اعيش واقيم داخل جسدي وقد استأجرته ايجارا مؤقتا
....لايخضع لأي قوانين تمس الايجار القديم او الجديد
....
وقد عشت طفولتي ألهو كما شئت ولم يرسم لي احد خطوطا حمراء فكل الخطوط من ابي وامي مملوءة بالحب والحنان والود .....فقط كانت عيون امي تقول لي.....استمر او كفي !
....
حتي جاء يوم اصطحبني ابي
لشيخ القرية لحفظ القراَن الكريم
...
وحفظت المعوذتين وقل هو الله احد (الاخلاص) ثم توقفت
....
ومرت الايام وابي يريد ان يسمع مني مزيدا من سور جزء
عم ....دون جدوي
....
وقد اصابه الذعر عندما علم اني مكلف بالمرور علي البيوت
وانا احمل بطة زوجة الشيخ بحثا عن ذكر بط يتزوجها !!
....
فاصدر قرارا بالتوقف فورا
وقد فرحت فرحا لا مثيل له
في حياتي السابقة فقد كنت
اصحو مبكرا محروما من النوم
....
وجسدي الذي استاجرته كان طوع امري حتي صرخ المصران الاعور من زائدته الدودية وتم استئصالها بالمستشفي ....ومن اسمها لم تكن لخلاياها وظيفة تذكر
.....
وقد خلقنا الله سبحانه بمعجزة
تفوق خلق السماوات والارض
....فجسمنا مكون مما يزيد عن
مائة تريليون خلية ( التريليون عبارة عن الف مليار )
....
يعني رقم مخيف يتكون منه جسمنا .....والخلية ببساطة
هي اصغر طوبة في بناء جسمنا ....كمثل العمارة التي
تتاملها
....
ولكن خلايا جسمنا لا تشبه بعضها في النوع والشكل ففي جسمنا ٢٢٠ نوع من الخلايا
....
فخلايا القلب تختلف عن خلايا
الكبد وعن خلايا الاظافر وعن خلايا الشعر وهكذا الي اَخره
....
وكل خلية في اي عضو لها وظيفة حسب العضو الذي تنتمي اليه
....
فخلية الامعاء وظيفتها امتصاص الغذاء ليذهب الي الدم الذي يوزعه الي كل خلايا
الجسم ...وخلية المعدة وظيفتها هضم الطعام وتكسيره الي جزيئات متناهية
الصغر كي يسهل امتصاصها
....وخلية اليد تنقبض وتنبسط
كي تقوم اليد بحركتها
....
والطريف ان تريليونات جسمنا
بينها تواصل عجيب فاذا اصاب اي خلية عطل او جرح او الم
تشعر بها خلايا المخ التي تترجمها وترسلها الي كل خلايا
الجسم فتتألم من اجلها
....
وقد لمسنا عبقرية رسالة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم عندما قال ( مثل المسلمين في في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي
...
وخلايا الجسم بانواعها واختلاف اماكنها مسئولة عن
نشاط الجسم بما يصل اليها من غذاء عن طريق الدم حيث يتم احتراق الغذاء في وجود الاكسوجين وانتاج الطاقة اللازمة لنشاط الجسم
....
وكل خلية من المائة تريليون
خلية بها رادار للتواصل وترجمة التعليمات
....
فعندما يفكر الانسان تقوم ملايين الخلايا في مخه بترجمة تفكيره ترجمة فورية
كي يبدي رأيه
....
وعندما يريد الانسان ان يسترخي وينام تجد ملايين التفاعلات الكيميائية داخل خلايا المخ والجسم تتم بهدوء
كي ننام !
....
وعندما تريد ان تأكل تقوم ملايين الخلايا بعملية البلع
والهضم وامتصاص المفيد والمطلوب من الطعام
....
وحتي الانسان في منامه يحلم
وملايين الخلايا في مخه وجسمه بتكوين دار سينما لعرض مايحلم به ويعيش مع احلام سعيدة او مزعجة
....
وقد عجز العلم بجبروته ان يصور ما يعرض علي شاشة حلمنا ونحن نغط في سبات عميق
....
وقد حدث فقط ان الله سبحانه
وهب البعض تفسير الاحلام كما
وهب النبي يوسف
(ويعلمك من تأويل الاحاديث )
٦ يوسف
تأويل الاحاديث ...يعني تفسير
ما يراه الناس في احلامهم ويصير واقعا بعد ذلك
....
داخل كل خلية من خلايا جسمنا شريط متعرج يشبه
الشريط الذي يعلقه التلاميذ في فصل مدرستهم للزينة
...
هذا الشريط اسمه (دي ان اي)d n a
...
به رسالة كاملة جاءتنا من الاب
ادم والام حواء
....
هذه الرسالة عدد حروفها ٣ مليار و ٢٠٠ الف حرف
....هل تتخيل
(ءأنتم تخلقونه ام نحن الخالقون ) ٥٩ الواقعة
....
تسعين في المائة من هذا الشريط مسئولة عن صيانة وتكوين الخلية وترميمها والحفاظ عليها من أي خطر
خارجي
....
والعشرة في المائة من هذا الشريط مسئولة عن توارث
الصفات مثل الطول والقصر
ولون البشرة والعينين وطريقة النطق والعصبية والهدوء والحماقة والرزانة وكل جميع
الصفات
.....
يحدث ذلك طالما كنت مستأجرا جسمك وقد يحدث ان تموت فجأة في اي عمر ويتهدم البيت معك
...
وقد تضعف الخلايا ويتصدع جدران منزلك لطول بقائك في الدنيا
( ومن نعمره ننكسه في الخلق ) ٦٨ يس
....
وهكذا ينهدم البيت ويتلاشي
ولا احد يستأجره بعدك حتي يبني من جديد وتقوم به اقامة
دائمة بعد الوقوف امام الله
....
وتدوم ....اما الي الجنة
...واما الي النار






































