آخر الموثقات

  • تاج من النجاة
  • بردة جمال
  • كفانا ببغاوات
  • مـفهـوم الكيميــاء عنـد الصوفيـة
  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  • ما أنا إلا جزء من الكون يسبح
  • مقايضة لا مرئية - قصة قصيرة 
  • يا آسري
  • شخص من عالمي 
  • المخ ... هو المطبخ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسن غريب
  5. المشهد الجمالى و ذائقة السر الفنى فى مجموعة (( امرأة فى الظل )) القصصية

- بالرغم من ان القصة القصيرة كونها فناً مستحدثاُ على خريطة الفنون العالمية ، و فناً مازال وليداً بالقياس إلى الشعر العربي ، فإن القصة القصيرة لها مكانة على درجة عالية من الأهمية ، و ربما يكون سبب ذلك هو الارتباط بتراث عريض من الحكى ، جعل من العربية أحد أهم روافد فنون القص ، لاسيما إذا أخذنا فى الاعتبار ألف ليلة و ليلة ، و هو الأمر الذى يوحى بتواجد خاص للسر فى الذائقة العربية ذلك التواجد الذى سمح لهذا الشكل الغربي بالنمو السريع فى المشهد الأدبى السوري فى البداية ، و من ثم العربي ، و ربما ساعد الظرف السياسي و الاجتماعى فى وجود هذا النوع على وجه الخصوص ، و فى نموه على هذا النحو

 

- فالقصة القصيرة هى ذلك الفن الذي يزدهر عند اشتداد الأزمات ربما كان من الواجب قبل الشروع فى النظر إلى ما بين أيدينا من قصص للقاصة السورية " ريما الخانى " فى مجموعتها " امرأة فى الظل " أن ابدأ بمثل هذه التوطئة ، لاسيما إذا لاحظت العديد من السمات التى ربما يبدو أهمها اللجوء بالقصة إلى صياغة خطابات رمزية تعلى من قيم ما فوق الواقع ، و ما وراء الواقع ، ليصير فى الغيب رمزاً لأزمة الواقع الذى يعيشه الشخصيات

 

- و إذا كانت القصة فى سورية الشقيقة تنبع من هذا الواقع ، فإن اختلاف الهويات المحلية لأجزاء القاصة " ريما الخانى : فى مجموعتها القصصية " امرأة فى الظل " و التى ليس لها جهة محددة للإصدار و لا حتى عام النشر إلا أن ذلك لم يخلق فارقاً كبيراً بين الأصوات السردية فى قصصها ، تلك الأصوات التى توحدت على أزمة مجتمعية واحدة ، حاولت القاصة ريما الخانى مواجهتها بالنص القصصي ، كما حاولت التعبير عن أزمتها التى استحكمت و حتى و لو اختلفت الأشكال و الصور التعبيرية فى بعض نصوصها ، إلا أن آليات البناء السردى ستعيد لهذه النصوص من ناحيتها معبرة عن خطاب اجتماعى ، تعلو فيه السمات التعبيرية ، و إن نحت نحو التجريب

 

- ومن هنا يمكن لنا ، عبر اختيار مجموعة " امرأة فى الظل " للقاصة " ريما الخانى " أن نلج هذا النطاق الجغرافي لمفرداتها و استحكاماتها الفنية و نلاحظ بعضا من سمات الخطاب القصصي السوري المعاصر

 

أولا :: الفانتاستيكى فى مواجهة الواقع ::

 

- تبدو القصة القصيرة فى المشهد الراهن الفن الأكثر قدرة على اختزال العالم ، أو على الأقل اختزال خطاب القاصة و رؤيتها تجاه هذا العالم ، و لهذا فإن لوجود الخيال فيها دوراً على قدر عال من الأهمية على مستويات متعددة ، و هو الأمر الذى يفتح الباب لملاحظة ذلك الجنوح الفانتازى الواضح لدى ريما الخانى و التى تهتم بعالم الواقعية الممزوج أحيانا ببعض الخيال و لعل أبرزها المتوالية القصصية " امرأة فى الظل " للقاصية السورية ريما الخانى

 

- و هى تلك المجموعة القصية المتصلة المنفصلة من إحدى دور النشر السورية و التى يتوحد فيها صوت الراوى على مدار قصصها ، و يتوحد فيها الخطاب و الجو العام

 

- تحاول " ريما الخانى " فى قصصها ان تقيم علاقة جدلية مع وراء الواقع متى تبدو الطاقة الكاملة فى الأشياء هى المحرك الأساسي لوعى البطلة – الراوية – قصة " باب الخزانة " ص 6 السيدة التى تبدو خيالها مسوغاً للنفاذ إلى حقيقة الأشياء التى لا نعرفها سوى خيالها المحكم مع كونه ممتزج مع أسرار عاملتها

 

- ص7 : " فعلا كيف حصل ذلك و لم تشعر بالوقت ؟ كانت تحتال على الساعات و هى تختال عليها "

 

- و هو ما يبدو جليَّا ابتداء من الإهداء إلى من خلقنا وحضنا على تحصيل العلم ---- و إلى من علمتنى الحب فى الله – إلى من أحسنا تربيتى و إلى زوجى و اولادى – و إلى كل من علمنى حرفاً -- إلى إخوتى و كل من أحبنى فى الله --- أهدى هذه البضعة المتواضعة من نفسى

 

- و تستخدم " ريما الخانى " المشاهد الفانتاستيكيه ، لا بوصفها قاعدة فى التعامل مع علمها القصصى و لكن على اعتبار كونها نقاط تحول فارقة فى حياة أبطالها ، تلك النقاط التى عاينتها كل مرة واحدة فى حياتها فرأت ما لم يكن يرى من قبل ، و هموما يمكن أن نلمح مثالاُ له فى قصة " إصرار " ص 10 ، حيث أن هذه المرأة ذهبت إلى المعرض عدة مرات و اشتمت رائحة الورق على كتب تحبها – و قد رافقت المرأة سيدة عجوز فى ترتيب المكتبة لها و ترسل لها دائماً – و هى تراها أحلى المكتبات

 

- و بالصورة ذاتها نجد القاصة " ريما الخانى " قد اختارات أماكن قصصها بعناية لتكون قريبة من الطبيعة البكر ، حيث المكتبة ، المعرض ، المنزل ، الطرقات

 

- حيث الرؤية لم تغشها بعد غشاوات الحضارة ، لم تحجب – بعد – إمكانية الرؤية النافذة إلى العمق ، و حيث تبدو آثار دورة الزمن واضحة على فكرتها عن دورة الحياة لتبدو القيمة المحركة للأحداث هى قيمة الحب و قدرته على انتشال الإنسان من مصيره المحتوم ، مع تأكيد الساردة على وقوع هذه الأحداث بالفعل

 

- " تراءت لى عندها سيدة متقدمة فى السن تحمل كتبا كثيرة تتدحرج بإنهاك تبحث عن مركبة تقلها إلى منزلها

 

- عندها قال لى زوجى بنكته :

 

- هذه أنت عندما تشترى غداً لأولادك و أحفادك – أريد ذاك الكتاب أين اختفى ؟ " ص 11

 

- إنها بالفعل لعبة سردية تواترت فى العديد من نصوصها ، و هى اللعبة التى جمعت بين القيمة الروحامنتيكية فى التوحيد بالطبيعة ، و قوة الحب ، و بين القيمة الواقعية فى التأكيد التغريبي على وجود السارد داخل النص لكنها فى مزجها هذا وطئت ذلك العالم المسكوت عنه ، أو المتحدث عنه همساً فى الثقافة : " رتبت مكتبتى و أنا اعتقد اننى تناسيت ، و رتب تلك الجوار و إنا أظن اننى تجاهلت "

 

- إن القاصة ريما الخانى لم تخلق عالماً عجيباً فى حد ذاته بقدر ما تكمل الرؤية من جوانبها كافة و هو ما يمكن أن نعده تأثراً بالاقتراب من الطبيعة ، و هو الأمر الذى يمكن أن نلمح له مثالا مرة فى التراث القصصي العربي الذى يبدو تأثيره واضحاً ها هنا – مرة أخرى فى العديد من النصوص القصصية الأخرى

 

- و على جانب آخر من هذا الاستخدام ، يبدو العالم ما وراء الطبيعة وجوده الواضح و لكن هذه المرة بالصورة التى تجعل من هذا العالم نواة للواقع المعاش ، و ذلك حين تتناص القاصة مع نفسها ، لتخلق من عوالم شخصيات قصصها السابقة عالماً واحداً يجمعها ، و يحمل فى طياته سمات الخطاب و الأسلوب الذى تتكئ عليه القاصة

 

- وتبقى الفكرة و الأسلوب الفنى السردى الجميل رغم أنها مجموعتها القصصية الأولى – إلا إنها " ريما الخانى " تركت أولى خطواتها فى عالم القصة القصيرة و التى حتما ستثبت وجودها بين كاتباتنا العرب ص برائحتها و نكهتها التى ستميزها بسمات تميزها عن غيرها.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

793 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع