-ياالله...لا أعلم أيُ ساعةٍ هى أَجلي؟!!....وَلَكني أعلم أَنهُ قريب....فأسألُكَ ألا تَقبض رَوحي على غَفلةٍ.....وَأُشهِدُكَ بأنني لا أخافُ من الموت....ولكنني أَخافُ من ذُنوبي وتقصيري وتَفريطي وأن تخذلَني أعمالي...وَبِرُغمِ ذلك أَرجو لُطفَك ورَحمَتَك التي وَسِعت كُلَ شيء أن تَسعني....وَأُشهِدُكَ ياالله أنني أعلم أن هذه الدُنيا سَفَر...وأن المُواصلة الوحيدة إليكَ هي المَوت...وأَني واللهِ أشتاقُ وأَهفو لِلِقائِكَ....وأتمنى أن تجعلني ممن يفوزون برؤية وَجهِكَ الكريم....فَأرجو مِنكَ ياالله وأتوسلُ إليك أن تجعلني مثل الصحابي الجليل مُعاذ بن جبل حينما أُُصيب بالطاعون وكان على فِراش الموت حينما نظر إلى السماء يُناجيِك وهو يقول:اللهم إني كُنتُ أخافك، لَكِنني اليوم أَرجُوك، اللهم إنكَ تعلم أني لم أكُن أُحِب الدُنيا لِجري الأنهار، ولا لِغرس الأشجار....ولكن لظمأ الهواجر وَمُكابدة الساعات، ونيل المزيد من العلم والإيمان والطاعات....وبسط يمينه وكأنه يُسَلِم على الموت ثم راح في غيبُوبتِه وهو يقول "مرحبًا بالموت، حبيبٌ جاء على فاقة"
وحينما أشتد بِه نزع المَوت فَنُزِع نزعًا لم ينزعه أحد وكان كلما فاق من غمرة فتحَ عينيهِ ثُمَ قال: رَبِ اُخنُقني خَنقَك، فَوَعِزَتِكَ إنَّكَ لَتَعلم أنَّ قلبي يُحبُك".....وأَنت ياالله تَرى مافي قلبي أنا أيضًا وَتعلَم أَني أُحِبُك....فحين يأتيني الموت...اجعلني مُهلِلَةً مُكبِرةً فاتِحةً لَهُ أذرُعي...واجعل هذا اليوم...كَيومِ العُرسِ في بيتي....فإني والله لا أَخشى الرَحيل وَلَكني أَخشى من ذُنوبي....فأمحوها ياالله بِمَغفِرتِكَ....وأَكتُبني ممن سَيدخُلونَ الجنة بِرحمَتِكَ ياأرحم الراحمين.