لم اتصور هذا الامتنان الجم
وانا اجدني محمولا فوق الاعناق
ويسبقني طابور طويل من الرجال
بينما يسير اضعاف هذا الطابور
خلفي
....
ويرجني النعش رجا خفيفا لطيفا
ولم اتخيل هذا الازدحام في
انتظاري علي مشارف المقابر
من الموتي
انها لحظة رائعة ان اجدني بينهم
....
ونفسي قد خلعت امانيها
واحلامها
فلا شيئ ابحث عنه
ولا شيئ اندم عليه
فروحي خلعتني
وجسدي ينتظر الدود
....
فجأة تقلبت في فراشي
بين قصاصات ورق
تحكي
....
لما صعدت روح سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم الي الرفيق الاعلي
في١٢ ربيع الاول في العام الحادي عشر من الهجرة
٦٣٢ ميلادية
وكان جسده الشريف في بيته
ولم يدفن بعد
اسرع الانصار الي سقيفة بني
ساعدة ليختاروا زعيمهم سعد بن عبادة حاكما علي المدينة !!
....
تسرب الخبر الي ابي بكر
فأسرع الي مؤتمر السقيفة ومعه عمر وابو عبيدة بن الجراح
وقرأ ابو بكر العيون جيدا
وصمتت الافواه
وقال ابو بكر اختاروا عمر
او ابو عبيدة
....
لكن عمر بصوته الجهوري
قال
لن تطول رقابنا وانت بيننا
يا ابا بكر
ومد يده لأبي بكر يبايعه
وتبعه اهل السقيفة
....
وانصرفوا ليتم دفن الحبيب
محمد صلي الله عليه وسلم
وعند عودتهم
قالت فاطمة بنت محمد
مخاطبة زوجها علي
أهان عليكم ان تهيلوا
التراب علي جسد رسول
الله ؟!
اجهش علي باكيا وكل الصحابة
ببكاء كادت جبال مكة ان تسمعه
.....
بمجرد رحيل المصطفي
اشتهت النفوس للحكم !!
....
النبي محمد لم يوص بمن يخلفه
لكنه ترك لنا القراَن الكريم
الذي ناداه
(وشارهم في الأمر ) ١٥٩ ال عمران
وعلم المؤمنين
(وأمرهم شوري بينهم ) ٣٨ الشوري
وحذرنا القراَن الكريم من الاختلاف والافتراق والفوضي بعد رحيل المصطفي
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم ) ١٤٤ ال عمران
....
ويعلمنا القراَن الكريم فن القيادة
(يا أيها الذين اَمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) ٥٩ النساء
طاعة الله نعرفها فهو الخالق الاوحد
وطاعة الرسول معروفة فيما اوصاه الله به لنا ولسنته
اما طاعة ولي الأمر اقتصر فكرنا علي الحاكم فقط !
....
فكلمة ولي الأمر تعني من تولي أمرا من المسلمين هو ادري به واعلم به لمصلحة الناس
....فمثلا رجل المرور ولي أمر
والفلاح ولي امر في حقله والطبيب في المستشفي ...والمهندس في تخصصه ....والمدرس والمحامي ...والقاضي ... ورئيس العمل...والوزير ....وبالطبع الحاكم في مصلحة البلاد والعباد
...
ونتساءل هل سلم الطريق المسقيم من الاعوجاج حتي يومنا هذا ؟!
تاريخنا يحكي كم المهازل والتسلط باسم الخلافة والتنافس علي السلطة باسم الدين ..
...
معاوية انشق عن علي في خلافته وأسس لدولة الامويين بالوراثة ...ثم جاءت الخلافة العباسية وقتلت الامو يين ثم ...ثم ...ثم ...اخيرا الخلافة العثمانية التي سلمت الدول العربية والاسلامية للغرب
....
وتجد فرقا كثيرة وجماعات تدعي كل طائفة انها اعلم بأمور الدين عن الاخري وتجد كما هائلا من الشتائم بينهم
....
ونحن حاليا نخجل ان نقول نحن وسط هذا التحيز العنصري الديني البغيض من الغرب وامريكا بلا مواربة
.....
نسأل مولانا ان يجبر بخاطر المسلمين الذين يعبدونه بحق بلا وسيط ....اللهم امين






































