أحيانًا لا يكون الصراع مع العالم…
بل مع شيء خفي في الداخل، شيء لا يُرى لكن يثقل القلب ويُربك الخطوات.
وفي لحظات كهذه، لا نبحث عن معجزة، ولا ننتظر يدًا تنتشلنا من العدم…
بل نبحث عن كلمة تُطمئننا، عن كتفٍ نفهم قربه، عن روحٍ تقول لنا:
“لست وحدك… وما زال الطريق يستحق”.
لذلك، قررت أن أكتب…
ليس لأتجمّل، ولا لأُخفي الوجع؛ بل لأعترف أن الشفاء رحلة تحتاج صدقًا، وجهدًا، ومن يقف معنا حتى النهاية.
أعرف أنني لن أتجاوز كل هذا بسرعة كما تمنّيت، وأدرك تمامًا أن التئام الروح لا يحدث بضغطة زر، ولا بليلة نوم هادئة،
ولا بقرار متعجل يظن أن النهاية قريبة.
الشفاء ليس سباقًا، هو مسار طويل تتخلله حفر، وتعب، وتناقضات، لكنني أخوضه لأنني بدأت أخيرًا أؤمن بأنني أستحق النجاة…
وأستحق أن أكون في مكان أفضل مما أنا عليه الآن.
أعرف أنني سأحتاج وقتًا…
وقتًا أتعلم فيه كيف أُعيد ترتيب فوضاي،
وكيف أضمد ما تكسر بداخلي،
وكيف أتعامل مع الأيام التي تعود فيها الجراح لتنزف من جديد.
لكن رغم ذلك كله… سأستمر.
سأستمر من أجلي أولًا، لأنني تعبت من أن أخذل نفسي في كل مرة، ولأنني أريد أن أرى الأيام التي أبتسم فيها بصدق، الأيام التي لا أشعر فيها أنني أقاوم الحياة وحدي.
وسأستمر من أجل من أحبّ أيضًا،
لأن وجودهم حولي نعمة، ولأنهم يستحقون نسخة أقوى، أهدأ، أكثر نضجًا، نسخة لا تهرب من الألم بل تواجهه، ولا تستسلم للظلال بل تبحث عن نور مهما كان بعيدًا.
لن أتخلى…
لن أسمح لثقل الأيام أن يسحبني للخلف،
ولن أدع اليأس يربح معركة لم يخضها حتى النهاية.
لكن… هناك شيء واحد أحتاجه منك.
أحتاج وجودك، أحتاج صوتك الذي يطمئنني حين أرتبك، وأحتاج دفء دعمك الذي يجعل الطريق أقل قسوة.
أحتاجك أن تبقى بجانبي، لا لتُصلحني، ولا لتحمل عني جروحي، بل لتذكرني حين أضيع، أنني أستطيع… وأنني ما زلت قادرًا على النهوض.
وأعدك…
سأحاول بكل ما أملك، وسأواصل كلما تعثرت، وسأحارب لأجل نفسي أوّلًا، ولأجلنا نحن معًا.
فأنا وأنت…
نستحق فرصة لا تشبه غيرها، نستحق أن نمشي هذا الطريق كتفًا بكتف، وأن نصل إلى تلك النسخة الجميلة التي نحلم بها منذ زمن.





































