آخر الموثقات

  • بداية انهيار الاحزاب
  • في غيابكِ
  •  المرأة: كيمياء الروح وتجلّي الوعي
  • لا أنا عارفة أنساك
  • أحياناً يبكي فينا كلّ شيء… إلا العينين
  • ضياع أحلام المقاومين 
  • ملاكي ٦ الله اكبر
  • سُكرُ نبضي
  • مشاكل الطلاب 
  • تخاريف صباحية 1
  • حتى الشعور بالكره خسارة
  •  مَلكةُ الزمان 
  • نثر/ مَلْحَمَةُ الظِلَالِ الْمُحْتَرِقَةِ
  • ق.ق.ج/ مِلْحُ السَّنَواتِ
  • شعر/ سِمفونية دَمار الفاشر
  • تغريد الكروان: حلق إلى حلمك
  • ستون عامً من الجمال الهادئ والحكمة الطاغية 
  • اختر نفسك أولا… فالحياة لا تعاد مرتين
  • أبكيكِ يا سودانُ
  • نقاش داخل صندوق مكافحة الأدمان
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. حُلم عابر - الفصل الثاني 

كلَّ يومٍ كانت الحافلةُ تتوقَّفُ عند إشارةِ المرور مدةً لا تقلُّ عن خمسِ دقائق ولا تتجاوزُ عشرَ دقائق،

ومن نافذتها، وبالجهةِ اليسرى، كان هناك كوفي شوب في الدورِ الثاني مواجهٌ للحافلة،

يُحيطُ به الزجاجُ من كلِّ جانب،

ممَّا يُتيحُ لمن في الخارجِ رؤيةَ روَّاده في الداخلِ بكلِّ وضوحٍ.

 

لفت نظرَها شابٌّ يجلسُ في زاويةِ المكان،

بهدوءٍ، وحيدًا على مائدتِه التي تُواجهُ الحافلة،

وأمامَه كوبٌ من القهوةِ يرتشفُ منه رشفاتٍ متتاليةً،

ويتركُه ليخطَّ بعضَ الكلماتِ على الورقِ المتناثرِ على المائدة.

 

كان يرتدي نظارةً سوداءَ، وأمامَه كتابٌ ذو غلافٍ داكنٍ.

للوهلةِ الأولى ظنَّت أنه ينظرُ إليها، أو أنه انتبهَ إلى أنها تُراقبُه،

شعرت أنه يُحدِّقُ بها ويراهَا بوضوحٍ كما تراهُ هي من خلفِ الزجاج،

مما جعلها تشعرُ بالخجلِ الشديد، وجعل وجنتيها تحمرَّان خجلًا،

وكم شعرت بالراحةِ حين تحرَّكت الحافلة.

 

ظلَّت ملامحُ ذلك الشابِّ لا تُفارِقُ خيالَها أو تفكيرَها طوالَ اليوم،

وعندما خلدت إلى النومِ كانت تعدُّ الساعاتِ والدقائقَ، بل والثوانيَ،

لرحلةِ الغد، فربما تراه مرةً أخرى.

 

ولكنها حدَّثت نفسَها قائلةً إنه ربما يكونُ وجودُه اليوم محضَ صدفةٍ،

وأنه لن يتواجدَ بالغد.

تناولت كتابَها المفضَّلَ للقراءةِ، فربما تُساعدُها القراءةُ على الاسترخاءِ

والهروبِ من ملامحِ ذلك الشابِّ التي استحوذت على كاملِ وعيِها وعقلِها الباطن.

 

وكم كانت تحملُ الكثيرَ من الفضول لمعرفةِ إن كان انتبهَ لها حقًّا أم أنها تخيَّلت ذلك.

 

وفي نفسِ التوقيتِ، وعند نفسِ الإشارة،

توقَّفت الحافلة.

حاولت أن تُقاومَ النظرَ باتجاهِه أو تُحاولَ إشغالَ نفسِها بأيِّ شيءٍ آخر،

ولكن هيهات! فهناك قوى خفيَّةٌ هي ما تُحرِّكُها.

 

نفسُ المائدة، ونفسُ الرجل، بنفسِ التفاصيل:

كوبٌ من القهوة، وكتابٌ، وبعضُ الورقِ المتناثر،

ونفسُ القلم، ونفسُ النظارة.

 

ولكن هذه المرَّة كانت متأكدةً أنه يراها،

بل ويبتسمُ لها!

نعم، هو يبتسمُ — هي لا تتخيَّلُ ذلك ولا تختلقُه،

بل إنها تشعرُ أن نظراتِه تُغادرُ زجاجَ نظارتِه لتخترقَ زجاجَ النافذةِ في الحافلة،

وكان هذا كفيلًا بأن يجعلَها ترتبكُ ويحمرَّ وجهُها خجلًا.

 

تحرَّكت الحافلةُ وهي شبهُ نائمةٍ أو حالمةٍ،

وكم حمدت الله أن الحافلةَ قد تحرَّكت،

لتُنقذَها مما انتابَها من مشاعرَ متداخلةٍ لا تُدرِكُ توصيفَها.

 

أصبحت حُلم هذه المرَّةَ أكثرَ ثقةً بأنه قد رآها، بل وابتسمَ لها.

ترى، ماذا يُخبِّئُ لي القدر؟

هذا ما حدَّثت به نفسَها وهي تتخيَّلُ نفسَها جالسةً أمامَه على نفسِ المائدة.

 

تكرَّر هذا طوالَ الأسابيعِ الثلاثةِ التالية،

نفسُ الحافلةِ تتوقَّفُ عند نفسِ الإشارة،

ونفسُ المائدةِ بنفسِ التفاصيل،

ونفسُ الشخص،

والشيءُ الوحيدُ الذي تغيَّر هو أنها لم تعد تُراقبُ الأشخاصَ من حولِها،

ولم تعد ترسمُ للآخرينَ عالَمَهم.

 

فقد أصبح هناك شخصٌ واحدٌ هو كلُّ عالمِها،

يسيطرُ على عقلِها وتفكيرِها،

بل أصبح يُسيطرُ على كلِّ مشاعرِها.

 

أصبحت ترى العالمَ مختلفًا الآن،

بل وأصبحت تهتمُّ بتفاصيلِها كأنثى،

وتهتمُّ بمظهرِها وملامحِها.

 

أخذت أنفاسَها تتلاحقُ، وقلبُها ينبضُ بقوَّةٍ،

فها هو الموعدُ اليوميُّ يتكرَّر،

وها هي الحافلةُ ستتوقَّفُ الآن.

 

التفتت إلى يسارِها، فوجدتْه وكأنه ينتظرُها،

ولكن هذه المرَّة يتحدَّثُ إليها بكلماتٍ لا تسمعُها،

غير أنها — من خلالِ قراءةِ شفاهِه — لا تُخطئُ حروفَ تلك الكلمة.

 

ترى، هل هو حقًّا ينطقُ بهذه الكلمةِ ويُخبرُها بها؟

وهذه الوردةُ التي يحملُها بين أصابعِه ويُشيرُ إليها،

هل هي المقصودةُ بذلك؟

 

كم تمنَّت لو يتوقَّفُ الزمانُ ويغيبُ المكانُ عند تلك اللحظة،

ولكن هيهات! ها هي الإشارةُ تضيءُ باللونِ الأخضر،

لتتحرَّك الحافلةُ وتتركَ خلفَها الكثيرَ والكثيرَ من علاماتِ الاستفهامِ وأسئلةٍ بلا إجابات.

 

ترى، ماذا يُخبِّئُ لي القدرُ فيما هو آتٍ؟

تلك كانت كلماتُها الأخيرةُ وهي مغمضةُ العينين،

وذلك الشابُّ يتضاءلُ أكثرَ وأكثرَ حتى اختفى تمامًا.

 

مضى اليومُ ثقيلًا مملًّا،

تحدَّثت إلى صديقتِها فرح عبر الهاتف،

حاولت أن تبدو طبيعيةً ككلِّ يوم،

لكنَّ توتُّرَها وما يحدثُ معها كان يسيطرُ عليها كليًّا،

ممَّا أفقدها تركيزَها أثناءَ الحديث.

 

استودعت صديقتَها فرح، وتمنَّت لها ليلةً طيبةً على وعدٍ باللقاءِ غدًا.

 

وقبل أن تذهبَ إلى فراشِها، لم تنسَ ما تفعله كلَّ يومٍ طيلةَ سنواتٍ،

ذهبت إلى سورِ بلكونتِها،

وضعتِ الحبوبَ والماءَ بأطباقٍ صغيرةٍ للطيورِ العابرةِ والعصافيرِ التي تبحثُ عن الغذاء.

 

وقبل أن تعودَ إلى فراشِها،

استدارت بعينيها لتُواجهَ القمر،

كم يبدو غامضًا، ويُخفي أكثرَ ممَّا يُظهر،

خُيِّلَ لها أن القمرَ يُنصتُ إليها،

فقد أرسل أضواءَه الفضيةَ على شعرِها المسترسلِ على كتفيها،

ليكتملَ ظلُّها على الجدار.

 

لوَّحت له بكلتا يديها، وبعفويةٍ ولا إراديًّا،

وجدت نفسَها تُردِّدُ نفسَ الكلمةِ التي قرأتها على شفاهِه...

 

ــــــــــــــــــــــ

يتبع

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة غازي جابر
3↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↑3الكاتبمدونة آمال صالح
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓-2الكاتبمدونة خالد العامري
7↑2الكاتبمدونة ايمن موسي
8↓-2الكاتبمدونة خالد دومه
9↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
10↑1الكاتبمدونة هند حمدي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑49الكاتبمدونة ايمان صلاح83
2↑39الكاتبمدونة خالد الخطيب71
3↑18الكاتبمدونة نورا شوقي192
4↑14الكاتبمدونة عبير سعد167
5↑13الكاتبمدونة هبة محمد193
6↑13الكاتبمدونة سلوى محمود239
7↑9الكاتبمدونة عطا الله حسب الله129
8↑8الكاتبمدونة رهام معلا119
9↑6الكاتبمدونة ايمان عبد الحليم63
10↑6الكاتبمدونة نهاد كرارة181
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1112
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب714
4الكاتبمدونة ياسر سلمي678
5الكاتبمدونة اشرف الكرم605
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري514
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين428
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363597
2الكاتبمدونة نهلة حمودة216836
3الكاتبمدونة ياسر سلمي199720
4الكاتبمدونة زينب حمدي178458
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144388
6الكاتبمدونة مني امين120273
7الكاتبمدونة سمير حماد 117026
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107970
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107666
10الكاتبمدونة آيه الغمري102829

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-22
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-16
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

1861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع