يُعد هذا المصطلح «الإباحية اللغوية» من فرائد مصطلحات الكاتب الكبير المرحوم الأستاذ أحمد حسن الزيات، التي استخدمها في إحدى محاضراته، والتي كانت بعنوان: كيف كان الأزهر حصنا للغة العربية؟
فكان مما ذكر: أن اللغة العربية مرت بثلات محن، كادت من خلالها أن تستشرف على الموت لولا عناية الأزهر الشريف.
المحنة الأولى: الغزو المغولي.
المحنة الثانية: الغزو التركي
ثم جاء إلى المحنة الثالثة، فقال فيها:
وَهناكَ مِحْنَةٌ ثالِثَةٌ تعيشُها اللغةُ اليومَ، وتُوشِكُ أن تُبَلْبِلَ اللسانَ، وتُعَطِّلَ القرآنَ، وتَقطَعَ الدِّينَ عن أصلِهِ، وتَفصِلَ العربيَّ عن أهلِهِ، وتَهبِطَ بالأدبِ من جَبَلِ الوحيِ وهَيْكَلِ عُطارِدَ، حيثُ الترفُّعُ، والسُّمُوُّ، والنُّبْلُ، إلى حَضيضِ المادِّيَّةِ، حيثُ التَّسَفُّلُ، والتَّبَذُّلُ، والفُحْشُ.
تِلكَ هي مِحْنَةُ الإِباحيَّةِ اللُّغَوِيَّةِ، التي تُغَلِّبُ العامِّيَّةَ على الفُصحى، وتُؤثِرُ أَدَبَ العامَّةِ على أَدَبِ الخاصَّةِ، وتُفَضِّلُ الموضوعَ المُثيرَ على الموضوعِ المُنيرِ، وتُريدُ أنْ يَكتُبَ الكاتبُ، ويُنَظِّمَ الشاعرُ كما يَشاءُ، لا يَتَقَيَّدُ بِقاعِدَةٍ من نحوٍ، ولا قِياسٍ من صَرْفٍ، ولا نِظامٍ من بلاغةٍ، ولا وَزْنٍ من عَروضٍ، ولا مِثالٍ من خُلُقٍ.... إلخ.





































