_محتاج مساعدة؟
_أنت تاني! مُش أنت الجِن اللي كنت عاوز تشتغل معايا وأنا رفضت؟ عايز إيه؟
_يا باشا أنت اللي عاوز، أنت اللي عطلان بعربيتك على الطريق في وقت متأخر.
_تقوم تطلع لي في المكان المقطوع ده وفاكرني هخاف، فاكر نفسك هتساومني عشان تشتغل؟
_حاشا لله يا باشا، مين يقدر يقول الكلام ده؟
_أومال طالع لي تعمل إيه؟
_طالع أساعدك.
_تساعدني في إيه؟ حضرتك ميكانيكي؟
_مفيش جِن بيشتغل ميكانيكي يا باشا.
_يسلام؟
_زي ما بقول لَك كده، إحنا مش محتاجين عربيات أصلًا عشان نتنقّل ونروح ونيجي، يعني مفيش حد عندنا بيتعلّم ميكانيكا.
_أومّال هتساعدني إزاي؟
_أنت بَس عرَّفني العربية فيها إيه وأنا أحاول أحِل المشكلة.
_العربية وقفت فجأة، يظهر كده إنها محتاجة برمجة.
_برمجة!
_إيه مالك، تنَّحت ليه؟
_مفيش بَس البرمجة دي مش كاري برضه.
_أومال طالع لي عشان ترفع ضغطي؟
_يا باشا في أكتر من طريقة أساعدك بيها، أنت بس اللي بتختار لي حاجات معقَّدة وماليش فيها.
_ماشي يا أبو العُرّيف؛ لما نشوف أخرتها. تقدر تساعدني إزاي؟
_أنا ممكن مثلًا أشاور لأي عربية تعدّي عشان تُقَف، وساعتها السواق اللي فيها يساعدنا.
_ده باعتبار إني مش هعرف أشاور للعربية وهي فايتة، على أساس إني كنت شايل مادة المشاورة في الكلية.
_خلاص بلاش تنرفز نفسك، أنا عندي حل تاني حلو.
_خير، اشجيني.
_أنا ممكن أزُق العربية لحد ما نطلع في العَمَار.
_وبعد ما نطلع في العَمَار هيحصل إيه؟
_هختفي طبعًا، أصل مفيش جِن بيظهر في العَمَار وأنت سيد العارفين.
_وأبقى استفدت إيه أنا؟ بعد ما كنت عطلان في منطقة ضلمة هبقى عطلان تحت عامود كهربا مثلًا؟
_خلاص سيبك من الاقتراح ده كمان عشان شكله هينرفزك.
_لأ وأنت الصادق أنا متنرفز من وجودك نفسه.
_يا باشا أنا خدامك وعاوز أساعدك.
_يا عم أنت مش عارف تساعد نفسك، حِل عنّي.
_طيِّب أنا هقول لك حل سهل وبسيط.
_خير!
_إيه رأيك لو تتصل على أي مركز صيانة يبعت لك حد.
_فاكر إني مستني عفريت عبيط زيَّك يقول لي اتصل؟ ما التليفون لو كان فيه شبكة مكانش زماني واقف الوقفة دي أصلًا يا بني آدم.
_أنا جِن يا باشا مش بني آدم.
_بس ماتقولش جِن، شكلك في النهاية هتطلع بتشتغل حمار في القبيلة عندكم.
_الله يسامحك، طيّب خُد بقى الحل ده من أبو آخر.
_استر يارب.
_هَايُستر إن شاء الله.
_أنا هاجيب لك مواصلة من عندنا.
_مش أنت لسَّه قايل إنكم مش بتحتاجوا عربيات؟ بتركبوا إيه بقى إن شاء الله، نعام ولا ديوك رومي.
_لا دَه ولا دَه، إحنا بنركب البساط السحري، لو توافقني ثواني أروح القبيلة أجيب واحد وأرجع.
_أنت عايزني أركب بساط سحري؟ فاكرني علاء الدين!
_وعلاء الدين أحسن منك في إيه عشان يركب بساط سِحري وأنت لأ.
_شكلك جاي تفرَّج الناس عليّا النهار ده، وبعدين مابعرفش أسوق غير عربيات.
_على الأقل البساط السحري مش بيعطل زي العربية، يعني توصيلة مضمونة.
_وطبعا بعد ما أوصل البساط السحري هيرجع لك لوحده.
_أنت فاكره حمار من اللي عندكم يا باشا. لأ طبعًا، البساط السحري بينفذ رغبة اللي راكبه، يعني مجرد ما تفكر تروح مكان هينقلك، إنما مع نفسه كده مش بيتحرَّك.
_وفرحان أوي، حتى البساط السحري بتاعكم محصَّلش حمار عندنا، على الأقل الحمار بيروَّح البيت لوحده. أومال يعني هايرجع إزاي بعد ما يوصَّلني؟
_خليه عندك وابقى رجَّعه وقت ما تحب.
_وهركنه فين ده إن شاء الله؟ ولا هلِفُّه وأحطه فوق الدولاب.
_أنت متعصَّب ليه؟
_عشان أنا فيَّا اللي مكفِّيني وأنت جاي تجلطني.
_خلاص، افتح كبّوت العربية نشوفها، جايز يكون فيها سلك فاصل ولا حاجة متحرَّكة من مكانها.
_يا سيدي مش قُلت إنك مالكش في الميكانيكا!
_ولا بطيقها، بس افتح جايز نوصل لحاجة.
_أديني فتحت، المرَّة الجاية مش هفتح غير دماغك بقرونك دي.
_خليني بس أركز في العربية.
_إيه يا عم الشمعة اللي أنت مولعها دي.
_عشان أشوف، أنت مش شايف المكان ضلمة إزاي!
_شيل يا عم الشمعة دي في زيوت وبنزين هتولع في العربية.
_تصدق عندك حق.
_يلا ياض اخلع من هنا، جتك نيلة فيك وفي قبيلتك، هي نقصاك!
_يعني مش هتشغلني معاك برضه؟
_قُلت لي بقى، جاي تحوَّر عشان أشغَّلك، طيب بقول لك إيه.
_خير.
_تشتغل معايا ميكانيكي؟
_لأ يفتح الله.
_طيب يلا غور من هنا، وخُد الشمعة دي معاك، ابقى ولَّعها في عيد ميلاد خيبتك يا أهبل.
***
تمت...





































