على غير العادة دعاهم الى اجتماع عاجل في مكتبه قبل ان يبدأ الدوام وبدت عليه ملامح الاستنكار والاستهجان خاصه ان الجميع قد لبى دعوته بينما ظلت هي على مكتبها الخارجي تنسق بعض الاوراق وبين انهماكها وشرودها يشق الهدوء بكلماته ....
كلماته التي مضى دهر على عدم سماعها منه. لقد أثر في الأونة الأخيرة عدم التحدث إليها. بل أنه يتحاشي النظر إلى عيونها التي تقتله بسهامها.
تلك العيون التي سلبت لبه مذ كانا سويا في الجامعة. وربط الحب بين قلبيهما ولكن فاقته وحاجته كانت سدا منيعا بينهما حالت دون لقائهم كالغيوم السوداء التي تحجب الشمس في يوم قارص البرودة ، هكذا
الأيام تسن سكينها لتذبح كل مبغى وتشيع جنازته
ولكن فجأة تحيه وترمم رفاته ،
لقد تقابلا مرة أخرى . عندما تقدمت بطلب توظيف في شركة كان هو أحد مدرائها بعد أن رفضه والدها لفقره المدقع
ولكن هكذا هي الأيام. ترفع من كان دون الأسفلت.. وتوضع من هو في عنان السماء إلى الأرض السابعة
ولحاجتها لكفاف العيش بعد أن دارت الأيام دورتها عليها ، أصبحت سكرتيرة المدير الذي بعث الماضي وأحيى رفاته
ولكن على حساب الحاضر لقد كان قد تزوج من زميله لهم في الجامعة رضي به أهلُها رغم فقره. وفاقته . ساندته وكانت عضده التي شد ساعده وقفت بجانبه حتى أصبح من أشهر رجال الأعمال ومن أمهر أصحاب الشركات
وعندما عملت بزواجه قتلت هذا الجنين الذي لا ينفك أن ينبض ، ويشعل مشاعر الحب في قلبها ولكنه يغوص في غيبوبة طويلة
إلا أن هذه المرة كانت الأخيرة
لقد انتزعته من بين أحشاء قلبها ودفنته... عندما تمت خطبتها على زميل يعمل معها في نفس الشركة