مر عامان على رحيل ست أبوها 

وجاءت بهية إلى والدتها أم حسونة لتضع مولودها الثاني ، بعد أن وضعته اصابتها حمى شديدة وتعوج في أطراف جسدها  

الشيخ محمد : مبارك ياخليل عليك الأحفاد 

خليل : نعم الله كبيرة علينا 

لقد رزق الله همام صبي سماه حسونة على اسم جده لأمه إكراما لها وتعزيه لها في وفاة والدها الحاج حسونة 

ورزق خيري صبية مليحة وسماها مليحة 

الشيخ محمد : بسم الله ماشاء الله 

بارك الله فيما أعطاكم 

الشيخ محمد : ألم اقل لك إن النصر أتي لا محالة 

خليل : الحمد لله عبرنا القناة وهزمنا العدو في ست ساعات من يصدق ننتظر ست سنوات ونعبر في ست ساعات 

الشيخ محمد: حمدا لله على عطاء الله 

خليل : الليلة سوف أقيم احتفال كبير بالنصر وقدوم الطفل الرابع لكل من خيري وهمام 

فزوجة همام أم حسونة قد وضعت بعد حسونة توأمان على ومحارب والآن وضعت تقية 

أما خيري فقد وضعت زوجته ابنته مليحة ثم رزق بتوأم صفية وزينب ثم أكرمه الله بتقي الدين

لقد ضاق البيت الكبير بهم ياشيخ محمد مما جعلني اعطي لكل واحد منهم نصيبه من البيت الكبير وحوش البئر العذب 

الشيخ محمد: هنيئاً لمن جاءت البئر من نصيبه 

خليل : لقد كانت البئر من نصيب همام أبو حسونة 

لقد أجريت بينهما قرعة حتى لا يغضب أحدهم وتحدثه نفسه بأني أحب أخيه أكثر منه واعطيته البئر في نصيبه فجاءت القرعة لتحكم بيننا 

والحمد لله رضي الجميع ،ولكن اشترطت على همام بترك البئر كما هي يشرب منها القاصي والداني 

مرت السنوات سراعا ومات الشيخ محمد ومن ورائه خليل في صيف الخامس والثمانون بعد الالف والمائة ثم وضعت زوجة همام توأم بنات ست أبوها وهنية 

كما وضعت زوجة خيري صفي الدين وبهي الدين 

بنى خيري بيته اللبن بالطوب الأحمر والخرسانة ، وحفر خزان كبير للبيت كصرف صحي مما كلفه الكثير من المال

استقدم همام أحد المقاولين لبناء بيته والذي أشار عليه بتحويل البئر لمجرى صرف صحي للبيت 

أصاب بهية ما أصاب ست أبوها سابقا من تعوج في الأطراف وإمالة في الرقبة والجذع وجحوظ العينين ، وقد تركها زوجها لدى والدتها ، بعد أن داس طريق الأطباء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ولكن بدون جدوى فلا يعرف أحد أسباب هذه العلة ولا علاج لها غير المسكنات والمهدئات ،

أخذ طفليه وتزوج بأخرى ، وبعد مرور أيام قلائل من زواجه أعاد هنيه لبيته تخدمها زوجته الثانية وتخدم ولديه ، بعد أن أصاب والدة حسونة المرض ، لم ترفض زوجته الثانية المهمة التي ألقيت على عاتقها وتقبلتها بنفس راضية واحتسبت عملها عند الله ، ولأن الحياة بخيلة العطاء على المحتاج ، فقد مات فجأة زوج بهية وغادرت زوجته الثانية البيت 

وعادت بهية بأولادها إلى أمها لتمرضها حتى يأذن الله 

ولم تمر شهور قليلة حتى ظهرت هذه الأعراض على حسونة ومحارب ولم ينجو سوى علي وتقية التي رفضت الزواج بعد ماعانت أشد المعاناة في مرض أخوتها 

لقد بنى همام بيته وحول البئر عذبة المياة إلى مجرى للصرف الصحي ، 

 مرت الأعوام تحمل في جعباتها الكثير من الشدائد لهمام وزوجته وأولاده حتى أصابه مرض عضال توفاه الله على أثره

قبل وفاته بأيام قليلة بين النوم واليقظة رأي شيخ وقور ذو لحية بيضاء ، تتدلى حتى سرته ، بجلباب أبيض ناصع وعمامة خضراء كبيرة ، وفي يده تتدلى مسبحته بحباتها الفضية ومعلق في رقبته مفتاح على شكل زهرة اللوتس أو مفتاح الحياة في الحضارة الفرعونية،  

مال على أذنه وهمس لماذا عكرت ماء البئر ، لقد اصابتك لعنتها أنت وذريتك إلى أن تقوم الساعة 

ونجاتك من اللعنة في هذا المفتاح ، وأشار إلى مفتاح الحياة في رقبته ،نجاتك من الهلاك في قعر البئر 

بكى همام وقال للشيخ البئر ليس لها قعر

لا نعلم لها بداية أو نهاية من عهد الأجداد ، اختفى الشيخ فجأة كما ظهر فجأة 

 أخبر همام زوجته بما رأي ، وطلب منها ردم البئر ، استقدمت مقاول كي يردم البئر ولكن التكلفة كانت عالية والبيت سوف يبخس ثمنه إذا عرض للبيع بدون مجرى صرف صحي ونصحها ببيعه وشراء غيره 

بعد وفاة همام باعت أم حسونة البيت واشترت أخر ولكنها حملت اللعنة معها .

.

تمت 

--

تنويه : البئر الملعونة وهي قصة حقيقية عشت بعض أحداثها