توجّه إلى مدونة (جدار بيانات المدونات) مرتبة هجائيًا — الرقم يعبر عن الترتيب حسب نقاط الأداء

آخر الموثقات

  • اِنْتَابَتْنِي قشَعْرِيرَةٌ
  • ق.ق.ج/ زيف
  • قصة قصيرة/ إهابُ المطر
  • لا يشعر بك إلا من عاش معاناتك
  • الواجب علينا كثير
كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع فاطمة البسريني 📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات

📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
لم يتم اختيار مدونة
⭐ 4.5 / 5
عدد المصوّتين: 3

" يوم خريفي جديد يبدأ.. لكن النسمات الدافئة تبدلت لنسمات باردة، والسحاب العابر بات أكثر تباطؤ.
ما سر لياليك الكئيبة أيها الفصل الغريب؟!
وما سر جموح الأقلام فيك؟.. وهذا الشعور المريب؟..
لا حب، ولا كره.. لا اهتمام، ولا إهمال ..
لا برد، لا حر... لا هدوء، ولا احمال
هي لا مبالاة.. تجرد من كل شعور..
هي فترة استراحة من كل شيء... كل شيء
هي الهدوء لما قبل العاصفة.. وقد تكون العاصفة لخير وإما أن تكون العكس "

بدأ يوم ريتا مع المسؤول عن تجهيز مرسمها، كانت ممتلئة بالنشاط والحيوية، شديدة الحماس لإنهاء ركنها الخاص حيث سيصبح لها اخيراً مكان لا تقيد فيه حريتها، تفرغ فيه طاقتها وبوحها الذي لا تجد من تشاركه إياه .
أنه يوم الخميس، اليوم المخصص لإلتقاء منذر بأصدقائه كما جرت العادة.. لكن لقاء اليوم سيكون مختلف،حيث عزم اصدقائه ان يكون لقائهم على العشاء برفقة زوجاتهم في أحد أرقى المطاعم على شرف منذر وعروسه.
لم يحبذ منذر الفكرة لكنه كان مجبر وقد اتخذ الجميع قرارهم بالموافقة، أخبر زوجته ان تهيئ نفسها وتكن جاهزة على الموعد.
مضى اليوم سريعاً على ريتا وقد قُتل وقت الفراغ بتجهيز المرسم وإعطاء الملاحظات بما تحتاجه ليكن كما رسمته ببالها.. حل المساء وتوقف عمل الورشة القائمة عليه وحان موعد التحضر لعشاء الأصدقاء .
منذ زواجهما، هذه هي المرة الأولى التي ستخرج بها معه، بداخلها تمنت لو أنهما خرجا بمفردهما دون شراكة أحد.. لكن لا بأس - حدثت نفسها - سأصبر كما وعدته وسأحاول أن أكون الزوجة المناسبة وكما عاهدت نفسي.
أرتدت ثوباً أبيضاً فضفاف بحزام وردي على الخصر، ورفعت شعرها ( كذيل الحصان) وعقدته بشريطة وردية، وضعت القليل من مستحضرات التجميل فأشع وجهها ذو البشرة البيضاء.. نظرت لنفسها وهي مبتسمة، قائلة :
- جميلة يا ريتا.. هكذا يجب ان تكون زوجة منذر...
لم تتم جملتها حتى دخل الغرفة فحدق بها متعجباً وقال :
- هل ستخرجين هكذا؟!
__..... نعم!!
- بربك!!!.. بلباس الأطفال هذا؟!.. قال وهو يفتح خرانة ملابسها، وأخرج فستان أسود طويل ورماه على السرير ثم أخرج هاتفه يطلب رقماً وهو متجهاً لمغادرة الغرفة ومخاطباً إياها :
-ارتدي هذا الفستان.. وبعد قليل ستكون مصففة الشعر قد حضرت لتهتم بما يناسب مظهرك.. وأغلق الباب خلفه.
شعرت بالخيبة وهي تجلس على حافة السرير وتنظر للفستان بجانبها ثم لنفسها في المرآة.. فقد ظنت إنه سيعجب بما اختارته هي... وحدثت نفسها مرة أخرى ( لا بأس فهو أدرى بما يناسبها في هكذا تجمعات جديدة بالنسبة لها ).
بعد حوالي الساعة كانت ريتا تقف أمام المرآة تنظر للفتاة الغريبة عنها.. بفستان أسود التصق بجسدها، وشعر تشابكت خصلاته فوق رأسها وانسدلت بعضها على أكتافها، وعينين حاوطها سواد الكحل.. كادت دمعة- ترقرقت بعينها - أن تنزل لكنها تدراكتها وقد تنبهت ليدّي منذر وهي تضع عقداً ألماسياً حول رقبتها..
- مناسب جداً هذا العقد وأطلالتك..( قال)
- نعم.. هو كذلك.. قالت باسمة وهي تحدق بأنعكاس صورتهما في المرآة قائلة في نفسها ( أهلاً بريتا الجديدة إن كانت قد أعجبتك).
وضع يده في يدها وخرجا للقاء الاصدقاء.

 

وسط قاعة فارهة مليئة بأشخاص من الطبقة ذات النفوذ واصحاب الأموال الطائلة، كان أصدقاء منذر بإنتظاره وزوجته، ما أن دخلوا من الباب الرئيسي حتى ألتفت لهم الجميع وكأنهم ينتظرون مفاجأة ما..
ريتا كان متعلقة بيد منذر كمن دخل لمكان مريب، هي ليست معتادة ولم ترتد أي من هذه الأماكن من قبل لذلك احست بأنها وسط غابة موحشة وأمانها كان زوجها فقط لذلك تمسكت به بكل قوتها وكأنما تحاول قول ( لا تفلتني وسط هذه الغابة).
تبادل الجميع التحية وأخذوا أماكنهم وكل العيون متمركزة على العروسين بنظرات من الحيرة والدهشة!!..
جلس منذر بعدما سحب المقعد لزوجته وناول معطفها للنادل وأجلسها بجنبه، ثم أخذ يدها بيده وهو يبتسم لها ويتبادل النظرات والابتسامات مع أصدقائه..
جرت عدت أحاديث على طاولة العشاء بعدة أمور منها فيما يخص الأدب وأعمال منذر ومنها فيما يخص حال البلاد وأوضاعها.. و.. و..... إلى أن عزفت الفرقة الموسيقية إحدى المقطوعات فستأذن منذر من صحبه أن يراقص زوجته وقد هم واقفاً وماداً يده لها كي تنهض معه..
لم يكن من ريتا إلا أن استجابت له فوضعت يدها بيده والذي بدوره _ منذر _ قبل يدها وأتجه معها لمشاركة بقية الراقصين، ورفاقهم تتقلب نظراتهم فيما بينهم وكأنهم غير مصدقين ما تراه أعينهم، لم تكن دهشة ريتا أقل منهم..
ماهذا المنذر وكيف تبدل بهذه السرعة منذ يومين فقط عاملها بكل فضاضة وطلب منها أن تمنحه وقتاً كافياً ليتأقلم معها كحال أي زوجين!!

بعد إنهاء رقصتهما عادا لطاولة الأصدقاء وقد وضعت أطباق الحلوى وفناجين القهوة عليها، فقام منذر بإخبار صحبه عن مرسم ريتا وعن حماسها لإنهائه بأسرع وقت، وقام الجميع بإبداء اعجابهم بالفكرة وتهنئتها.. بادرت سارة ( زوجة مراد،أحد الأصدقاء ) موجهة كلامها لريتا :
_إذاً ننتظر منك دعوة للإحتفال عند الإنتهاء
-فكرة جميلة.. (قال منذر مجيباً عوضاً عن زوجته
_ فلنتبادل أرقام الجوالات إذاً _محدثة ريتا _ وسأنتظر منك اتصال الدعوة.. (ضاحكة)
-بكل سرور.. أجابت ريتا وقد همت بتسجيل رقم سارة على جوالها وهي تنظر لمنذر وكأنها تستأذنه، فأجاب إيماءاً بالموافقة.
عند رجوعهما لمنزلهما عاد منذر لخلع القناع الذي رأته به أمام أصدقائه وعاد لصمته وجفائه المعتاد، وريتا حائرة من سبب ذلك.. أترى السبب والعلة بها أم أن هناك سر تجهله يستدعي منه هذا التصرف؟! .. وتحدث نفسها ( سأصبر لعلي أكتشف العلة فأصلحها)
أنقضى أسبوع وهاهو ركنها قد أصبح جاهزاً كما أرادته.. خلال هذا الأسبوع كان وقت ريتا كله في العمل على مرسمها حتى أنها اعتذرت لأخيها عن زيارتها الأسبوعية له.. تخلله مكالمتين مع السيدة أميرة كانت تطمأنها أن أحوالها وزوجها على خير ما يرام وأنه بدأ يوليها إهتماماً أكبر من ذي قبل (رغم أن ذلك غير صحيح) فقد كانت تريد طمأنتها ليس إلا.
تمت دعوة سارة وبقيت الأصدقاء كما وعدتهم للإحتفال بأفتتاح المرسم ولبى المدعوين الدعوة بالحضور، وأيضاً كما جرت العادة من قبل منذر بأن أرتدى قناعه البشوش بحضور رفاقه.. و ايضاً لم يفت ريتا الإنتباه لنظراتهم فيما بينهم وكأنهم يتهامسون بشيء خفي عنها.

****
(يوم جديد )

_مرحبا.. كيف الحال؟
-أهلاً سارة
_تلقيت دعوة من المركز الثقافي لحضور معرض لوحات تشكيلة، ما رأيك بمرافقتي ؟
-يسعدني ذلك بالنأكيد، متى؟
_ بعد غدٍ..تمام الحادية عشر صباحاً، سأعرج عليك لأصطحابك إن احببت.
-جميل، اتفقنا، وممتنة لك.

ريتا لم يكن لديها أصدقاء من طبقة منذر، فهي ترى فيهم عجرفة وسطحية لا تتناسب مع شخصيتها البسيطة والواضحة، لكنها لمست بسارة شفافية وشيء مغاير لما رسمته بمخيلتها وتصورها عنهم، لذلك لم تمانع تقرب سارة منها وبدأت بينهم صداقة مريحة كما اسمتها ريتا.
فتور منذر تجاهها وغموضه.. ابتعاده.. الوقت الذي طلب منها منحها إياه ولم ترى فيه أي تقدم.. كلها أسباب جعلتها تفكر بأن لا أمل في تغير حالها معه، فكان مرسمها وتشكيل لوحاتها ملجأها ومتنفسها الذي تفرغ فيه ما يعتمل نفسها وفكرها.. بالإضافة للوقت الذي تقضيه برفقة اخيها وعائلته وقد أصبح أطول مدةً من السابق بعد حمل زوجة اخيها بمولوها الثاني ويبدو أنه متعب أكثر من الأول وبدا واضحاً بتدهور صحتها... وطبعاً صديقتها الجديدة كان لها نصيب من الوقت أيضاً وعلاقتهما في توطد يوماً بعد يوم... وحصة زوجها من الوقت كانت الأقل نصيباً، ليس بإرادتها ولا ما تريده بل برغبته الجلية الوضوح من خلال تصرفاته.
مرت شهور على زواجهما والحال على ما هو عليه... لكن الأمل لدى السيدة أميرة كان أكبر ، فما تلبث أن تعود للمنزل لمدة اقصها اسبوعان إلا وعادت للمغادرة بحجة أن عليها تدليل نفسها بعد أن اطمأنت لوجود البديل برعاية وحيدها.

(رغم قصر فصل الخريف _مدة _إلا أنه أكثر الفصول إمتلاء بالحكايا...
بدايات ونهايات.. حقائق وزيف.. حزن وفرح.. و.. و..
لكننا دائماً ما نخرج بعبر.. نخرج بإنتصارات وخسائر كما يخرج كل محارب.. ومنا من يعيد التجربة أو يخوض غيرها.. ومنا من ينتهي كما ينتهي فصل الخريف.. لكن الفرق بيننا أن الخريف سيعود مرة أخرى، أما نحن.. فنهايتنا بلا عودة) .

 

الخامسة مساءاً، وها هي ريتا تصعد درجات السلم لتقدم لزوجها قهوته بوقتها المعتاد.. إلا أنها توقفت للحظات يبدو أن شخص آخر في الغرفة.. صوت مراد زوج سارة _ لم تكن تعلم بحضوره_ فهمت بالعودة لإحضار فنجان له لكن حديثهما جعلها تنتظر في مكانها

_لم أخسر رهاناً من قبل ولن أخسر، لا الآن ولا مستقبلاً
-رويدك يا رجل!، ورهان زواجك ألا تظن بأنك خسرته؟!
_ ومن قال هذا؟.. بالتأكيد لم أخسره، ثم لا داعي لذكره
-كلامك من أستدعى ذلك.. وأظن أن عليك الإعتراف بالهزيمة فلا بأس بها.. والحقيقة أن الجميع يستنكر تصرفاتك فهي لا تدل على نيتك بتنفيذ شرط الرهان!.

انتفض جسد ريتا وهي تستمع لحديثهما وقد اتستعت حدقتيها.. أي رهان؟!!!.. وأي شرط هذا الذي عليه تنفيذه؟!! ما القصة؟!!..
لم تجد نفسها إلا وهي وسط غرفة المكتب حتى إنها نسيت الطرق على الباب استأذاناً للدخول، وضعت القهوة على الطاولة دون أن تلقي التحية حتى، تنظر بعينين _ لمنذر ولصديقه _ متسائلة ( مالذي يحدث ولا علم لي به).. على أثر صوت الفنجان إلتفت منذر وقد كان مولي ظهره لها يبحث في المكتبة عن أحد الكتب، ليقع الكتاب من يده فور مشاهدة زوجته وسط الغرفة
_ريتا!!.. لم أسمع صوت الباب عندما طرقته
-أعتذر لم أطرقه فقد كان مفتوحاً ( قالت بصوت يكاد يسمع).. ثم إلتفتت لصديقه تحيه وتعتذر له أيضاً على عدم علمها بوجوده واستأذنت لأحضار القهوة له..
في المطبخ طلبت من الخادمة أن تقوم بواجب الضيافة، ووقفت تسأل نفسها( أكان علي استيضاح الأمر منهما.. أاعود لأستفهم.. أاتظاهر بعدم سماع شيء.. ماذا علي أن أفعل، ماذا، ماذا؟!...
كانت في حال ضياع.. وجسدها يرتجف..
ثم أرتأت أن تنتظره، وترى ردة فعله، فقد شعرت بالخوف وخشيت إن سألته يكن جوابه جارحاً، فعلى ما يبدو أن وراء القصة شيء مريب أو بالأصح تآمر خبيث، وإن كان كذلك فستكون عواقبه كارثية على قلب هش ورقيق كقلبها.

"بداية فصل الشتاء متعةٌ للبعض..ومقيتة للبعض الآخر..
ومن الجحود إنكار جمال صباحاته الماطرة برفقةالقهوة الساحنة وسحر رائحتها، والدفء المنبعث من الموقد..
لكن الذين لا يمتلكون تمن حطب الموقد ولا يوجد لديهم حتى الموقد ذاته، ولا تصل انوفهم رائحة القهوة ولا يلمس شفاههم مذاقها فأي جمال سيرون به وأي سعادة لهم منه..
وأولئك الذين لا يجدون ما يدفئ قلوبهم، فلا أظن الشتاء محبب لديهم ولا حتى قدومه...
سعادة البعض، تعاسة للآخرين.. وما تحبه أنت، ليس بالضرورة أن يكون محبب لدى الغير "
انقضى يومان، وريتا ما تزال تبحث في عيون منذر وتصرفاته عما تنتظره منه.. لم يبدي أدنى ردة فعل، لم يسألها ولو بشكل غير مباشر إن كانت قد سمعت حديثه مع مراد.. وهي تشتعل غيضاً من لامبالاته وغموضه، كيف يمكنه إخفاء انفعالاته وشعوره.. كانت تراه كجبل جليد ببروده وثباته.
كلما همت بسؤاله عن قصة " رهان زواجه" ترددت الكلمات بالخروج، وخنقتها العبرات فهي تستشعر خوفاً وآسىً قادم في الطريق إن علمت بالقصة وتكشفت لها الحقائق، و إن وجدت الإجابات على كل التساؤولات التي روادتها منذ بداية زواجها.. لكنها رغم ذلك قد عقدت العزم على معرفة ما أخفي عنها مهما كانت النتائج.
_سارة.. ابإمكاني مقابلتك
-بالطبع عزيزتي.. اهلا بك متى شئت
_أفضل أن نلتقي خارج المنزل
-إنها المرة الأولى التي تطلبين فيها لقائنا خارج مرسمك( ضاحكة)، ليكن، أين ومتى؟
اتفقتا على المكان والوقت وخرجت لموعدها بعد أن أخبرت منذر بأنها ستزور بيت اخيها، أي أنها ستمضي وقت طويل خارج المنزل.
لم تحبذ فكرة عدم اخباره بلقاء سارة فهو لن يمانع ذلك، لكنها أرادت عدم إثارة شكوكه، ففضلت إخفاء الأمر _ لحينه _ ثم إعلامه في الوقت المناسب ( واحدة من اساليبك يا جبل الجليد) هذا ما قالته بداخلها رغم عدم رضاها عن إستخدام هكذا أسلوب لم تعتده يوماً.
***

رحبت بها سارة التي وصلت قبلها ثم طلبت من النادل إحضار القهوة لكليهما. بادرتها قائلة:
_يبدو أن الأمر خطير كي نلتقي بعيد عن أعين أزواجنا.. هيا أخبريني ماذا هناك؟ ( وتضحك).. لكنها توقفت عن الضحك بعد أن رأت ريتا بحال ينم عن حزن أو قلق.. ما بك؟!
-منذ متى تعرفون منذر؟
_هل احضرتني الى هنا لتسأليني هذا السؤال؟!
-اجيبيني من فضلك
اعتدلت سارة بجلستها وقد أحست جدية صديقتها وقالت :
_من زمن بعيد.. ومنذر صديق مراد حتى قبل زواجنا
-إذن فأنت تعرفينه جيداً
_إلى حد ما.. ليس كثيراً.. أنت أعرف به مني، كما تعلمين هو منطوٍ على نفسه بعض الشيء ومعرفتي به على قدر افصاحه لا أكثر .. ماذا هناك؟.. هل حصل شيء بينكما؟
-أنت تعلمين أن لا أصدقاء لي غيرك لذلك أتمنى أن تصدقيني القول
_رينا اقلقتني.. تحدثي.. ما بك؟
-لماذا إختار الزواج مني أنا ؟
هنا تفاجئت سارة من سؤالها ولم تدري بماذا تجيب فقالت بصوت بادٍ فيه الإرتباك :
_حقيقة، لا أعلم!... فقد تمت دعوتنا لزفافكما كما البقية ولم يجري حديث بيننا وبينه عن من هي العروس وكيف تم الإختيار ..
قاطعتها ريتا :
-قد طلبت منك أن تصدقيني القول، سمعت زوجك وهو يتحدث معه عن الرهان.. فأرجوك أحتاج لتوضيح أكثر
_عزيزتي. لا أعلم عما تتحدثـ....
-سارة أعدك بأني لن اذكر اسمك ولن يعلم أحد بحديثنا هذا غيرنا. كوني واثقة.. لا أظنك ترتضين لي أن أكون بهكذا موقف _ إن كنت تكنين لي شيء من المحبة _ اريحيني، لم أنم منذ يومين.. ارجوك
_ريتا، أنت طيبة وبريئة جداً.. دعِ عنك كل هذا، هو يحبك صدقيني والكل قد لاضح ذلك فلا تسمحي لشيء بإفساد حياتك....
-كلكم تنظرون إليه بإستغراب عندما نجتمع، وأنا قد لاحظت ذلك فلماذا ؟ أليس هذا أمر يثير الشك والريبة أيضاً.. كل ما حولي وما حدث يثبت وجود سر لا أعلمه..
وعندك أنت الجواب لكل ما تسألت عنه يوماً.. فإن كنت صديقتي قولي، ماذا تخفون عني
سكتت سارة بعد كلام ريتا ووجدت نفسها في مأزق كلما حاولت الهروب زادت عليها الضغط حتى لم تجد مناص من اخبارها بما تعرفه.

 

-لا أعلم إن كنت على دراية بقصة حب منذر وماريا والتي أنتهت بالفشل عندما سافرت وتركته ولم تخبره بسفرها إلا بعد مغادرتها.. وعلى أثر هذه التجربة قرر أن ألا يتزوج إنتقاماً من كل النساء كما قال فقد كانت تجربته هذه الأولى في الحب.. فشل قصته رأه انتقاصاً لرجولته، وهو المحاط بكل تلك النساء اللواتي يتمنينه..
قاطعتها ريتا :
_أين الرهان بهذه الحكاية؟
-قادم بما سأرويه لك الآن..
_إذاً .. (وأشارت لها طالبة منها الاستعجال)
_عندما غادرت ماريا كان منذر يكتب إحدى روايته، وكان قد قرر إعلان خطوبتهما في حفل توقيع الرواية بعد الإنتهاء منها.. لكن ما حدث... ( وسكتت بمعنى باتت التتمة معروفة)
_يوم حفل التوقيع كان بأشد حالاته غضباً وبؤساً فأخذ بشرب الخمر حتى وصل للثمالة، حاول زوجي وبقية الأصدقاء تهدأته لكن دون جدوى، وهو يكثر من الصراخ والشتائم لماريا وكل النساء..
ريتا تستمع وبإنتظار المهم في هذا الحديث دون أي كلمة
_اعتاد مراد وزوجك والبقية أن يتراهنوا من باب التسلية عند اجتماعهم.. ويوم الحفل وحالة منذر وقتها، قام أحدهم بطرح رهان قاصداً إخراجهم من الجو المشحون حينها.. فما كان من منذر إلا أن راهن على الزواج من أجمل وأفضل النساء لرد اعتباره أمام ماريا بحسب قوله، فقام من طرح فكرة الرهان _ممازحاً _ إخباره أن عليه بالزواج من اسوأهن كي يحرق قلوب النساء المغرمات به وإغاظتهن ، إذ كما يقول إنه يكره النساء ويريد الإنتقام منهن جميعاً.. فلاقت الفكرة استحسانه ووجد فيها الراحة وسط ما كان يمر به، وراهن على الزواج خلال أسبوع واحد وأصر على ذلك.. والبقية عندك!
- مازالت البقية عندك أنت ، فكيف سيكون منذر خاسر إن كان قد فعل ما راهن عليه؟!.. ثم إن تصرفاته _والتي أثارت استغرابكم _ لا توحي بكره ولا بحقد لجنس حواء!
مازالت هناك حلقة مفقودة... لا تخفي عني شيء، مادمت قد افصحتي عن القصة فأكمليها كما هي.. هيا..
_لا تحرجيني أكثر ريتا.. أردت معرفة القصة وأخبرتك بها وأظن ان هذا كاف
-سارة، سارة اكملي أرجوك
_أنت لا تستحقي ان تكوني بهكذا وضع، وانا حقيقة لا اريد أن أتسبب لك بألم أكثر من ذلك.. اذهبي إليه وليخبرك هو بكل شيء. لماذا تحدثيني أنا بدلاً عنه؟
-سأذهب.. وسأتحدث إليه. لكني أحتاج معرفة الحقيقة كاملة قبل مواجهته لأعلم إن كان سيقول الصدق أم لا
_يبدو أن لا مفر منك.. وارجو أن تسامحيني على ما سأقوله رغم أن لا يد لي فيه.. لكنه صعب عليك
-اسمعك
_كان الرهان أن يعاملك بسوء. وسكتت
-وهذا ما أثار استغرابكم! .. وبعد
_ثم.. سيتركك بعد عام من زواجكم..
-وهكذا يكن قد كسب الرهان
_اهااا.... أعتذر عنـ....
-لا تعتذري عزيزتي، فلا ذنب لك.
ما سمعته ريتا أثار فيها مشاعر متضاربة من الحزن و الحنق والغضب والإستياء، لكنها رغم ذلك عمدت إلى إخفاء كل ذلك مخاطبة نفسها بوجوب تمالك أعصابها والمحافظة على رباطة جأشها.. كل ما أردته في هذه اللحظة هو الإختلاء نفسها بعيداً عن الجميع، فستأذنت بالإنصراف
_ريتا...
-لا عليك، أنا بخير
_هل ستخبريـ...
-قد وعدتك بأن لا أخبر أحد عما جرى بيننا، فلا تقلقي..
_أنا اسفة..
-أشكرك على صدقك.. لن أنسى لك ذلك.. أعتذر علي المغادرة.

خرجت ريتا تسير في الشارع بخطاً مسرعة دون وجهة محددة فكل ما أردته هو الإبتعاد ، وتسرع.. وتسرع حتى وجدت نفسها على ضفة النهر، كان المطر شديد الهطول فرفعت رأسها للسماء كأنها تستجدي المطر بالإنهمار بقوة أكبر لتطفئ ما أشعلته ثورة الغضب والألم فيها من نيران مما سمعته ودموعها تخالط سيول المطر على وجهها.

هل كانت صادقة؟ .. أكان قرار زواجه مني لكسب رهان بحق؟!! ألهذا السبب كان يرتدي قناع البشاشة أمامهم كي لا يكون محط سخرية لهم.. ايكابر امامهم كي لا يشمت أحد به... وسؤال يتبعه سؤال.. حتى تزاحمت الأسئلة براسها وقلبها يزيد اشتعالا.
تنبهت بعد مدة من الزمن لوجوب عودتها ولكن إلى أين .. أتذهب لبيت اخيها فقد أبلغته بزيارته.. أم تعود لمنزلها وتخبر منذر بما حدث وتطلب منه ايضاحاً بتأكيد أو نفي لما سمعته؟!...
ثم ارتأت أن تذهب لبيت اخيها ريثما تفكر بما عليها القيام به

 

(يتبع)

 

أحدث الموثقات تأليفا

اِنْتَابَتْنِي قشَعْرِيرَةٌ

مدونة ايمان صلاح

الكاتب: ايمان صلاح محمد عبد الواحد

رقم التوثيق: 30113

عدد المشاهدات: 7

تاريخ التأليف: 2-12-2025


الواجب علينا كثير

مدونة اشرف الكرم

الكاتب: م. اشرف عبد الصبور الكرم

رقم التوثيق: 30109

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 2-12-2025


الذي يضعُ الوسادةَ للعابر

مدونة سحر حسب الله

الكاتب: سحر حسب الله عبد الجبوري

رقم التوثيق: 30106

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 2-12-2025


همس الضوء

مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 30105

عدد المشاهدات: 13

تاريخ التأليف: 2-12-2025


تاميكوم… منصة تتنفس الإبداع والشفافية

مدونة نجلاء البحيري

الكاتب: نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري

رقم التوثيق: 30104

عدد المشاهدات: 13

تاريخ التأليف: 1-12-2025


ريفيو لرواية فانتازيا للكاتبة رحاب منصور

مدونة هند حمدي

الكاتب: هند حمدي عبد الكريم السيد

رقم التوثيق: 30103

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 1-12-2025


لا يشعر بك إلا من عاش معاناتك

مدونة يوستينا الفي

الكاتب: يوستينا الفي قلادة برسوم

رقم التوثيق: 30110

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 1-12-2025


يعشقن الورود

مدونة ايمان صلاح

الكاتب: ايمان صلاح محمد عبد الواحد

رقم التوثيق: 30107

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 1-12-2025


كتب التراث بين التلخيص والاختصار 

مدونة خليل السيد

الكاتب: د.خليل السيد خليل محمد

رقم التوثيق: 30094

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 1-12-2025


سرب الصمود: قافلة تشق عباب الطوق

مدونة محمد خوجة

الكاتب: محمد بن الحسين بن ادريس خوجه

رقم التوثيق: 30093

عدد المشاهدات: 13

تاريخ التأليف: 1-12-2025

أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة غازي جابر
2↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
3↑1الكاتبمدونة حسين درمشاكي
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ايمن موسي
6↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
7↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
8↑1الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-3الكاتبمدونة آمال صالح
10↓الكاتبمدونة خالد العامري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑37الكاتبمدونة اسماء خوجة173
2↑36الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 149
3↑35الكاتبمدونة اسراء كمال233
4↑20الكاتبمدونة حسين العلي93
5↑19الكاتبمدونة محمد خوجة67
6↑19الكاتبمدونة سلوى محمود167
7↑18الكاتبمدونة جلال الخطيب131
8↑12الكاتبمدونة منى كمال206
9↑8الكاتبمدونة محمد كافي88
10↑6الكاتبمدونة سحر أبو العلا39
11↑6الكاتبمدونة نجلاء لطفي 52
12↑6الكاتبمدونة جاد كريم197
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1124
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب710
4الكاتبمدونة ياسر سلمي681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم621
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني439
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين434
10الكاتبمدونة شادي الربابعة415

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب367402
2الكاتبمدونة نهلة حمودة225393
3الكاتبمدونة ياسر سلمي203810
4الكاتبمدونة زينب حمدي179661
5الكاتبمدونة اشرف الكرم148120
6الكاتبمدونة مني امين121152
7الكاتبمدونة سمير حماد 119815
8الكاتبمدونة حنان صلاح الدين111162
9الكاتبمدونة فيروز القطلبي110170
10الكاتبمدونة آيه الغمري106258

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
2الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
3الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
4الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
5الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
6الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
7الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
8الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
9الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02
10الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 2025-11-02

المتواجدون حالياً

3175 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع