منذ خمسين عاما بالتمام والكمال وفي ٢١ فبراير ١٩٧٥
....كنت ملازم اول طبيب احتياط باللواء ١١ مهندسين دفاع جوي ....ومقر الكتيبة ٥٨ متمركز في منطقة المحسمة بطريق الاسماعيلية الزراعي وقتها
......
وكنا قبل التمركز قد عبرنا قناة السويس علي الكباري التي اقامها سلاح المهنسين للاشتراك في ملحمة العبور يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ ودحر عدونا في ١٠ رمضان
...
حدث ان العقيد مهندس قائد الكتيبة تم استدعاؤه ومعه رئيس عمليات الكتيبة الرائد مهندس محمد البدري الي مقر قيادة الدفاع الجوي
...
وتبعا لاقدمية الضباط المتواجدين فيما عدا الموجودين في اجازات او تكليفات اخري فجاة تم تكليفي رئيسا للعمليات بالانابة
....وكانت اول مرة لي بجانب قيادتي للفريق الطبي ودعوت الله ان يساعدني
....
والعمل بطبيعة الحال يسير طبقا لتقاليد ثابتة في القوات المسلحة
...
وحسب المثل القائل (قليل البخت عضه الكلب في المولد )
فوجئت بدخول سيارة التعيينات بقيادة زميل ضابط مهندس وسائقها والجنود المرافقين في ذعر وارتباك ويتلفتون حولهم وعلمت ان سيارتنا احتكت بشاحنة كبيرة مدنية قلبتها بالجرار من اعلي الطريق الزراعي الي الارض الزراعية
....
وبينما كنت افكر في المصيبة اخبروني بحشود من الاهالي ما يقرب من خمسين رجلا امام مقر الكتيبة يريدون مقابلة القائد وطبعا حرس الكتيبة كانت ايديهم علي الزناد تخوفا من محاولة اقتحام بوابة الكتيبة
....وخرجت اليهم وعلا صوتهم نريد القائد ....وحاولت تهدئتهم وقلت ربما سائقكم هو المخطئ فاقترب مني زعيمهم قائلا فلنفترض انه المخطئ ولمحت الدموع في عينيه واسترسل أبْلغ القائد يساعدنا فقد اشتريتها ومازلت اسدد اقساطها
...
وانصرفت وقلت لزميلي ضابط مهندس قائد الحملة خذ بلدوزر ومعك فريق لرفع سيارتهم ....ولكنه ابدي اعتراضه فقلت له انا رئيس العلمليات ومتحمل تبعات اوامري
...
وهمس البعض لي بانها مخاطرة وسيقال انك اجرت البلدوزر وقبضت الثمن وسوف تحاكم والبعض كان موافقا لقراري
.....
وتمت عملية الانقاذ وشكرت زميلي والجنود
وبعد ساعات طويلة عاد قائد الكتيبة ومعه رئيس العمليات وبالطبع وصلته كل الاخبار
...
واستدعاني القائد في مكتبه واديت له التحية وبنظرة حادة ...سألني كيف هذا ؟
وانت في وحدة عسكرية !
....
ولمحت انخفاضا في نظرته الحادة
وقال انا اعرفك تماما واعرف حب الشعب لنا بعد معركة العبور وهو ما يشفع لك عندما يستدعيني قائد اللواء بخصوص هذا الامر
.....
هذا جيشنا بعد العبور لتحرير سيناء
وهذا جيشنا الذي جعل طرانش يعمل الف حساب لمصر وهو محشود في سيناء