منذ صغري ونعومة أظفاري عودتني أسرتي أن أساعد كل إنسان أياً كان وبالذات لو كانت حالته حرجه ، أمد له يد العون سواء مادياً بقدر استطاعتي أو أدعمه بنشر شكواه ودعوة الناس لتقديم العون له ولأسرته وخاصة إذا كانت الحالةاستنائية وحرجة وفي أشد الحاجة لدعمه ومساعدته ، ولقد وفقت في العثور عن أناس يقدمون المساعدات خالصه لوجه الله من قبل وبتوفيق من الله أن أعثر وأجد ناس تتقي الله وتخشاه وتعمل لوجهه وليوم تسألن فيه عن النعيم فيم أنفقته .
ومن الجانب الآخر يوجد صنف من البشر الذين يمنعون الماعون ولا يحاضون على طعام المسكين ،هؤلاء أدنى ما تصفهم بالخسة والدناءة والوقاحة وقلة
الأدب ، فعندما أنشر نداءات الاستغاثة لأسرة ألم بها وأصابها الفقر المدقع وآل عليهم الزمن وأنتقم منهم انتقاماً شديداً من ابتلاءات لا حصر لها ، فأنشد وأتوسم الخير والمعونة في بعض المقتدرين الذين يملكون مالاً كثيراً ، وإمكانيات هائلة ، ومخيلتي تأخذني عندما أرسل لهم رسالة عبر الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا أنقل الحالة برمتها فيديو ونداءات بصرخات موجعة ، وقد لاحظت أنهم يقرؤون ويشاهدون الحالة أرسلتها لهم لكن أصابتني الخيبة وذهلت من دهشة ما لاحظت أولا:أنهم بعد الاطلاع والمشاهدة لا يعلقون بل يقومون بحظر على صفحتي ، رغم هالات أعلامية مثلت الكذب والنفاق بزعم أنهم يساعدون ويدعمون الفقراء والمساكين والفاقة التي يمرون بها ، بل أنهم لحاجة في نفس يعقوب ودعاية لهم ليست لوجه الله إنما ليقال عنهم أنهم أصحاب خير ومساعدة للناس وهم في الأصل أقذر وأوسخ وأندل عباد الله .
ثانياً: الفئة الثانية مما يطلقون عليهم بسر وهم لا يصلون لئن يتصفوا بالخنازير وعديمي الدين وانتزعت من قلوبهم الرحمة والعطف ، يدخل معك عبر الخاص ويقول لك أرسل لي رقم محفظة اليكترونية لأرسل مبلغ أساهم به الحالة ، وعندما ترسل تنتظر يوم ويومان وثلاث ويطول الانتظار دون جدوى ، وهناك الأقذر منهم الذي يدخل عبر الخاص ويرسل مناظر إباحية ، أو مناظر عاطفية وقلوب وورود كي يدخلك في سكة ودرب بعيد عن هدفك الذي دخلت من أجل أن تنال الثواب من الله تجد نفسك اقترفت ذنوباً ثقال ، وهناك من يطلب رقم هاتفك لتجده بتصل دون أن تطلب منه وعندما توبخه بأن الهاتف ليس لأي شئ سوى للحالات الإنسانية الحرجة تسمع منه سيل من السباب والألفاظ البذيئة لأنني لم أجاريه في الحوار وارتكب من وراء حواري آثاماً جسام .
سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يقول:" من سار في جبر الخواطر ، أدركه الله في جوف المخاطر". ويقول أيضاً:" إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ".
وهناك طائفة لا تقل عن البهائم في شئ بمجرد ما تدخل على الخاص :" هي الحالة دي ساكنة فين "، وعندما أوضح له أنها في مصر بمحافظة كذا ومدينة كذا ، أجده سكت وكأن على رأسه الطير ، على اعتبار أساعد وأدعم ابن محافظتي وبني جلدي فحسب ، وهذا إما أنه جاهل جهول ولا يدرك عن دينه شئ أو حشري ويسوق الهبل على العبط وعنده حب استطلاع وفصول ليس أكثر ، ونسوا الجهلاء قول سيد الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ، المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ، والصدقة تمحو غضب الرب .
ولا أملك في نهاية مقالي سوى أن أردد :" حسبنا الله ونعم الوكيل وفوضت أمري إلى الله ، في كل من يقرأ أو يشاهد صرخات وأناة الفقراء والمحتاجين ولم يحرك فيه ساكناً ولم يحرك فيه العاطفة والرحمة تجاه مساعدتهم ولا سيما من يملكون القدرة ولديهم ما يمكن أن يقدموه ، اللهم أدر عليهم الدائرة وأجعلهم يذوقون ويشعرون بما يعانيه الغلابة والمحتاجين والفقراء ، اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً كيوم عادٍ وثمود ، أجعلهم كل ما فيهم من ترف ونعم تُقلب بقدرته وعزته وعظمته وحكمته لفاقة وحاجة واحتياج ليكونوا عظة وعبرة لمن يعتبر ويخشى فى الله لومة لائم .
وعلى الله قصد السبيل .