آخر الموثقات

  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  •  ثقافة الاعتذار بين الأزواج… حين يطيب الحب بكلمة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسن غريب
  5. رؤيـــة جديـــدة لـــلأدب الإســــلامي عند المخرج الأديب الراحل ( أسعــــــــد الكاشـــــــف )

 

ما أكثر ما حمل هذا الزمان ، من أحداث ، و أفكار ، و ممارسات ، كلها ألم وقتام ، و لكن جذوة الإيمان المتوقدة لم تخبُ و لن تنطفئ " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متمُّ نوره و لو كره الكافرون " 

ففى الوقت الذى تحول قسط وافر من الأدب و الأدباء العرب إلى مواكبة تيارات غربية ، حمل نخبة من الأدباء المسلمين ، مشعل الإسلام الوهاج ، يبرزون الرؤية الإسلامية فيما يكتبون ، لمواجهة متغيرات العصر ، و حاجاته الجديدة ، و التعامل معها بمنهج إسلامى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، فالعقيدة الإسلامية السمحاء هى المحصن الأول للأديب قديماً ، و الخلفية الثقافية للأدب حديثاً ، فانتقلت هذه الأسس إلى التجربة الشعورية عند الأديب الملتزم بإسلامه فكراً ، و سلوكاً و منهجاً

و دخلت إلى نسيج عمله ، لتشكل النسيج الذى يروى زهرات إبداعه ، تعطِّر إنتاجه الأدبي ، و تصبغه بألوان زاهية  

ما أحوج المسلمين اليوم إلى الأدب السامى و الإنسان المسلم يشعر بضغوط المعارك القاسية فى ساحات نفسه ، و على ثرى أرضه ، و فى أُفق عالمه ، إنه فيِ مسيس الحاجة إلى سماع كلمة حنان فى دنيا تسيطر عليها المادية و القهر ، إنه ألح الحاجة إلى من يعزف له لحناً ندياً فى الساعات التى تجثم فيها على صدره كآبة ، و على نفسه ركام الذكريات  

فمن أحرى من الأديب المسلم أن يقدم كلمة الحنان ، و أن يعزف اللحن الندى ، و أن يزيل من الصدر الكآبة و ينفض عن النفوس ما علا عليها من ركام حزين، فيقدم قصائد و قصص و مسرحيات عن القيم التى تجمعهم ، و الأهداف العليا التى تشدهم و المطامح الكبري التى يرنون إليها ، ومن أحرى من الأديب المسلم ، أن يصوغ تجارب الإنسان المسلم ، صوراً فنية ، و مقطوعات يعطيها بعد الأصالة و يعمق فى النفوس معانيها ، و يمدُّ مساحاتها ، و يناغم أضوائها و ظلالها ، ليفجر فى قلوب المسلمين الإيمان القوي الذى يقضي على الفزع الآتي و يبدد خيوط اليأس و الأسي التى بدأت تنسج من أحداث العصر ظلالاً على رؤاه ليكون كل مسلم مؤمن يتحرك بتناغم و انسجام مع المبادئ الإسلامية السامية  

الأدب الإسلامي 

أدب هادف بناء مغذِِّ للعواطف الإسلامية يرقي بالإنسان أياّ كان هذا الإنسان ، يدعو إلى الاعتزاز بالإسلام منهجاً كاملاً ، و نظاماً شاملاً من خلال تناوله السوي لمعطيات الحياة ، فهو نتاج يعتز بلغة القرآن و يحاول أن يتمثل شيئاً من خصائص صياغته كما يترسم سمات الأسلوب النبوى الكريم هو أدب يصد عن الفكر الإسلامي و عن اللغة العربية أعنى التيارات ، تلك التى تتهد الأمة الإسلامية فى أخلاقها ، فى آدابها ، فى لسانها العربي 

أسعد الكاشف و رؤيته الجديدة : 

إن ما كتبه الأستاذ أسعد الكاشف ، كان لقاء بين الأديب و الحياة ، من خلال التصور الإسلامي ، بأسلوب لُحْمتُهُ و سُداهُ العاطفة الدينية ، و تتجلي فى أسلوبه المعانى القرآنية ، و الآيات المحكمات فى السياق الأدبي ، لتعطي المعنى و الدليل ، و قد حاول تجاوز الأهداف الدنيا إلى المعانى العليا ، حتى أنه يحاول التسامي ، متطلعاً إلى الحق و الخير و الجمال ، إنه أديب التزم فى رؤيته خصائص أمته الإسلامية ، و يتجلي هذا الالتزام فى تصوره الإسلامي للحياة ،، ينفعل بهذا التصور فى إطار من قيم الإسلام و مبادئه ، و بصياغة معبرة و موحية ، فيقول فى رائعته ( لا تخف أبداً حيث أننا فى رحاب الله نمشي ) 

أنا من أنا ؟ 

أسير هذا العصر  

أسير على هذا الدرب الطويل 

المظلــــــم 

و أمسَّ أشواك الحياة بلمسة 

و أغوص ألوان العذاب بعزَّة 

لكننى يوماً ما شكوت راجيا 

 ما رجوت سائلاً ما سألت زائلاً 

بل شكوت للإله الأوّل 

بل رجوت عفو العزيز القادر 

بل سألت كرم الكبير المنعم 

الله علمنى الحقيقة قائلاً سبحانه  

{واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح } 

حقا إنه نتاج أدبى هادف ، حدد الفكرة ، وضح الهدف ، بكلمات موحية ، و أسلوب أدبى ، يشرح واقعاً ، يؤكد هذا الواقع بآية بينة من التنزيل العزيز ، حيث لا يترك مجالاً للسامع أو القارئ للحيرة ، أو اختلاط المعنى ، أو حتى أن يسرح الخيال بعيداً ، لأنه دفع بسلاسة و سهولة ، الحقيقة التى إليها يرنو ، و الهدف الذى إليه يسعى ، بآية كريمة لا يأيتها الباطل من بين يديها و لا من خلفها  

و بينما يكون القارئ مستغرقاً فى هذا الخيال الإلهي الرحيب ، و قد أشبع فكرة بالحل الذى يريد ، نراه ينتقل إلى نقلة أخرى ، لراحة القارئ فيقول : 

" صدق الإله العظيم حيث قال حيث ُ 

أرشدنى للجمال 

جمال صدقِ 

جمال حق  

جمال قول فى الجمال 

و كأنه قدم بتلك العبارات ليلج إلى داخل نفسه فماذا رأى عندما عاد إلى ماضيه : 

" عدت بماضي البعيد لأنظر  

سيئات الدرب كم باتت تُؤَرّق فكرتى  

فأرى فى الطريق السهل صعباً و أرى 

كل ذنب يحرك مهجتى 

أبكى دموعاً نادماً جائعاً لروح 

لقلــــب

ضحوك مخلص  

ثم لا يلبث أن ينسل بعذوبة و رشاقة ، و بالتزام إسلامي إلى واقع الحياة إلى المجتمع وما فيه إلى كل ما ألاقيه و تلاقيه و نلاقيه فى المجتمع و الحياة يتناوله بالتصور الإسلامي الأصيل ، ليرسم الدرب السارب ، و الطريق الممهد ، و لكنه يسترسل بإسهاب محبب أحياناً و إسهاب ممل أخر عندما يُكبر من ذكر الأسي و القتام. و لكنه مع ذلك ، يتخير الكلمات المصورة التى تعطي المعنى ، و تلائم عناصر هذا التصوير ، نرى من خلالها الواقع المنظور ، الذى استطاع أن يعبر عنه الأديب بوضوح يشعر القارئ بمشاركته فيما يري ، و لكن بنفاذ عاطفي يسبر إلى أغوار النفس فنراه يقول : 

" فلا أرى غير النفاق مبتسم المحيا 

الكاذبة 

غير أشواك الطريق  

غير أجزاء الحريق  

تظلم النفس أحياناً فلا تحس فى الحياة 

قيــــــمة 

حتى فى العقيق 

تعتم العين أوقاتاً 

فلا ترى حتى من النجم البريق 

تطفئ الدنيا المروءة 

من حياة قد غدت فمّ ضبِ فى الطريق 

و فى رشاقة ينتقل المؤلف من موضوع إلى موضوع ، حتى يصل إلى عتاب الزمان ، ينفعل لكن بعتاب يلتمع فيه أسى النفس ، فيصيح الزمان من العتاب فيقول : 

ضجّت الأيام من هول الصدى . 

كفرُ .. و إلحاد ... و فساد يتبختر . 

هذا غرنى .. و هذا سرَ فىّ .. هذا داع من...

نفاق يتعفر 

هذا وردىّ المحيا ... إنه بوق رياء يتستر ..و يبلغ مدى الصبر عند الأديب غايته ، عندما يرى أن الفضيلة أصبحت ألعوبة و سخرية ، فيُسدل الستار عليها بشتى الوسائل ، حتى تحيا الرذائل و الموبقات ، و تذوى العقول النضرة كمداً وحنقاً ، هنا يتوجع الأديب فى أسى ، بأسلوب استنكارى بليغ أعطى فيه للتصوير حيوية تحرك العاطفة ، و تأخذ بمجامع القلوب فيقول : 

حسرة يا رجالى .. أين أنتم 

ضمكم بار و مقهى و تركتم .. 

عيش عزّ فى الصلاة 

و هجرتم .. عيش مجد فى الصيام 

ودرأتم عيش عطف فى الزكاة 

و لكنه لم ييأس ، بل ينتفض مهدداً متوعداً ، ليس تهديد شاعرِ بالهجاء ، و لا تهديد كاتب بالتهكم ، و لا تهديد أديب بالرمز ، و لكنه تهديد من القوى الجبار ، فيقول : 

أما سمعتم يا رجالى .. 

دقَّ ناقوس النذر 

بسم الله الرحمن الرحيم { و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } 

و لكن الأديب ذو الحس المرهف ، و المشاعر الإنسانية ، يحدب على البشرية ، و يخشي عليها العذاب ، فيدعوهم برفق إلى سلوك الجادة .. سلوك الصراط المستقيم فيقول : 

عودوا إلى الله القوى 

عودوا إلى الله الكبيــر 

عودوا إلى الله العظيم 

ليس مالي .. ليس مالك .. ليس ملكك 

يوم لا ينفع مال و لا بنون 

إلا من أتى الله بقلب سليم 

و يستمر الأديب فى هذا الحدب ، و تلك الرأفة ، على الإنسانية فيبين ُ بأسلوب أدبى متميز ، مفعم بالروح الإيمانية ، كم هى رحمة الله واسعة ، من محكم آيات الكتاب العزيز ، فيقول : 

فتأكد رحمة الله الحليم حيث قال: 

بسم الله الرحمن الرحيم 

فمن تاب من بعد ظلمه و أصلح ، فإن الله يتوب عليه 

ثم يختتم الأستاذ الكاشف رائعته و عبارات تريح السامع أو القارئ و تبعث فى نفسه اطمئناناً شبقاً محبباً ، عندما يقول 

فى بقاع الأرض فامرح و تنقل 

ليس جرم .... فى هواك 

فى مناحى الدنيا فاسرح و تلطف 

ليس ذنب..... حيث ذاك 

طالما أنت .. بالإسلام تمشي 

فلتعش.. كيف شئت 

لا تخف أبداً ، حيث أنت 

فى رحاب الله تمشى 

كلمة أخيرة 

إن الصورة المشرقة بجلال الإسلام و عظمته ، جديرة بأن نرُسم بأسلوب هذا العصر ، و فلسفته ، و أن نلون بما يتسم به هذا العصر من ظلال عبقرية فى النفس و العقل 

الأدباء المسلمون هم من تنفذ إليهم الأشعة الروحانية ، بعد عميق الدرس و الإطلاع للتثقيف و زيادة المعارف ، فتدفق تلك الأشعة بالمعانى الحية الخالدة سمواً بالبيان الساحر ، و كشفا عن تراث الإسلام و جلاء لجوهره الصافي ، و معدنه الفطرى النفيس 

صبغة الله ، ومن أحسن من الله صبغة 

إن ما كتبه الأديب الراحل الأستاذ/ أسعد الكاشف ، ليس إلا دفقة جياشة من قلب ملئ بالإيمان ، ففاض ، لذلك فإنني اعتقد أن ما كتب ليس شعراً و ليس نثراً ، و لكنه من هذا و ذاك كثيرون طرقوا هذا الباب ، و لكن شتان بين ما كتبوا و كتب ففى الوقت الذى نرى قدرة الأستاذ الكاشف على التكوين فى المعانى و الأسلوب الفنى فى المبنى ، و جعل آيات القرآن الكريم دليلاً موجهاً للهدف و الخير ، لأنه يكتب من نفس مفعمة بالإيمان ، ثقل عليها ما تراه وتبصره من صراعات العصر ، و انجراف الشباب المسلم فى تلك التيارات الموارة ، من يمين و يسار ، فحاول أن يذكر ، و لكن بأسلوب أدبى يدغدغ العواطف ، و يخاطب أعماق النفس فكان ما كتبه مؤثراً ، و ممتعاً ، حيث يُستشفُّ من خلال الكلمات و فى سياستها ، خيوط من النور الذى شع به الإسلام الحنيف على الإنسانية فى رقة و حنان ، فسعد به المؤمنون، و اهتدى به كثيرون 

ما أحوجنا فى هذا العصر إلى تلك الأقلام التى تتفيأ ظلال العقيدة فتكتب بروح الإسلام ، تدعو إلى الهدى ، إلى الصراط المستقيم .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

671 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع