لم أصدق للحظة أن الفراغ الذي تركتِه سيمتد إلى هذا الحد، أن الصمت سيكبر ليُحيط بي من كل جانب. يا صديقة الروح، كل زاوية في حياتي تصرخ باسمكِ، وكل ذكرى تبعث فيّ ألف تنهيدة. أبحث عنكِ في الأحاديث التي جمعتنا، في ضحكاتنا القديمة، وحتى في صدى كلماتي التي تاهت بعدكِ.
أفتقد صوتكِ... يا إلهي، كم أفتقد صوتكِ! ذلك الذي كان يملأ حياتي . كان مثل شمس تشرق على أيامي، يبدد الظلال ويمنحني القوة. الآن، كل ما أسمعه هو صمت موجع، صمت يصرخ بمرارة غيابكِ.
لا أصدق أنكِ لن تعودي. كيف للحياة أن تستمر هكذا؟ كيف لي أن أعتاد على عالم خالٍ من نوركِ؟ كل يوم يمر يؤكد لي هذه الحقيقة المرة، وكل ليلة أغمض فيها عينيَّ على أمل أن أسمع صوتكِ يوقظني، فأستيقظ على كابوس الفراق.
أعلم أنكِ في مكان أفضل، لكن الألم لا يزال يسكنني. سأظل أحمل ذكراكِ وصوتكِ في قلبي، كنزًا لا يُفنى. وداعًا يا صديقتي، حتى نلتقي مرة أخرى حيث لا فراق ولا وداع.





































