أيا صديقة ..
إن لين القلوب وبراءتها هو اوج عزها ورفعتها فهي صفة راقية و سامية لا يتحلى بها سوى الأشراف والنبلاء أنقياء السريرة فأنزلتهم في الفلوب منازل الإمارة .
فلا واللهِ تجدين شخصًا لينًا هينًا بسيطًا، إلا وكان عزيزًا أبيًا عاليّ المقام هو شخصٌ قد حاباه الله البشاشة والقبول فكان وعلى لين قلبه آسرًا للقلوب، تجدينها تنصاع إليه انصياع الطفل الذي يحبو مٌقبلًا على ضالته، متشبثًا بسماحتها ورقتها وصفحها المرجوّ دومًا، هي مرساه وشاطئه الآمن الذي يرمي بكل مكنون نفسه عليه وهو على يقين تام بأمانتها وأنه سوف يجد على أعتابها الرحمة والوفاء والاحتواء، هي قلوبٌ تصّدٌقه القول و الرأي و النٌصح .
فلا تستخفين بهذه القلوب التي تبدو بسيطة وطفولية لبعض الغاشمين السٌذج هؤلاء الذين يظنون في وِدها الكسرة والأسر،
كيف ؟؟
ولقد خلقها الله وصورها كيفما شاء ليرسلها هداية للعاصين، وملاذًا للضائعين، تحمل في ربوعها دعوات صادقة بالهداية والصلاح تحملها بكل الصدق على راحتيّ المحبة والولاء لكل من قصد بابها واستأمنها، فكانت بفضل الله وعونه هي الرفقة التي لا تتغير ولا تهجر وإن طالها تقلباتهم وقت الخلاف .
فكانوا يهجرون ثم يعودون
ليجدونها مازالت ثابتة على مبدأها لا تحيد ولا تغلق أبوابها ابدًا، ترخي حبال الوِد برفق لا للتخليّ بل ليفعل الله بها كما يحب ويرضى فيأتون متشبثين عالقين بين حنايا الحنين الآمن العفيف .
فهل باللهِ يجعل الله لها من يستبيح كرامتها ويأسر كبريائها وعزتها ؟؟
لا واللهِ فهي فقط أسيرة يديّ بارئها الذي خلقها فسواها، وألهمها صبرها وتقواها، فما كان لأحد عليها القوامة إلا من ارتضى الله فيها .
فاللهم اجعلنا منهم واجعلنا من المتحابين الجابرين لوجهك الكريم يارب العالمين .