في محنتا الأخيرة والتي انفرجت كثيرا رغم أن القادم ليس بسهل ويارب يكون خير
انفرجت بتنحي الرئيس أو إقصاءه ولكنه فالنهاية لم يخرج بالشكل المهين كما يتصور البعض
فعندما تخرج الملايين وخلفهم في البيوت الملايين ليقولوا له ارحل فهم لم يخطئوا ولم يهينوه بل هو حقهم المشروع والذي استجاب له بعد 18 يوما من العناد أو اجبر عليه و الذي راح ضحيته المئات وأصيب بسببه الآلاف وخسر من خسر. والحديث لا يتسع الآن للخوض في هذا. المهم انه رحل بإرادته أو مرغما وكل ما قيل في حقه من سخريه وتجريح من البعض لن أقول انه اقل القليل مقارنه بما فعله على الأقل في أيامه الأخيرة ولن أقول انه وارد مع طول العناد بل سأكتفي بأن أقول بأنه كانت هناك إشكاليه كبيره طوال تلك الفترة حقيقة مع كثير من المصريين وللان حتى. ألا وهى نظريه الأب الرئيس فرغم شبه الإجماع من غالبيه المصريين ماعدا المنتفعين من النظام رغم الإجماع على الرغبة في التغيير والإحساس بالظلم وضياع الحقوق والأمل في أي خير من هذا النظام
ألا انه ورغم كل هذا كان الكثيرون متعاطفون مع الرئيس كشخص ويحاولون دائما أن يقنعونا انه اللي حواليه هما السبب وانه ميعرفش حاجه يعيني( مع أن هذا اعترافا منا بأنه لا يستحق أن يكون رئيس طالما انه لا علم له بما يجرى حوله ولا سيطرة له على من حوله) وحرام علينا إننا نبهدله بعد السن ده وميصحش كده والراجل خدم في القوات المسلحة وانه صاحب الضربة الجوية وما إلى ذلك وأنا لست بمحاول الآن تفنيد كل هذا التعاطف باللجوء للجانب المضاد بالتذكير بجرائمه على مدار حكمه ولا بيعه للبلد ولا حتى جرائمه في أيامه الأخيرة
لا سأكلمكم بمنطق مختلف تماما
في كره القدم واى رياضه أخرى عندما يخفق مدرب ولو إخفاقا مفاجئا ولكنه صادما للجماهير تقيله إدارة الفريق أو النادي ومهما كان شرطه الجزائي وبحسب الخسارة
مع تقديم كل الشكر له ولا يمكن لأداره النادي هنا أن تمنع عنه شتائم بعض الجماهير
هل هذا انتقاص من المدرب
لا
هل يحق لأي شخص أو جهة أن تعتبر إدارة الفريق ظالمه وعيب عليها كده يحترموا سنه(إن كان كبير) ويسيبوه يكمل موسمه ويخلص على الفريق!!
ومهما كان تاريخه وانجازاته السابقة مع النادي بل والاهم تاريخه السابق كلاعب
نحن ككرويين على الأقل نتفهم هذا تماما فمصلحه الفريق قبل أي اعتبار والمدرب أدى ما عليه ولكنه لم ملبيا لطموحات الفريق
هذه العبارة تلخص الموقف تماما
لم يعد ملبيا لطموحات وليس حتى حقوق أو واجبات
فهل تتصورن يا أيها المتعاطفون مع شخص مبارك انه كان سيكون ملبيا لطموحات مصر بعد أن لم تصبح لمصر في عهده أي دور ولا للمصريين حتى أي كرامه أو حق
ولكي لا اخرج عن الفكرة التي ارجوا أن تكون وصلت فبنفس المنطق الذي نتفهم فيه أن مصلحه فريق أهم من أي مدرب بانجازاته وبطولاته يمكن أن نتفهم أن مصلحه وطن أهم كثيرا من كرامه شخص حتى لو كان الرئيس
ويمكن أن نفهم انه لا يمكن تقبل حتى انتظار 6 شهور وفقط لأجل كرامته ولأجل انجازاته قبل أن يصبح رئيس
فكما نفصل بين تاريخ لاعب كلاعب وتاريخه كمدرب يمكننا بسهوله أن نفصل بين انجازات مبارك كقائد للطيران عن انجازاته كرئيس فلا يمكن أبدا تجاهل الانحطاط في كل شيء الذي وصلت له مصر والمصريين في عهده وخاصة سنواته الأخيرة والتي سلم فيها الزمام لنجله والذي أوصلنا إلى حافة الهاوية والانفجار ولولا قدر الله استمر لكنا متنا جميعا أو صرنا موتى أحياء وصارت مصر مقبرة لأهلها وليس كما كانت للغزاة
كل الخسائر التي حدثت هي لاشيء مقارنه بما كان يمكن أن يحدث لو استمر الحال على ما هو عليه
ولمن لا يفهمون أو قد يسحرون من منطق الكرة التي ليس وقتها الآن . فقط استعرت التشبيه!
اذكرهم بنيلسون مانديلا المناضل العالمي وليس فقط الجنوب أفريقي الذي قضى سبع وثلاثين عامه في السجن من اجل وطنه عندما أصبح رئيسا للجمهورية اكتفى بفترة واحده بل ربما لم يكملها فاحتفظ بمكانته في القلوب ولم يستغل معاناته لا أقول انجازاته في الاستمرار على جثه الوطن مثل غيره!
ولكي لا أطيل أكثر ففي الحقيقة يبدو المقال غير مواكبا للأحداث أو متأخرا فعلا لأني كتبته منذ أيام فقط الظروف أخرتني
فيا رب لا تضيع دم الشهداء واجعل لنا غد افضل واحم مصرنا من المتربصين وسارقى الأحلام والملتفين والمتلونين واصحاب المصالح
أمين.