منذ زمن بعيد، اعتدت – وما زلت – أن أسأل كل شاب أراه ممسكًا بسيجارة: كيف كانت لحظة البداية؟ وما الدافع الذي قادك إلى هذا الطريق؟
وقد سمعت من الإجابات ما يكفي لأن أجمعها في هذه السطور، علّها تكون رسالة لكل أبٍ وأمٍ، ليلتفتوا إلى ما قد يغيب عنهم من أسبابٍ خطيرةٍ غزت عقول هذا الجيل.
ويمكن تلخيص أبرز الدوافع التي ذكرها هؤلاء الشباب في ثلاثة أسباب رئيسة:
(1) وهم التجريب
يدفع الفضول بعض الشباب إلى تجربة السيجارة لمجرد أن يروا بأعينهم: هل هي ضارّة حقًا أم لا؟!
وهذا من قلة النضج؛ إذ ليس كل شيء يصلح للتجربة، فهل يعقل أن يجرب أحدهم السم لمجرد البرهنة على أنه قاتل؟!
(2) أكذوبة تعديل المزاج
كثيرون قالوا إنهم لجؤوا إلى التدخين في لحظة حزن أو كآبة، بعدما أوهمهم غيرهم أن السيجارة تبعث على الراحة وتزيد "هرمون السعادة".
وهذا زيف واضح؛ فطرق الترويح عن النفس كثيرة، وأساليب التنفيس عن الكبت والهموم مشروعة وآمنة، لا تحمل في طياتها سمًّا زعافًا.
(3) ضغط الأقران
وهنا الخطر الأكبر: شاب جلس بين أصدقاء مدخنين، فألحوا عليه أن يشاركهم، فلما رفض سخروا منه ووصفوه بأنه طفل يخاف من والديه!
فتأججت في نفسه حميّة زائفة، وأراد أن يثبت رجولته، فاستسلم للسيجارة وهو يعلم أنها بداية الانحدار.
♦️ خلاصة القول:
هذه أهم ثلاثة أبواب يتسلل منها التدخين إلى قلوب الشباب وعقولهم.
ولأجل ذلك، إليك أيها المربي بعض الوصايا:
1. إن كنت مدخنًا، فلا تجعل أبناءك يرونك على هذه الحال، فالعينُ لا تنسى ما تراه.
2. لا ترسل ولدك لشراء الدخان لك، فإنك بذلك ترسم له الطريق دون أن تدري.
3. حدّث أبناءك منذ الصغر عن أضراره، وحرمته، وما يخلفه من كوارث صحية ودينية ومالية.
4. جنّب ابنك صحبة المدخنين، فالمجالسة تورث المشابهة، والرفيق قبل الطريق، والصاحب ساحب.
ونسأل الله السلامة 🤲





































