نحمد الله ونشكره أن جعلنا مصريين، لنا نسبٌ عريق، وحسبٌ عميق، وحضارةٌ ضاربةٌ في جذور الزمن، ومجدٌ تحطمت عليه أنوف السنين والأيام.
لقد كانت مصر شامخةً ولم يكن معها أحد، وهي بفضل الله ما زالت شامخةً معطاءةً، تواصل حاضرها بماضيها.
إننا اليوم إذ نحتفي ونفرح بافتتاح المتحف المصري الكبير، فإنها حفاوةٌ وسعادةٌ تنبعان من اعتزازٍ وطنيٍّ بهذا البلد الذي انتسبنا إليه، وانتسجت منه أرواحُنا وعقولُنا وأفكارُنا.
إننا اليوم – وفي كل يوم – لا نتحدث عن حضارتنا القديمة بوصفها حجارةً وتماثيلَ صمّاءَ بكماءَ،
كلا وألفُ كلا، ومن يعتقد ذلك فهو مخبولُ العقل، قصيرُ النظر، مطموسُ البصيرة.
وإنما نحتفي بتلك الحضارة التي تولَّدت فيها العلومُ والمعارفُ والصناعاتُ التي أنجبت لنا هذا الإرثَ الحضاريَّ والتاريخيَّ.
إنها حفاوةٌ بحضارةِ العلم،
وحفاوةٌ بحضارةِ السبقِ التكنولوجي،
وحفاوةٌ بحضارةِ القيمِ والأخلاقِ والمبادئ،
وحفاوةٌ بحضارةٍ كانت تقدّر الحياة وتحبها،
وحفاوةٌ بحضارةٍ مؤمنةٍ كانت تؤمن بالبعث واليوم الآخر.
تلك الحضارة التي ما زالت تبهر العقول، وتحيّر العلماء، وتدهش الأسماع منذ يومها إلى يومنا هذا، وما زلنا لا نعرف عنها غير النزر اليسير.
ويأتي هذا اليوم المشهود الذي نتوّج فيه مجدَنا وذكرياتِنا وحضارتَنا بهذا الصرحِ الشامخ، الذي سيذكره التاريخُ بأنه أكبرُ متحفٍ في العالم، تبلغ مساحتُه 500 ألفِ مترٍ مربع، ليضمَّ ما يزيد على 100 ألفِ قطعةٍ أثريةٍ، أغلبُها يُعرض لأول مرة.
تفتتحه مصر اليوم، في الأول من نوفمبر عام 2025، ليُحفر هذا اليوم في ذاكرتنا وسِجلات إنجازاتِنا.
كما أننا لا نحتفي بهذا المتحف لأنه أكبر متاحف العالم فقط، بل نحتفي ونفرح به لأنه أشرف متحف في العالم!!
نعم، أشرف متحف في العالم؛ إذ لا توجد به قطعة واحدة مسروقة من دولة أخرى أو مشتراة بالخديعة أو تحت وطاة استعمار أو حجة مشاركة البحث .... كل القطع مصرية من أرض مصر، والحمد لله رب العالمين، وتحيا مصر.





































