ما زلت اتذكر
عبوري قناة السويس علي كوبري عائم علي مياهها
عندما كنت ضابطا بالجيش مع رفاقي الضباط المهندسين باتجاه مدينة القنطرة شرق
اثناء حرب اكتوبر ١٩٧٣
.....
مازلت احتفظ ببدلتي وعليها
الرتب العسكرية
...
ما زلت احتفظ بصندوق
ذخيرة للعدو ومدون عليه بالعبري محتوياته اخذته وانا فوق خط برليف
...
ما زلت....اتذكر
الفرقة الرابعة المدرعة التي بجوار وحدتي كانت تغادر في جنح الظلام من بداية اكتوبر ثم نفاجأ بها عائدة في الصباح مرة اخري وفي صباح ٦ اكتوبر لم نعثر لها علي اثر فقد
تحركت للعبور لاقتحام خط بارليف
....
ما زلت اتذكر عندما اعلن الجيش الطوارئ في نهاية شهر سبتمبر قال السادات ....قولته الشهيرة
(مازال الطريق امامنا طويل وشاااااااق)
احسسنا بالاحباط بينما هو حدد ساعة الصفر !!
...
ما زلت
اتذكر تكليف القائد لي باحضار ادوية من المستودعات بالعباسية صباح ٦ اكتوبر وكان
كل شيئ هادئ تماما لا يدل علي الحرب
....
لما عدت في الواحدة ظهرا اذاع الراديو ان قوة كواندوز
للعدو نجحت في تفكيك رادار
مصري في العين السخنة
وعادت به ....فاحسسنا بالانكسار
....
بعدها بساعة سمعنا هدير المدفعية من بورسعيد الي
السويس وطائراتنا تدك قوات العدو داخل سيناء
...
امرنا القائد لحظتها بالتحرك نحو القناة وصيحات الله اكبر
تملأ الاذان والقلوب
.....
ما زلت اتذكر
استقبالنا للجرحي لترحيلهم داخل مستشفيات مصر وبعض الجنود فقد ذراعه وهو يهتف الله اكبر والدماء تنساب علي ملابسه!!
...
ما زلت احكي
لاولادي واحفادي
وتخنقني الدموع !!!






































