كانت دائماً عندما تَترُكُنى تَلتَفِت إلى بعد مُغادرتها مُلوحةٌ بيديها من بعيد وتَبتَسم فيما يعنى إلى لقاءٍ قريبٍ آخر،ولَكِنَ تِلكَ الليلةِ المَطيرة لم تلتفت!!، أَخبرتُ نفسى حينها بأنه ليس هُناكَ شئٌ ما،سنلتقى غداً،وبأننى أتوهم..وأتى الغَد وأتى بَعدَهُ ألفُ غَد...ولَكِنَها لم تأتِ ولم تتصل ولم تَترُكَ رِسالةً حتى ولم آراها ولم تُجيب على إتصالاتى ورسائلى التى لاتُعد ولا تُحصى...لقد قَرَرَت الرحيل دُون أن تُخبرنى حتى عن السبب،دون أن تُعطينى إجابة لجميع الأسئلة التى تَدُورُ فى رأسى...دون أن تُبرِرَ لى هذا الهَجر حتى أتمكن من مَقتِها وكُرهِها ونسيانها..لِأتمكن من إكمالِ حياتى دُونِها....لقد غَادرت دون وداع،لِتجعلنى أَختبر البُعدَ فى ديسمبر،لقد غَادرت لِتجعَلَنى لا أنساها وتَظَلُ تَنهَشُنى تِلكَ الأسئلة بدونِ إجابات!!!...وكأنها تَقولُ لى لِنَفتَرِق فى صمت؟!!..