استمعتُ اليوم واستمتعت إلى حلقة البودكاست لأخي الباحث الدكتور حازم مبروك عطية والتي كانت عن (لمحات من تاريخ بناء الجامع الأزهر).
والحقيقة كانت حلقة جميلة وكلها معلومات ثرية، وكان فيها بمثابة المرشد السياحي الذي يشرح تفاصيل المكان على واقعه للزوار بلغة بسيطة ومشوقة.
وإليك بعض المعلومات التي راقت لي في البودكاست والغير شائعة:
♦️كان من العادة في بداية أي حُكم جديد لأي دولة أن يقوم الحاكم أول ما يقوم ببناء مسجد؛ وذلك تيمنًا برسول الله الذي كان أول عمله بعد دخول المدينة أن بنى مسجد قباء... ومن هذا المنطلق كان السبب في بناء الجامع الأزهر، بخلاف طبعًا نشر المذهب الشيعي.
♦️ الجامع الأزهر لما بناه جوهر الصقلي كان يُسمى في البداية «جامع المنصورية» أو «جامع القاهرة»، ثم بتوالي الأحداث سُمي بالجامع الأزهر؛ نسبة للسيدة فاطمة الزهراء، التي يرى الفاطميون نَسَبهم إليها.
♦️العصر المملوكي هو أزهى العصور التي مرت على الجامع الأزهر.
ففيه تم بناء الأروقة، وحدثت توسعات كبيرة للمسجد، ومعظم الأبواب الموجودة الآن تعود للعصر المملوكي.
♦️أول شيخ للأزهر كان في العصر العثماني، والذي كان الشيخ محمد الخراشي (ومنه جاءت كلمة يا خراشي عند العوام) عام 1090هـ.
👈 قبل الشيخ الخراشي وقبل العثمانيين لم يكن هناك شيخا للأزهر، بل كان كل رواق له شيخ مسؤول عن كل ما فيه من الأنشطة التعليمة أو المجاورين ....إلخ.
♦️اختيار مكان الجامع الأزهر لم يكن عبثًا أو صدفة؛ بل تم اختيار هذا المكان بناءً على دراسات دقيقة فيما تتعلق بوِجهة الرياح والرطوبة والعوامل الصحية والضوئية والبيئية.
♦️الجامع الأزهر له 8 أبواب، بعضها الآن مفتوح وبعضها مغلق.
👈 لماذا 8 أبواب؟
على ذلك كانت العادة المنتشرة في بناء المساجد في تلك الفترة، أن يكون للمسجد الكبير 8 أبواب أو ثلاثة أبواب للصغير.
👈 ومن اجتهادي أقول: لعل ذلك تيمنا بأبواب الجنة الثمانية.
♦️الأبواب الثمانية للجامع الأزهر هي: بابي المزينين، وباب المغاربة، وباب الصعايده، وباب الشوام، وباب الجوهرية، وباب الشراقوة، وباب الفشنية.
♦️ باب المزينين: عبارة عن بابين كبيرين من الخشب، وهو المدخل الرئيسى للجامع، وسبب تسميته بهذا الاسم أن المزينين (الحلاقين) كانو يجلسون أمامه من أجل حلق روؤس المجاورين (الذين يبيتون في المسجد).
وهو الآن الباب المقابل للنفق الموصل لسيدنا الحسين.
👈 عندما تدخل من باب المزينين تجد على يمينك (المدرسة الطيبرسية) وهي الآن تضم مكتبة من إهداء أ.د. حسن الشافعي.
وعلى يسارك تجد (المدرسة الأقبغاوية) وعليها قبة بديعة العمارة والهندسة.
وفي الطُرقة بين هاتين المدرستين كان يجلس المزينين؛ لذلك سمي بباب المزينين.
♦️ باب الفشنية: وهو الباب المقابل لمشيخة الأزهر القديمة (هيئة كبار العلماء حاليا)
وعندما تدخل منه تجد على يمينك (رواق الفشنية) وهو الرواق الذي كان يدرس ويجاور فيه القادمين من محافظة بني سويف.
وعلى يسارك تجد (رواق الشراقوة) والذي كان يجلس فيه القادمون من الوجه البحري، وله باب خاص به لكنه مغلق الآن.
♦️باب الصعايده: بناه الأمير عبد الرحمن كتخدا، وهو المقابل لحارة الباطنية.
وفوق هذا الباب (مكان) كان يجلس فيه المجاورون، وكان اسمه (الكُتَّاب)، ومن حسن الطالع أنه كان المكان المحبب للشيخ الطبلاوي في الجلوس والاستراحة، وهو الآن مغلق وغير مستخدم منذ وفاة الشيخ الطبلاوي.
♦️ البئر الموجود في صحن الجامع الأزهر (هو بئر حقيقي به ماء) وليس ديكور كما يظن البعض، ولكنه مغلق للآمان.
♦️ بعد دخولك لصحن الجامع الأزهر من باب المزينين تجد على يمينك (رواق الجبرتي) وهو الآن مقر مدير عام الجامع الأزهر.
ثم تجد بعده (رواق المغاربة) وهو مقسم الآن إلى قسمين:
قسم به لجنة الفتوى، وقسم مخصص للتدريس.
وكان له باب لكنه مغلق الآن.
♦️كما أنك ستجد على اليمين (المزولة) وكانت بمثابة الساعة الشمسية لمعرفة المواقيت، وهي ما زالت موجودة على الجدران حتى الآن.
♦️أول ما تغادر الصحن وتدخل الجامع تجد أمامك (الرواق الفاطمي)، وفيه محراب، وثلاث درجات من السلالم تدخلك على (الرواق العثماني)، وهو الرواق الأساسي للصلاة وللجمعة الآن.
♦️ عندما تستقبل المحراب في الظلة العثمانية سيكون على أقصى يمينك باب الصعايدة، وعلى أقصى يسارك رواق (السيدة نفيسة البكرية)، وبجانبها المدرسة الجوهرية.
♦️ في أعلى صحن الجامع الأزهر (شُرفة) كان يخطب عليها الولاة والحكام في ساعة المطر.
♦️ مساحة الجامع الأزهر تقريبا 12 ألف مترا.
♦️ فكرة شيخ العمود ما زالت موجودة إلى الآن بالجامع الأزهر، لكن تحت مسمى (برنامج شرح كتب التراث)، ويبدأ يوميا من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الثالثة عصرا.
ويُدرِّسُ فيه حاليا ما يقرب من 30 عالم، ويشترط فيهم الأستاذية، إلا الشيخ عبد العزيز الشهاوي فهو حالة استثنائية لعلمه الواسع.
🌹 فشكر الله الدكتور حازم مبروك المبدع ابن المبدع على هذه المعلومات القيمة وهذه الإطلالة المبهجة، وخالص تحياتي دعائي له ولوالده الكريم بالصحة والسعادة.