" مقدمة لا تهم "
أرى دومًا أن الإنسان هو عدو نفسه، هو الذي يخذلها، و يُسقطها بالطرق الوعرة، يعطي كل الأسلحة للآخرين من أجل تقطيعه، يجتهد ليختار الخطأ والأعوج، و كذلك هو الخِضر لنفسه إذا قال لها أنا قوي سيقوى، أنا غني سيغنى، أنا هاديء سيهدأ، ثم وبعد الأربعين وجدت أن العدو أقوى لأن له أعوان من المحيطين أما النفس الصديقة وحيدة تناضل كي لا تسقط بكل ندوبها بقاع الدنيا بلا ذكرى أو أثر .
بعد المقدمة التي لا تهم نكتب ما يه؛؛؛
"العالقون"
جميعنا عالقون، منذ الميلاد وحتي الكفن، بطريقة ما حملت أوراق رواية العالقون للكاتبة صفية الجيار همومًا ثقيلة وأحلامًا موؤدة، تقرحت الأيدي من التمسك بها كهذا الجسر الذي وضعته الكاتبة وهي تُكسيه بثرثرات أخيرة لن تسمعها أبدًا إلا ممن علقوا بين الحياة و الموت رغم أنه ببعض الانتباه لا وقت آمن قد نكون على قيد لحظة من الموت لكننا تحت طائلة الغفلة،
برواية العالقون انتبذت بنا الكاتبة صفية الجيار مكانًا قصيًا لتضع عدسة على الكذب المعلق على شماعات الاحتياج و الطرق العكسية لتحقيق أمل والتي تجر البعض لها كبهيمة إلى المذبح، والأنيات التي تُخفيها ابتسامة العظماء قبل احتياجهم لامتصاص دماء القطيع ..
شكرًا للكاتبة صفية الجيار على الرحلة الصادمة الواقعية وسخرية الحياة من ترابها .