عزيزي...
أيها الراقد في مخيلتي عبر الأزمان بغير اسم ولا رسم، ها قد عدت إليك من جديد، أحمل في مقلتي اعتذارا وبين أناملي أحمل وردة.
عدت بعد بحث طويل عنك في كل الوجوه، وبعد محاولات مضنية في تجسيدك في قالب نابض يسير على الأرض... لكنني لم أجد جسدا يحملك، وصدقني... فأنا سعيدة حقا أنني لم أجد لك صندوقا من لحم ودم يسجن روحك الرائعة، فما حاجتي لأن أراك تسكن مكانا ما في بقعة ما على الأرض وأنت بالفعل تسكن رأسي... ألم تسعك رأسي؟!
عزيزي...
أنا وأنت كطرفي خيط موصولان لكنهما متباعدان، لا أدري ما الذي يباعد بينهما، قد يكون المكان... وقد يكون الزمان، وهل الزمان والمكان إلا من خلق الله، والخيال كذلك من خلق الله، فلنستعن بخلقه على خلقه؛ فنقرب الزمان والمكان وننسج أحاجينا كما نريد.
عزيزي، ما رأيك لو عدنا نلعب لعبتنا القديمة، أنا أقطف في كل صباح من بستان الحياة فضيلة وأنسبها إليك، وأنت تصنع منها رداء وتكسوني به.