من بديع صنع الخالق العظيم جلّت قدرته أنّه وهب كلَّ كائنٍ حي وسيلةً يحتمي بها، وسلاحًا يدافع به عن نفسه إذا اعتدى عليه معتدٍ.
وهذه خاصيّة أودعها الله في جميع الكائنات الحيّة؛ نباتًا كانت أو حيوانًا أو إنسانًا.
🔵 أمثلة من عالم الحيوان:
الثعبان 🐍: السمّ.
القنفذ 🦔: الأشواك الحادّة.
الحرباء 🦎: تغيير اللون للتمويه.
الحمار الوحشي 🦓: خطوطه السوداء والبيضاء التي تربك العدو.
الأخطبوط 🐙: يطلق حبرًا أسود يعمي رؤية المفترس.
السلحفاة 🐢: تختبئ داخل درعها الصلب.
النحلة 🐝: اللَّسع.
القط 🐈: يخرج مخالبه ويعضّ.
الكلب 🐕: يهاجم بأنيابه، ويستعين بنباحه لإرهاب العدو.
الأسد 🦁: قوته البدنية ومخالبه وأنيابه.
الضفدع 🐸: بعض أنواعه تفرز سمومًا من الجلد.
السمندر 🦎: جلده سام، أو يفرز مادة لزجة تبعد المفترس.
سمك البخاخ 🐡: ينتفخ فجأة فيصعب ابتلاعه.
الغزال 🦌: سرعته الفائقة في الهرب.
الفيل 🐘: يستعين بخرطومه وقوته الهائلة.
الطاووس 🦚: ينشر ريشه الكبير فيرهب العدو ويربكه.
النملة 🐜: تلدغ أو تفرز مواد كيميائية دفاعية.
الدودة 🪱: تلتف على نفسها وتختبئ في التربة.
البومة 🦉: تصدر أصواتًا مفاجئة وتُرهب بعيونها اللامعة ليلًا.
🔵 أمثلة من عالم النبات:
الورد والصبّار 🌹🌵: الأشواك التي تمنع الحيوانات من أكلها.
القُرّاص 🌿: أوراقه مغطاة بشعيرات لاذعة تحقن مادة مهيجة في الجلد.
السنط (الأكاسيا) 🌳: أشواك طويلة، ويفرز مواد كيميائية مُرّة تغيّر طعم أوراقه.
الزعتر والنعناع 🌱: يفرزان زيوتًا عطرية طاردة للحشرات.
عباد الشمس 🌻: بذوره محاطة بقشرة صلبة تحميها.
البطاطس والطماطم 🍅🥔: أوراقها تحتوي على قلويدات سامة تردع الحشرات.
الأشجار العالية 🌲: ترفع أوراقها وثمارها بعيدًا عن متناول الحيوانات.
الفطر السام 🍄: يحتوي على سموم تمنع الحيوانات من أكله.
👈 وهكذا، نجد أنّ خاصية الدفاع غريزة أصيلة، أكرم الله بها جميع الكائنات الحيّة.
🔵 أما الإنسان، فقد تفرّد بعطاءٍ إلهي أعظم، إذ وهبه الله من الوسائل ما لم يُعطَ لغيره:
♦️ وسائل دفاع جسدية:
الجلد: خط الدفاع الأول ضد الميكروبات.
الشعر والرموش: يحميان العين والأنف من الغبار والحشرات.
الدموع واللعاب: يحتويان على مواد قاتلة للبكتيريا.
الجهاز المناعي: خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة.
القوة العضلية: وسيلة دفاعية.
الصوت: للاستغاثة أو إخافة العدو.
♦️ وسائل دفاع معنوية وروحية:
العقل: للتفكير والابتكار واختراع الحيل.
المال: وسيلة للأمان والاستقرار.
العلم والفكر: سلاح ضد الجهل والاستغلال.
موارد الأرض: لحماية الإنسان من الجوع والعوز.
الطاقات الجسدية والعقلية والنفسية: لمواجهة الأخطار والتحديات.
🔴 ومن هنا نستخلص درسًا عظيمًا نحتاج إليه اليوم:
إذا كانت الكائنات الحيّة قد استغلت وسائل الدفاع التي وهبها الله لها لتحمي نفسها، فكيف بالإنسان الذي ميّزه الله بالعقل والعلم والخلق؟
لقد ميّزنا الله بالعلم، فعلينا أن نتسلّح به دفاعًا عن هويتنا ومكانتنا أمام مخاطر الغزو الثقافي وأهدافه المشبوهة.
وميّزنا بالأخلاق، فعلينا أن نتسلّح بها لنصون أنفسنا من العادات المدمّرة والأفكار المنحرفة.
ووهبنا طاقات عظيمة ينبغي أن نُسخّرها لحماية مقدساتنا، والدفاع عن أوطاننا، وحفظ كرامتنا ورفعة رايتنا.
فإن فعلنا، تميّزنا حقًّا على سائر الكائنات. أمّا إذا أهملنا ما أنعم الله به علينا، كنّا – والعياذ بالله – أضلّ من الأنعام سبيلًا.
نسأل الله أن يرفعنا إلى أعلى مراتب الصديقية العظمي والولاية الكبرى بالذكر والفكر والعمل الصالح بعد فضل رحمته سبحانه وتعالى.





































