شقت صرخة مدوية سكون الليل ومزقت استاره ، خرج أهل القرية يستطلعون مايحدث وجدوا جارتهم الست أم حسونة ، تهيل تراب الدرب فوق رأسها وتصرخ بنتي ( ست أبوها ) ياعالم بنتي ياهوو ماتت ألحقوني ياناس ، هرع الجميع إلى داخل البيت يقلبون النائمة في هدوء، ويتعجبون من أمرها ، كيف أن جسدها أمسى سليما لا تشوية في قدميها ولا أنثناءات في يديها ، ووجها الذي كان قطعة خبز جافة ، أصبح بدر في ليلة الرابع عشر من الشهر الهجري ، أتى بعض الجيران بالطبيب الذي أكد حالة الوفاة ، ضمتها إلى صدرها تودعها ، ثم اتسع حضنها ليشمل الصغيرين اللذين تركتهما أمهما للتو لقد كُتب عليهم اليتم ، لم يكن جديدا عليهما لقد تيتما بالفعل منذ عشر سنوات - بعد ولادة الصغير مباشرة عقب إصابة الوالدة بحمى النفاس ، كانت قد أنجبت طفلها الأول ثم بعد عامين أنجبت الثاني ، غزت جسمها حمى النفاس ، نفشت فيه وترعرعت لم يجدي الدواء نفعا ، قال الطبيب أيام فقط وسوف يتيتم الصغيرين ، كذب الطبيب بقيت معهم ، جسد بلا فائدة عشر سنوات ، إلتوت اليدين والقدمين أصبحت الحركة بطيئة ، مالت الرقبة جهة اليسار لم تلتفت يمينا مجددا ، مال الجذع ناحية اليمين، جحظت العينين ، كبر بؤبؤها ، تغلب البياض على السواد به