ومشاوير المشفى ومراكز الأشعة وصوت الإسعاف.

أشبهها كثيرا ... ورثت منها تلك القوة والمسؤولية والتصدي حتى أننا كنا كثيري الشجار، لم أكن ابنة مريحة على أية حال

 

لكنني حقا لم احتمل رؤيتها تئن، وتطلب الرحمة، وتنهر كل من يلمسها لما ألم بها من وجع تخطت حدود قدرتها لاحتماله

كنت اضعف من أن اثبت وهي لا تستطيع حتى وصف ألمها فتبدا بالصراخ الذي لا يتوقف لساعات

 

في اليوم الأخير وأمام باب العناية المركزة وقفت قلوبنا أكثر من ساعة لتأجيل موعد الزيارة ومنع دخول الزائرين بحجة مرور الاطباء، وهذا لمن يعلم مؤشر قلق لذوي المرضى في العناية المركزة.

مرت أكثر من ساعة، ساعتان لا أتذكر لكنه كان وقتا بطيئا للغاية، أكاد أسمع نبضات قلبي تطن في راسي فتفجر أذني

بعد وقت لا اعلمه، خرجت الطبيبة تطلب أهل حالة رقية فتصدرت أمامها فادخلتني قائلة الديباجة المتوقعة

كانت حالتها كذا وجاء الطبيب وحاول وحاولنا ولكن أمر الله نفذ 

سألتها حتى اتاكد، خلاص فعلا ؟

فقالت أسفة

لم يسع قلبي ما تملكه من شعور 

الآن هي لا تئن، لا تصرح، لا تشكو، وقد عاد لها كل ذلك اجرا ونعيما وعوضا بيقين لا يشوبه ذرة شك

خرجت من العناية والكل يتجه نحوي فقلت

الحمد لله 

 

كل ما كان يشغلني أن تذهب غير راضية عني لكنها جاءتني في أول ليلة عدت فيها لبيتنا القديم كانت تجلس في ركن على الأرض وتنظر الي وتمد يدها فارتميت في حضنها وسألتها 

راضية عني؟

راضية عنك بس خايفة عليكي

 

ربنا يطمن قلبك ويعوضك خير ويجمعك بحبيبك روقا الجميل في الفردوس الأعلى مع الشهداء ويلحقنا بكما آمين

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع