توجّه إلى مدونة (جدار بيانات المدونات) مرتبة هجائيًا — الرقم يعبر عن الترتيب حسب نقاط الأداء

آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ زيف
  • قصة قصيرة/ إهابُ المطر
  • لا يشعر بك إلا من عاش معاناتك
  • الواجب علينا كثير
  • قصة بيانو
كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع فاطمة البسريني 📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات

📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
لم يتم اختيار مدونة
⭐ 0 / 5

كلما وقعت عيني على تفاصيل جريمة بشعة، يتوقف عقلي ويعجز عن التحليل. أشعر بالوجع يسكن قلبي، وتزداد الأسئلة الحائرة بلا إجابة شافية: ماذا حدث لنا؟ هل أصابت المجتمع لعنة ما؟ وهل أصبح العنف هو اللغة السائدة بين البشر؟

لقد تغيّر شكل الجريمة حتى بات شاذًا ومفزعًا، لا يستوعبه عقل إنسان سويّ. الجرائم تتنوع بين قتل، وتمثيل بالجثث، واغتصاب، وانتهاك لكل القيم؛ جميع الأعمار، وجميع المستويات. لم يعد الأمر قاصرًا على الرجال دون النساء، أو الكبار دون الصغار، أو الجهلاء دون المثقفين، أو العامة دون النخبة. الجريمة الآن عابرة لكل الفئات… وكأنها تقول لنا: لا أحد في مأمن بعد اليوم.

لن أتحدث عن جرائم الأزواج أو سفاحي المدن أو قاتلات الأطفال، فمهما بلغت بشاعة تلك الجرائم يمكن ـ ولو نظريًا ـ فهم دوافعها أو تركيبها النفسي دون تبرير للفعل ذاته والذي لا يصدر إلا من نفوس مريضة. لكن هذه الجريمة، وأقصد بها جريمة مدينة الشروق تحديدًا، لم أستطع تفسيرها أو قبولها بأي منطق.

 

جنى، فتاة صغيرة في عمر الزهور، لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، في طريقها للخروج من المدرسة. حدث شجار عابر بينها وبين زميل لها بعدما وضع قدمه أمامها فسقطت، فقالت له عبارة واحدة تنفث بها عن غضبها مما حدث: أهلك ما عرفوش يربوك. نفضت الغبار عن زيها المدرسي، ومضت في حال سبيلها. شكت ما حدث لأبيها، فطمأنها بأنه سيذهب غدًا لإدارة المدرسة ليشتكي الولد. وكذلك شكا التلميذ لأمه أن فتاة أهانته أمام زملائه.

 

إلى هنا… الأمر عادي. شجار مدرسي يحدث كل يوم. لكن ما حدث بعد ذلك لا يمكن لعقل بشر أن يتخيله.

 

بعد المشاجرة بثلاثة أيام، انتهى اليوم الدراسي، وخرج التلاميذ. جنى تحمل حقيبتها في طريقها لبيتها… لا تعلم أنها تعيش آخر لحظات عمرها. هناك، كانت تنتظر أم التلميذ… لا لتقوم سلوك ابنها أو لتُعلّمه الصبر أو تربيه على الاعتذار، بل لتعيد له حقه ـ كما ظنت ـ بالطريقة الأكثر تطرفًا وشيطانية. أخذت قرارًا باردًا، جامدًا، لا يليق إلا بقلوب متحجرة ماتت منذ زمن… قررت أن تُعاقب جنى بل وتنفذ حكم الإعدام بنفسها.

 

قادت سيارتها واندفعت نحو الطفلة دهسًا، لم تكتف بالدهس بل مرت فوق جسدها الغض لتحطمه، ثم غادرت مسرعة لتتوارى عن الأنظار، وبعد أن اطمأنت عادت لتقف بعيدًا حتى تتأكد من موتها. في لحظة شيطانية قتلت البراءة عمدًا فوق الأسفلت. كانت تفكر في كرامة ابنها بينما تدهس روحًا لم تتفتح بعد… روحًا خُلقت لتفرح وترسم مستقبلًا، لا لتُسحق تحت عجلات الغضب. أي عقل هذا الذي فكر ودبر ونفذ؟ بل أي قلب ذلك الذي لم يتورع عن سفك دم طاهر بريء؟ وأي ضمير استراح لهذا الفعل الشاذ؟

 

كان يمكن أن تُقيد الحادثة ضد مجهول لولا عدالة السماء التي قررت فضح هذا المخطط الشيطاني من خلال كاميرات المراقبة التي رصدت السيارة وهي تعود لتتأكد من مقتل جنى… ولولا ذلك لظن الجميع أنه حادث عابر. لكن الحقيقة ظهرت، والقاتلة عُرفت، ومدينة الشروق بأكملها بل والإنسانية قاطبة وقفت مذهولة عاجزة عن الفهم والاستيعاب: لماذا تتحول الأم إلى قاتلة بسبق الإصرار؟

 

المشهد الأكثر قسوة كان عند المشرحة؛ حين وقف الأب أمام المشرحة ينتظر جثمان ابنته الصغيرة جنى، ينتظر في ذهول. ناداها فلم تُجب. كان يشعر أن روحها خرجت من جسده لا من جسدها، وأن قلبه هو من توقف لا قلبها. ظل يقلب كفا على كف متسائلا: كيف يموت الأطفال بلا ذنب؟ كيف يتوقف النبض بلا سبب؟ من يدهس البراءة سوى نفس شريرة غير سوية؟ نفس يجب أن تنال عقابها الدنيوي… قبل أن تقف أمام الله، حيث لا يُنسى حق، وحيث تجتمع الخصوم.

 

لا شك أننا أمام نوعية من الجرائم تشمئز منها النفس، خاصة ما يتعلق باغتصاب الأطفال وقتلهم. فإلى من نصرخ؟ إلى من نوجه اللوم؟ من ينقذنا من هذا المستنقع؟ على من تقع المسئولية؟ الأسر؟ أم رجال الدين؟ أين دور وزارة التربية والتعليم؟ أين دور علماء النفس والاجتماع؟ أين دور وزارة الثقافة؟ هل نصلح المنظومة الإعلامية والفنية؟ هل تستجيب الدولة بإغلاق المواقع الإباحية التي تحض على العنف والجنس؟ هل تضرب الدولة بيد من حديد على كل خارج عن القانون؟ هل يتم تعديل قانون الطفل حتى لا يفلت أي مجرم بجريمته بحجة أنه ما زال طفلًا؟ وما زلت أتساءل… هل وصلنا إلى القاع؟ أم أن ما هو أسوأ لم يظهر بعد؟

 

ما نحتاجه ليس قانونًا فقط… بل ضميرًا حيًا يسبق القانون. نحتاج إلى أن نتذكر أن الإنسان يُقاس بقدرته على الإحساس، وأن الأم خُلقت لتحمي، لا لتقتل. وأن جسد جنى الصغير لم يُدهس فقط… بل دُفنت معه آخر خيوط الأمان في قلوبنا.

 

فهل ما زال هناك وقت لننقذ ما يمكن إنقاذه؟ أم آن الأوان لنضع أيدينا على قلوبنا، ونسأل أنفسنا بصدق: هل فقدت الإنسانية أسمى معانيها؟ وهل ما زلنا نستحق أن نُسمّى… بشرًا؟

أحدث الموثقات تأليفا

الواجب علينا كثير

مدونة اشرف الكرم

الكاتب: م. اشرف عبد الصبور الكرم

رقم التوثيق: 30109

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 2-12-2025


الذي يضعُ الوسادةَ للعابر

مدونة سحر حسب الله

الكاتب: سحر حسب الله عبد الجبوري

رقم التوثيق: 30106

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 2-12-2025


همس الضوء

مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 30105

عدد المشاهدات: 7

تاريخ التأليف: 2-12-2025


تاميكوم… منصة تتنفس الإبداع والشفافية

مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 30104

عدد المشاهدات: 9

تاريخ التأليف: 1-12-2025


ريفيو لرواية فانتازيا للكاتبة رحاب منصور

مدونة هند حمدي

الكاتب: هند حمدي عبد الكريم السيد

رقم التوثيق: 30103

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 1-12-2025


لا يشعر بك إلا من عاش معاناتك

مدونة يوستينا الفي

الكاتب: يوستينا الفي قلادة برسوم

رقم التوثيق: 30110

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 1-12-2025


يعشقن الورود

مدونة ايمان صلاح

الكاتب: ايمان صلاح محمد عبد الواحد

رقم التوثيق: 30107

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 1-12-2025


كتب التراث بين التلخيص والاختصار 

مدونة خليل السيد

الكاتب: د.خليل السيد خليل محمد

رقم التوثيق: 30094

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 1-12-2025


سرب الصمود: قافلة تشق عباب الطوق

مدونة محمد خوجة

الكاتب: محمد بن الحسين بن ادريس خوجه

رقم التوثيق: 30093

عدد المشاهدات: 9

تاريخ التأليف: 1-12-2025


اعرف هويتك 

مدونة غازي جابر

الكاتب: غازي جابر البشير زايد

رقم التوثيق: 9909

عدد المشاهدات: 15

تاريخ التأليف: 1-12-2025

أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة غازي جابر
2↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↑1الكاتبمدونة حسين درمشاكي
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ايمن موسي
6↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
7↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
8↑1الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-3الكاتبمدونة آمال صالح
10↓الكاتبمدونة خالد العامري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑37الكاتبمدونة اسماء خوجة173
2↑36الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 149
3↑35الكاتبمدونة اسراء كمال233
4↑20الكاتبمدونة حسين العلي93
5↑19الكاتبمدونة محمد خوجة67
6↑19الكاتبمدونة سلوى محمود167
7↑18الكاتبمدونة جلال الخطيب131
8↑12الكاتبمدونة منى كمال206
9↑8الكاتبمدونة محمد كافي88
10↑6الكاتبمدونة سحر أبو العلا39
11↑6الكاتبمدونة نجلاء لطفي 52
12↑6الكاتبمدونة جاد كريم197
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1124
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب710
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم621
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني439
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين434
10الكاتبمدونة شادي الربابعة415

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب366863
2الكاتبمدونة نهلة حمودة224894
3الكاتبمدونة ياسر سلمي203600
4الكاتبمدونة زينب حمدي179533
5الكاتبمدونة اشرف الكرم147978
6الكاتبمدونة مني امين121092
7الكاتبمدونة سمير حماد 119402
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين110754
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي110056
10الكاتبمدونة آيه الغمري106049

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
2الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
3الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
4الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
5الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
6الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
7الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
8الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
9الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02
10الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 2025-11-02

المتواجدون حالياً

7118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع