جلست على كرسيها، خدها على كفها يثقله، تنظر إلى أبنائها الذين انحطوا في الأرض بلا عافية، إذ استنفذهم عراك الأمس.
هبت رياح تحمل غبار الشارع، البيت أسفل البناية، كل هبة ريح تلقي بداخله ما لا يُرضي نفسًا تائقة للآدمية، والعركة كسرت الشباك، والستر غاب.
قامت من على الكرسي، تمر بينهم، ليس فيهم من ترى فيه أمل الكسب وإصلاح ما انكسر، الكل فقير حقير معدوم العافية، والكل عنيد يرفض إصلاح ما يتهم أخاه بإفساده
اكتمل المشهد بكلبٍ يختار الشباك ليرفع رِجله عنده ويبول، فتناثر بوله على الإخوة الأعداء..
تتقزز الأم قليلة الحيلة، لكن يراودها رجاء أن يفيقهم بول الكلب لضرورة إصلاح البيت