أَشرَعُ في وَصفِك فَيسقُطُ القلم من يَدي...أَتحدَثُ عَنكِ فُتُسابِقُني الدمُوعُ مِن عَيني....أُغني من أجلِك فتأخُذُني الحَميَة وَتتراقصُ الطُبول في قَلبي....يَدنُو الجميع وَيبعد....يُقتَلُ الجَمع والمُفرَد....يُمحى المُؤنث والمُذَكر...يَحيا الكُلُ وَيمُوت...ينتهي الكون ويَفنى الوجود....وَأنتِ وَحدِك مَوجُودَةٌ بِواجِدٍ لا مَوجُود....تنتهي المعارِك وَتتبَعثرُ الحُدود....وَأنتِ مَن تَضعينَ الحُدود....رُوحي وَدمي....وَحُزني وَغَمي...فِداءً لِإسمَكِ المَخلُوقِ من أَجلِ الخُلود....فَلتَظَلي أَنتِ ثابتةً راسِخةً شامخةً....ولتَبقي أنتِ مثلما أَنتِ...قاهرةٌ لِأعدائِك....هازمةٌ لليَهُود....مِنَ الشَرقِ والغَربِ...والشمالِ والجنُوب....حُروبٌ طائلةٌ تَشهَدُ لَكِ بالمَجدِ والعِزَةِ والكرامَةِ والنَصر....وَتشهَدُ لَهُم بالذُلِ والخُنوعِ والمهانَةِ والجُمود.....فَعن مَن يتحدثون ويُثرثرون....عن أَمجادِنا العِظام ؟؟...أم عن نَسلِهم المُبادِ والمُهان ؟!!....قد صَعَدَ إلى الحُكمِ في واشُنطُن....حِذاءٌ بُرتُقاليٌ نَتِن....فَهل تُؤخذُ الحِكمةُ من أفواهِ المعاتيهِ والمجانين؟!!....قانونٌ دَوليٌ عَقيم....وَعاهرةٌ تتجولُ في أنحاءِ بلادِهم...في إطارِ لَوحةٍ تُسمى حُريةَ الرأيِ والتَعبير!!!....فِيلمٌ سينمائيٌ هُوليووديٌ مُقرِفٌ وَسَخيفٌ وَحَقير.....في ساحةٍ ضَخمة....قُوَةٌ عُظمى!!....يُديرُها أَراجوزٌ كَبير....مَوتى أحياءٍ....وفي ذَلِكُم بلاءٌ مِن رَبِكُم عَظيم....دائرةٌ بلا مَركزٍ تَختل...أَيُها المَعتُوهُ المُختَل...وَتُصبِحُ شَكلًا بيضاويًا عقيمًا....وَأنتِ البُوصلَة....وأَنتِ المَركز....يامِصرُ لَو تَعلَمين....وَكيدُ العَدُوِ....وَتهديدُ الغَبيِ....كَقطرَةُ ماءٍ في غَيثٍ كَثيرٍ من بَعدِ حين.....ولتَفنَى الدُنيا وَليَفنى العوام....ستبقين أَنتِ جَحيمٌ لَهم في الأَرضِ....ولهم في الآخرةِ جحيمٌ مُستَعِرٌ مِنَ رَبِ الأنام....وإن كانت الحَربُ....سيبكُونَ ماءً ونارًا وَدمًا....وَأنتِ أَبيةٌ قَويةٌ صامدةٌ....تُقيمينَّ الأفراح وَتضحَكين....وَتمُرُ الأيامُ والشهورُ والسنين....وَستشهدُ الأرضُ...والسماءُ....وَربُ العالمين....بِأنكِ أَنتِ الباقيةُ وَحدِك والجميعُ فانين...وَسيكتُبُ التاريخُ مُجددًا....بأنَكِ كُنتِ ومازِلتِ وَسَتَبقين.....قاهِرةُ المُعِزِ...وَمقبَرَةُ الغُزاةِ....حقيقَةٌ أَنتِ...سَرابٌ هُم....وأَنتِ الوجودُ وأنتِ العَدم....وأنتِ الكَون....لو تَعلمين....وَحِفنَةٌ من تُرابِك الطاهرِ المُقدسِ....لا تُساويهِ ملَايين الملايين....وأنتِ الحياةُ بِلا مَوتٍ....وَجنةٌ على الأرضِ لِكُلِ المُؤمنين.....فَكيف يَدخُلُكِ مُدَنسٌ وفاجِرٌ وكافِرٌ لِربِهِ القَوِىِ المَتِين.....سَتظَلين أَنتِ مِثلَما أنتِ....شامِخةً عزيزَةً....وَهُم حَقيرين.... ذَليلين....كُتِبَ عليهم جميعًا....أن يتِيهوا في الأرضِ إلى يَومِ الدِين.....فَمن ذا الذي تُسوِلُ لَهُ نَفسَهُ لِمُعادَةِ مِصرَ....مَعاتيهٌ مَجانين...ضالين...وَسيبقون دائمًا....مُشتتين وَمُتفرقين....وخائفين....وَأنتِ المُنتصِرةُ دائمًا وأبدًا وفي كُلِ حين.....وفي كُلِ حين