تَغَشت أمل أرشيفَ الوشوشات المُلغزة، تتقرّى سُلالة النبرة في حنجرة الشبح الإسفنجي الذي ظلّ صقيعاً إلكترونياً لشهور. كان يقينها ساطعاً: الظِل المُدوَّن هو توقيع سارة، رفيقة المِحن المهنية، التي اغتالتها نشوة التسنّم الأخيرة. الرماح كانت مُطرَّزة بالإبرار، تحمل وشماً من أسرار الخِدر، لا يفكّ طلاسمها سوى أهل الدائرة الذهبية.
ذات فجر مُرقرق بالخوف، انبلجت رسالة الفصل: "انقضى ميعاد الممازحة. سأُطلق لسان الخزانة المُقفلة على عرش مُديرك، ولن تَبْضَعِي الثمن؛ سَتُباعين به". هبّت في أحشائها زوبعة الإذعان.
استنجدت بشُرطة السواتر الزجاجية على الفور، سلّمتهم جُلّ الهوامش الملطخة، وشدّت على وتر اليقين: "الآثم من عُنقودي القريب، سَكنُ الروح".
بعد ليلات من تعقّب الأطياف، انزلق الرد قاسياً كصهيل الحديد من فم المُحقّق: "سيدتي، القِنّينة بلا عطر، الحساب أُفقٌ مهجور بلا سِجل. لكننا اقتفينا أثر سُمّ الأذى، وصورة سكنك المُتسلَّلة؛ كانا يخرجان من شريانك المنزلي النابض، في ساعات غياب الهيكل. لقد كان التوقيع المُستخدم هو بروتوكول الضلع المُعتمد، الذي يغوص في دهاليز الترميز".
تَبدّى وجه أمل قِطعة رخام مُتآكلة. لم يكن هذا الكابوس زائراً من بَرّ الأصفار يرمقها من نافذة مُعتّقة بعيدة. إنه القناع الذي فصّله الأقرب، مستخدماً فُتات ثقتها المُنصهرة التي شاركته إياها، ليحتمي من سوط القصاص ويهدم حياتها بتنفيذ مُتقن ومرسوم.
فجأة تكشف لأمل ضوء الكهف المُنطفئ: الأمن ليس في حجب الدفاتر عن العيون الجائعة. المعضلة الكبرى في فرز القلوب التي تتشارك معك وثيقة الاتصال وعَرْش المُتَّكأ.





































